أولى دعائم الدولة والحفاظ عليها وإدامة الحياة فيها وحماية مكتسبات شعبها وتدعيم حالة الأمن والطمأنينة لدى أفرادها، هي الاهتمام بالجانب الأمني المجتمعي الذي يحقق التماسك والتآزر والمحبة بين أبناء الشعب ويعزز إرادة الدولة ويمكنها من أداء دورها الريادي في تعزيز العدالة الاجتماعية والمساواة وحماية حقوق الإنسان وتطبيق الأنظمة الأساسية واللوائح القانونية بما يضمن حياة كريمة واستقرارًا سياسيًا واقتصاديًا للبلاد.
هذه المنطلقات الرئيسية تعني بناء مجتمع زاهر، وهو ما يسعى إليه ويعمل من أجله رئيس الوزراء السيد محمد شياع السوداني، ويضعه في أولى مهامه الدستورية، مدركًا أهمية مواجهة المخاطر والتبعات الأمنية التي قد تعصف بالمجتمع العراقي، ويضع لها الحلول الجذرية والبرامج التطبيقية قبل وقوعها، ومكافحتها ومواجهتها.
إن من مهام الأمن الوطني العراقي وضع الآليات والأدوات الاستراتيجية لتكون ركائز أساسية في تعزيز البنية المجتمعية، والنهوض بعمليات الإصلاح والبناء، وتعزيز دور العراق عربيًا وإقليميًا ودوليًا، عبر بناء الجبهة الداخلية بقواعد أساسية تحميها من التهديدات والمخاطر التي تستهدف البلاد، وتوسيع دائرة الاهتمام الأمني بما يضمن سلامة وديمومة المشاريع التنموية والإصلاحات الاقتصادية وتشجيع الاستثمارات المالية.
هذه المفاهيم الأساسية والمرتكزات الأمنية كانت من أهم الخطوات التي بدأها السيد السوداني عندما أعد الخطوات الأولى لاستراتيجية الأمن الوطني العراقي، وجعلها في أولويات اهتمامه عندما تسلّم مسؤولية رئاسة الوزراء، وأشرف عليها، ووضع البنود والأساسيات لها، واستمع إلى جميع الآراء والمقترحات التي تابعها مباشرة وميدانيًا عبر زياراته التفقدية وحواراته واجتماعاته المستمرة.
أثمرت الجهود الميدانية عن عمليات مباشرة استهدفت قوى الإرهاب في العديد من مناطق العراق، وألحقت الخسائر الكبيرة بالقيادات العسكرية والميدانية لتنظيمات داعش الإرهابي، وضرب معاقلها وخطوط إمداداتها، ومكافحة شبكات تجارة المخدرات واعتقال أخطر شخوصها، وتعزيز الحماية الميدانية للمناطق الحدودية، ومواجهة عمليات التهريب بجميع أنواعه وصنوفه، ومكافحة الجريمة المنظمة، ومتابعة خطوطها الإجرامية، ومعرفة أوكارها، ومداهمتها، والقبض على مجرميها.
أدت هذه الفعاليات الأمنية إلى بناء جبهة داخلية مستقرة ساهمت في حماية المواطن العراقي وتعزيز حالة الاطمئنان والسكينة لديه بعد سنوات من الحروب والقتال والصراعات والمواجهات بين أذرع الدولة وشبكات الإرهاب والمخدرات والتهريب والقتل.
إن استراتيجية الأمن الوطني العراقي في مكافحة الإرهاب تمثل مبدأً أساسيًا يواكب مستلزمات الأمن الدولي والإقليمي، ويضع العراق في مصاف الدول المشاركة في تأمين حالة الأمن والاستقرار الذي يحمي المصالح العليا للعراق، ويساهم في دعم الأمن السياسي والاقتصادي الإقليمي، ويجعله قادرًا على تحديد مصادر التهديد الأمني الوطني بكل أشكاله واتجاهاته.
وحدة الدراسات العراقية
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجة