واشنطن – مع دخول كامالا هاريس السباق إلى البيت الأبيض، عمت الحماسة صفوف الشباب الديمقراطيين الذين ستكون مشاركتهم في التصويت أساسية لتمكين مرشحة الحزب من الفوز على خصمها الجمهوري دونالد ترامب في نوفمبر القادم. وحين أعلن الرئيس جو بايدن في منشورين على منصّة إكس في 21 يوليو التخلي عن ترشّحه لولاية ثانية داعما ترشيح نائبته، شعرت ستيفي أوهانلون على الفور بـ”الارتياح”.
وقالت الناشطة من أجل المناخ لوكالة فرانس برس “كان الكثير من الشباب يشعرون بخوف حقيقي” حيال بقاء الرئيس في السباق على ضوء الشكوك حول وضعه الذهني وتخلفه المتواصل في استطلاعات الرأي أمام سلفه الجمهوري”. وأضافت أنه بعد أسبوعين فقط من ترشيحها تثير كامالا هاريس “مستوى من الحماسة لم يكن قائما بكلّ بساطة بالنسبة إلى جو بايدن”.
وقال إيثان نيكولز العشرينيّ متحدثا في سينسيناتي بولاية أوهايو “يمكن لمس هذه الحيوية على الأرض”. وأوضح الطالب الديمقراطي الناشط سياسيا “أرى أصدقاء لي غير ملتزمين سياسيّا يعيدون نشر صور ‘ميمز’ عن كامالا هاريس، ويبدون مسرورين جدا لوجود حملة تلهمهم أخيرا”. وتعتزم المرشحة البالغة من العمر 59 عاما البناء على هذا الرصيد من الحماسة، وهي تسلط الضوء منذ دخولها السباق على فارق السنّ بينها وبين خصمها الذي يكبرها بعشرين عاما.
ويغرق فريق حملتها مواقع التواصل الاجتماعي، وفي طليعتها تيك توك، بمقاطع فيديو تظهر فيها هاريس محاطة بنجوم من موسيقى الراب، وتحصد ملايين المشاهدات. كما ظهرت السناتورة السابقة عن كاليفورنيا الأسبوع الماضي في حلقة من برنامج تلفزيون الواقع “روبولز دراغ رايس”، فألقت خطابا افتراضيا أمام مجموعة من الناخبين الديمقراطيين الشباب. وقالت في كلمتها لهم “خلال هذه الانتخابات، نعول عليكم لضخ الحيوية والتنظيم والتعبئة”.
ويقضي التحدي المطروح على الديمقراطيين بالتثبت من تعبئة هذه الفئة من الناخبين. ولئن كان الشباب الأميركيون يميلون تقليديا إلى الحزب الديمقراطي على حساب الحزب الجمهوري، ويقيمون بأعداد كبيرة في الولايات الأساسية التي تحسم الانتخابات، فإنه من الصحيح أيضا أنهم قلما صوتوا، باستثناء لافت، خلال الانتخابات الرئاسية عام 2020، حين سجلت تعبئة واسعة بين الشباب الديمقراطيين ضد ترامب.
◙ الخطاب الذي ستلقيه في 22 أغسطس في ختام مؤتمر الحزب الديمقراطي سيشكل مناسبة لهاريس لعرض برنامجها وكشف تفاصيل أولوياتها الانتخابية
ودعي هذه السنة 40 مليون شخص تتراوح أعمارهم بين 18 و27 عاما للإدلاء بأصواتهم، ما يمثل وزنا انتخابيا هائلا في سباق يشهد منافسة شديدة للغاية بين المرشحين. وإلى جانب حضورها الواسع على شبكات التواصل الاجتماعي رأت روبي بيل بوث الباحثة في جامعة توفتس أن على هاريس إيجاد سبيل “لتمييز نفسها عن بايدن” على صعيد برنامجها، بهدف ترسيخ دعم الشباب لها. ورأت الخبيرة السياسية أن “عليها أن تظهر أنها ستدافع عن القضايا التي تهمّ الشباب” وفي طليعتها الاقتصاد، إنما كذلك حماية الحق في الإجهاض والحدّ من انتشار الأسلحة النارية والحفاظ على الكوكب.
وسيشكل الخطاب الذي ستلقيه في 22 أغسطس في ختام مؤتمر الحزب الديمقراطي مناسبة لهاريس لعرض برنامجها وكشف تفاصيل أولوياتها الانتخابية. في المقابل ركّز ترامب، الذي عيّن رسميا مرشحا لحزبه في مؤتمر الجمهوريين منتصف يوليو في ميلووكي، إستراتيجيته الانتخابية حتى الآن على سنّ جو بايدن ووضعه الصحي. ومع انسحاب الرئيس اضطر إلى مراجعة إستراتيجيته، فحاول في هذا السياق خلال مقابلة أجرتها معه شبكة فوكس نيوز هذا الأسبوع التقليل من فارق السن بينه وبين منافسته. وقال ساخرا “كنت أعتقد أنها أصغر سنا”.
وأعلن المرشح الجمهوري الجمعة أنه اتفق مع “فوكس نيوز” على تنظيم مناظرة مع منافسته الديمقراطية في الرابع من سبتمبر المقبل، دون أن يتضح في الوقت الحاضر ما إذا كانت نائبة الرئيس وافقت على ذلك أم رفضت. وضمنت هاريس الجمعة ترشيح الحزب الديمقراطي لخوض انتخابات الرئاسة، في تتويج سريع بعد أقل من أسبوعين من انسحاب جو بايدن.
وكانت هاريس المرشحة الوحيدة في اقتراع إلكتروني مدته خمسة أيام، بعد أن وقع 4000 من مندوبي الحزب الديمقراطي على عرائض تدعم ترشحها. وسيتم ترشيحها رسميا في مؤتمر الحزب في شيكاغو خلال وقت لاحق هذا الشهر. وقالت هاريس “يشرفني أن أكون المرشحة المفترضة للحزب الديمقراطي لرئاسة الولايات المتحدة”، وذلك في اتصال هاتفي مع أعضاء في الحزب كانوا يحتفلون بحصولها على ما يكفي من أصوات المندوبين في اليوم الثاني من التصويت الماراثوني.
ومنذ انسحاب بايدن من السباق الرئاسي قبل أسبوعين بدت هاريس المرشحة المتوقعة للحزب الديمقراطي. ولم يتقدم أي ديمقراطي لمنافستها على الترشح للرئاسة، ما يجعل تأكيد ترشيح حزب كبير لها كأول امرأة سوداء ومن أصول جنوب آسيوية مجرد إجراء شكلي. ويأتي الإعلان في وقت تستعد فيه هاريس لبدء حملتها الانتخابية الأسبوع المقبل في جولة على سبع ولايات حاسمة مع المرشح على بطاقتها لمنصب نائب الرئيس والمتوقع أن يُكشف عنه في غضون أيام.
العرب