تعزيز الاستقرار الاقتصادي، زيارة الوفد العراقي إلى واشنطن

تعزيز الاستقرار الاقتصادي، زيارة الوفد العراقي إلى واشنطن

الباحثة شذى خليل*

واجه الاقتصاد العراقي اضطرابات كبيرة في السنوات الأخيرة، وتفاقمت بسبب عدم الاستقرار السياسي، والصراعات الإقليمية، والتحديات لاقتصادية. ويتمثل أحد الجوانب الحاسمة لهذه التحديات الاقتصادية هي التقلب في سعر صرف الدولار، مدفوعا بديناميكيات الطلب والعرض في السوق، وخاصة المضاربة.
وأشار اقتصاديون إلى أن الانخفاض الأخير في سعر صرف الدولار في العراق يعود بالدرجة الأولى إلى انخفاض الطلب على الدولارات النقدية والضغوط على السوق الموازية المتعلقة بالتجارة مع إيران وسوريا. ومع ذلك، لم يُعزى هذا الانخفاض بشكل مباشر إلى إجراءات البنك المركزي، بل إلى المضاربات بين المتداولين الذين يتبعون توجيهات منصة البنك المركزي.

وتهدفت زيارة الوفد العراقي إلى واشنطن إلى إيجاد آليات لتحسين وضع البنوك العراقية والعملة، ( تسوية بعض العقوبات المفروضة على بعض البنوك ) وأكدت هذه الزيارة التزام العراق بقرارات وزارة الخزانة الأميركية وجهودها للعمل بشفافية مع البنوك الأجنبية.
في خطوة محورية لمواجهة التحديات الاقتصادية المستمرة، وبتوجيه من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ارسال وفود عراقي يضم فؤاد حسين، و محافظ البنك المركزي العراقي علي العلاق وبعض المتخصصين ، بزيارة إلى الولايات المتحدة وتمثل هذه الزيارة خطوة هامة نحو تحسين الوضع المالي والمصرفي للبلد.

وكانت تفاعلات الوفد مع المسؤولين الأميركيين حاسمة لإعادة تأكيد التزام العراق بالإصلاحات المصرفية والشفافية، ومواءمة مؤسساته المالية مع المعايير الدولية. وبرزت بوادر إيجابية من المباحثات مع مسؤولي وزارة الخزانة الأميركية، حيث أكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين التزام العراق بالإصلاحات الاقتصادية، لا سيما في قطاعي البنوك والطاقة. ومن بين المبادرات البارزة التي تمت مناقشتها مشاريع استثمار الغاز التي تهدف إلى تحقيق الاستقلال في مجال الطاقة وتحسين الآليات التشغيلية للمصارف العراقية لضمان الشفافية.

التأثيرات المتوقعة
ومن المتوقع أن يكون للزيارة والاتفاقيات اللاحقة عدة آثار هامة على الاقتصاد العراقي:

• تعزيز الاستقرار المالي: من خلال تحسين الكفاءة التشغيلية للمصارف العراقية وضمان الشفافية، من المتوقع أن يتعزز الاستقرار المالي في العراق. وسيؤدي ذلك إلى تعزيز الثقة في القطاع المصرفي وجذب الاستثمارات الأجنبية، مما يوفر الحافز الذي يحتاجه الاقتصاد بشدة.
• تعزيز النمو الاقتصادي: إن تحسين العمليات المصرفية وزيادة الشفافية سيمكن البنوك من تقديم خدمات أفضل للشعب العراقي، مما يعزز النمو الاقتصادي والتنمية.
• تحسين قطاع الطاقة: من خلال التركيز على مشاريع استثمار الغاز، يهدف العراق إلى تقليل اعتماده على الطاقة المستوردة، وتعزيز وضعه الاقتصادي وتعزيز أمن الطاقة.

تعزيز العلاقات العراقية الأمريكية: تسلط الزيارة والاتفاقيات الناتجة عنها الضوء على تعزيز العلاقات بين العراق والولايات المتحدة، وهو عامل حاسم للاستقرار الجيوسياسي والاقتصادي في العراق.

وتمثل زيارة وزير الخارجية فؤاد حسين والمحافظ علي العلاق والوفد المرافق لهما إلى واشنطن خطوة حاسمة نحو استقرار الوضع المالي في العراق. ومن خلال معالجة التحديات التي تواجه القطاع المالي والالتزام بالإصلاحات الاقتصادية، يستعد العراق لتعزيز استقراره المالي وتحقيق النمو الاقتصادي المستدام. ويشير الاستقبال الإيجابي من المسؤولين الأميركيين واستعدادهم لدعم مبادرات الإصلاح العراقية إلى مستقبل واعد للاقتصاد العراقي، ويتوقف على التزام الحكومة المستمر بالشفافية والإصلاح.

ولا تعكس هذه الزيارة عزم العراق على تحسين وضعه الاقتصادي فحسب، بل تعزز أيضا أهمية التعاون الدولي في تحقيق الاستقرار والنمو الاقتصادي. إن الجهود المستمرة للتوافق مع المعايير المصرفية الدولية والسعي لتحقيق الاستقلال في مجال الطاقة ستكون محورية في تشكيل المسار الاقتصادي للعراق في السنوات القادمة.

الوحدة الاقتصادية / مكتب شمال امريكا
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية