بحث رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، الأربعاء، مع سفيرة واشنطن في بغداد، إلينا رومانوسكي، الأحداث الدائرة في قطاع غزّة المحاصر، واستمرار العدوان الإسرائيلي في فلسطين، وخطورة توسّع الصراع في المنطقة، محملاً الدول الكُبرى والمنظمات الدولية والأممية مسؤولية وقف مأساة الشعب الفلسطيني.
وحسب بيان لمكتب السوداني، فإن الأخير استقبل رومانوسكي، وجرى خلال اللقاء، بحث مجريات الحوار الذي تجريه اللجنة العسكرية العليا، المعنية بإنهاء مهمة التحالف، وسبل حسم هذا الحوار للوصول إلى اتفاق حول جدول زمني للتنفيذ.
كما شهد اللقاء بحث تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية، ومجريات الأحداث في غزّة، ومعاناة شعبنا الفلسطيني جراء استمرار العدوان، وأخطار توسع وانتشار الصراع في المنطقة، ومسؤولية الدول الكبرى والمنظمات الدولية والأممية في وقف مأساة المدنيين في عموم الأراضي الفلسطينية.
وجاء موقف السوداني من الأحداث الدائرة في فلسطين، متسقاً مع دعوة رئيس تحالف «نبني» هادي العامري، إلى وقف الدعم الغربي للمجازر الصهيونية.
وفي لقاء جمعه بالسفير الفرنسي في بغداد، باتريك دوريل، بحث العامري «العدوان على غزة» مؤكداً ضرورة «إيقاف الدعم الغربي للمجازر الصهيونية وحرب الإبادة للشعب الفلسطيني».
وذكر بيان لمكتب العامري بأن اللقاء بحث أيضاً العديد من الملفات، أبرزها تطوير العلاقات بين البلدين في المجالات كافة لاسيما الجانب الاقتصادي خصوصا بعد تحسن الوضع الأمني والاستقرار الذي يشجع الشركات الفرنسية وقدومها للعمل والاستثمار في العراق.
كما ناقش الجانبان ملف وجود التحالف الدولي، وشدد العامري على ضرورة «خروج كافة قواته من العراق لتحقيق السيادة الوطنية الكاملة».
في الطرف الآخر، تبنّت فصائل «المقاومة الإسلامية» في العراق، هجوماً جديداً طال هدفاً حيوياً في إيلات المحتلة، أمس الأربعاء.
حمّل الدول الكبرى مسؤولية وقف مأساة الفلسطينيين
وفي بيان صحافي «للمقاومة» أرفقته بمشاهد مصوّرة توثّق اللحظة الأولى للهجوم، أفادت بأنه «استمراراً بنهجنا في مقاومة الاحتلال، ونُصرةً لأهلنا في غزّة، وردّاً على المجازر التي يرتكبها الكيان الغاصب بحقّ المدنيين الفلسطينيين من أطفال ونساء وشيوخ، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية في العراق صباح اليوم الأربعاء (أمس) هدفاً حيوياً في أم الرشراش (ايلات) المحتلة، بواسطة الطيران المسيّر» مؤكدة استمرارها «في دكّ معاقل الأعداء».
أما كتائب «حزب الله» العراقية، فجدّدت التزامها بالدفاع عن «المستضعفين في فلسطين» ومواجهة الصهاينة والأمريكان وجميع الدول الداعمة لهم.
مجلس التعبئة الثقافية التابع لـ«كتائب حزب الله» أكد في بيان صحافي أصدره بذكرى «عيد الغدير» قائلاً: «إننا في المقاومة الإسلامية كتائب حزب الله إذ نتمسك بالغدير بوصفه يوما للمسلمين ووحدتهم، نترجمه على الأرض والميدان في دعمنا للمستضعفين في فلسطين، ونستلهم من أميره (عليه السلام) روح الشجاعة والإقدام في مواجهة الاستكبار العالمي المتمثل بالمعسكر الصهيوأمريكي والدول والحكومات الداعمة له، ونصرة المظلومين، والدفاع عنهم».
واستغل قادة فصائل «المقاومة» ذكرى «عيد الغدير» للتعبير عن دعمهم ومساندتهم للمقاومة الفلسطينية، فضلاً عن التزامهم بالدفاع عن لبنان و«حزب الله» هناك، في حال قررت السلطات الإسرائيلية توسيع دائرة الحرب.
أبرز تلك التصريحات جاءت على لسان الأمين العام لحركة «عصائب أهل الحق» عندما توعّد في كلمة مصوّرة، الأمريكيين أن مصالحهم ستكون مهددة في العراق والمنطقة إذا هاجم الكيان الصهيوني لبنان و«حزب الله».
وأشار إلى أن «في حال استمرار الولايات المتحدة الأمريكية في دعمها لهذا الكيان الغاصب وهاجم لبنان وهاجم حزب الله فلتعلم أمريكا أنها جعلت كل مصالحها في المنطقة والعراق محل استهداف ومحل خطر» مبيناً إن «عمليات محور المقاومة في لبنان أو اليمن أو العراق دفاعية وهدفها الضغط على الكيان لإيقاف جرائمه وهذا معلن وصريح وواضح».
غير أن الناطق باسم حركة «النجباء» المنضوية في «المقاومة الإسلامية» حسين الموسوي، اعتبر أن ميدان المقاومة الحالي هو حكر على حركته وكتائب «حزب الله» العراقية. وفي تصريح أدلى به خلال ظهوره في لقاء تلفزيوني لإحدى القنوات المحلّية، ذكر الموسوي أن «هناك فصائل عراقية تساند عمل المقاومة ومنها كتائب سيد الشهداء (بزعامة أبو آلاء الولائي) التي تساند وتدعم ميدان المقاومة الإسلامية».
وأوضح أن «حركة النجباء ليس لديها أي طموح سياسي، لكنها مستمرة بعملياتها لمساندة الشعب الفلسطيني، والضغط من أجل إنهاء الوجود الأمريكي في العراق».
وفي مقابل تهديد ووعيد الفصائل العراقية، وتلويحها باستهداف المصالح الأمريكية، أكدت وزارة الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة سترد «بشكل مناسب» إذا تعرضت قواتها في العراق لهجوم.
المتحدث باسم الوزارة، ماثيو ميلر، نوّه خلال مؤتمر صحافي أن «القوات الأمريكية موجودة في العراق بناء على دعوة الحكومة العراقية».
وأضاف: «سأترك التعليق بشأن احترام طريقة وجود قواتنا في العراق للبنتاغون، لكننا أوضحنا منذ مدة طويلة أن قواتنا موجودة في العراق بناء على دعوة الحكومة العراقية للعمل ضد الإرهابيين، وهو ما يصب في مصلحة الشعب العراقي، كما أننا سنرد بشكل مناسبة إذا تعرضت قواتنا للهجوم وسنحاسب المسؤولين عنه أيضاً».