تحذيرات بشأن المجال الجوي لإيران ولبنان على وقع تصاعد المخاوف

تحذيرات بشأن المجال الجوي لإيران ولبنان على وقع تصاعد المخاوف

لندن/القاهرة – طالبت مصر وبريطانيا شركات الطيران التابعة لهما الأربعاء بتجنب المجال الجوي لكل من إيران ولبنان وسط تصاعد المخاوف من احتمال اندلاع صراع أوسع نطاقا في المنطقة بعد مقتل قادة كبار في حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وجماعة حزب الله اللبنانية.

جاءت إرشادات بريطانيا لشركات الطيران التابعة لها بتجنب المجال الجوي اللبناني بعد ساعات من إصدار مصر تعليمات لجميع شركات الطيران التابعة لها بتجنب المجال الجوي الإيراني لثلاث ساعات صباح اليوم الخميس.

وتعمل العديد من شركات الطيران على مراجعة جداولها لتجنب المجال الجوي لإيران ولبنان كما تلغي رحلات لإسرائيل ولبنان.

ووفقا لموقع فلايت رادار 24 لتتبع حركة الطيران فإنه لا توجد حاليا رحلات مجدولة تشغلها شركات طيران بريطانية إلى لبنان.

وبالمثل، بدأت شركات الطيران المصرية بالفعل في تجنب المجال الجوي الإيراني. ومع ذلك، قال مارك زي، مؤسس أو.بي.أس قروب، وهي مجموعة تتشارك معلومات مخاطر الرحلات الجوية، إن الإخطار الصادر بشأن اليوم الخميس سوف ينطبق على جميع شركات الطيران المصرية بما في ذلك شركات الطيران العارض وشركات الطيران الأصغر الأخرى.

وأضاف زي أنه حتى الآن لم تصدر أي دولة أخرى مثل هذا التوجيه بشأن المجال الجوي الإيراني.

وورد في الإخطار المصري للطيارين، وهو إخطار سلامة مقدم للطيارين الأربعاء، أن التوجيهات ستسري من الساعة 01:00 حتى 04:00 بتوقيت غرينتش. ولم يُذكر في الإخطار سبب إصداره.

وجاء في الإخطار “على جميع الناقلات الجوية المصرية تفادي التحليق فوق منطقة معلومات الطيران في طهران. لن يُقبل تحليق أي رحلة جوية فوق هذه المنطقة”، مشيرا إلى مدة الثلاث ساعات المحددة.

وأكدت وزارة الطيران المدني المصرية في وقت لاحق أن الإخطار هدفه تقليص المخاطر أمام سلامة الرحلات الجوية في ضوء الإخطار الذي تلقته من السلطات الإيرانية.

وذكر بيان الوزارة أنه ستجري “تدريبات عسكرية في المجال الجوي الإيراني يوم السابع من أغسطس من الساعة 11:30 إلى 14:30، ومن الساعة 04:30 إلى 07:30 يوم الثامن من أغسطس وذلك بتوقيت طهران”.

وجاء بيان الوزارة بعدما نقلت قناة القاهرة الإخبارية التابعة للدولة عن مصدر رسمي مصري قوله الأربعاء إن طهران نصحت شركات الطيران المدني في جميع أنحاء العالم بتجنب التحليق عبر المجال الجوي الإيراني بسبب “تدريبات عسكرية”.

وبحسب الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الإيرانية، فقد تحدث القائم بأعمال وزير الخارجية الإيراني علي باقري كني مع وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي عبر الهاتف الأربعاء.

وطلبت السلطات الأردنية الأحد من جميع الخطوط الجوية القادمة إلى مطاراتها بالتزود بوقود إضافي يكفي 45 دقيقة.

وأغلقت دول في الشرق الأوسط، منها الأردن، مجالاتها الجوية في وقت سابق هذا العام وسط وقوع هجمات جوية على إسرائيل.

وتأتي هذه التقارير مع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط بشأن الهجوم الإيراني المتوقع على نطاق واسع على إسرائيل. وتعهدت إيران بالرد بعد اغتيال زعيم حماس إسماعيل هنية في طهران الأسبوع الماضي. وألقت حماس وإيران باللوم على إسرائيل في مقتل هنية، رغم أن إسرائيل لم تعلق.

وقال القائم بأعمال وزير الخارجية الإيراني، علي باقر كاني، أمام منظمة التعاون الإسلامي خلال اجتماع في المملكة العربية السعودية “ليس أمام الجمهورية الإسلامية الإيرانية خيار سوى استخدام حقها الأصيل في الدفاع المشروع ضد عدوان النظام”.

وفي الأسبوع الماضي أيضا، قتلت إسرائيل المسؤول العسكري الكبير في حزب الله فؤاد شكر في غارة جوية في ضواحي بيروت. وتعهد زعيم حزب الله حسن نصرالله بأن الجماعة سترد. وفي الوقت نفسه، استمرت الاشتباكات عبر الحدود بين إسرائيل وحزب الله هذا الأسبوع.

وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) الأربعاء أن الجيش البريطاني على أهبة الاستعداد في حالة الحاجة إلى إجلاء البريطانيين من لبنان.

وشنت إيران هجوما مباشرا غير مسبوق بالصواريخ والطائرات بدون طيار على إسرائيل في أبريل في أعقاب الغارة الإسرائيلية المزعومة على القنصلية الإيرانية في سوريا والتي أسفرت عن مقتل العديد من مسؤولي الحرس الثوري الإسلامي.

ولم يسفر الهجوم عن أضرار جسيمة لإسرائيل، لكنه أدى إلى إصابة فتاة صغيرة في صحراء النقب بجروح خطيرة. ويشتبه في أن إسرائيل نفذت ضربة محدودة على قاعدة عسكرية بالقرب من أصفهان في وسط إيران ردا على ذلك.

العرب