فوائد داعش وأخواتها كتنظيم القاعدة والزرقاوي ـ وجميع الميليشيات المسلحة الخارجة على شرعية الدول تحت راية الدفاع عن الإسلام ـ لا تعد ولا تحصى على الإسلام عامة وعلى السنة العرب خاصة، ومن تلك الفوائد الكوارثية:
1- تشويه صورة الإسلام امام العالم اجمع وجعله دين ارهاب وقطع رقاب وكراهية وتخلف عبر الجرائم الشنيعة التي تقوم بها داعش وأخواتها ثم تصويرها وبثها.
2- تدمير دول المسلمين ومناطق السنة على وجه التحديد عبر احتلال تلك المناطق وجعلها هدفا للتدمير من الجو والبر الذي تقوم به القوى الدولية الشرقية والغربية ومعها طائرات ودبابات ومدافع الجيوش الرسمية للدول المعنية مثل سورية والعراق.
3- جعل المسلمين وتحديدا العرب السنة في وجه المدفع امام شركاء الأوطان، حيث تقوم داعش وأخواتها بتفجير اماكن العبادة لأصحاب الديانات والمذاهب الاخرى، مما يؤجج مشاعرهم وكذلك التفجيرات الانتحارية في الاسواق والمدارس والكليات وأماكن التجمعات والإعلان الفوري عن المسؤولية عن تلك الأعمال الوحشية التي يقف خلفها الأشباح ويدفع ثمنها الأبرياء، ولا تجد قط من الانتحاريين احدا من أبناء قياديي داعش وأخواتها.
4- تأجيج شعوب العالم أجمع على المسلمين وتحديدا العرب والسنة عبر العمليات الارهابية التي تمت في آسيا وأفريقيا وأوروبا والأميركتين والتي دائما ما تعلن القاعدة وداعش سريعا المسؤولية عن تلك العمليات كي تسحب البساط ممن يحاول الدفاع عن المسلمين.
5- لا تكتفي داعش وأخواتها بإيذاء وقطع ارزاق العرب السنة في بلدانهم وتحويل تلك البلدان بسبب حروبها الى خرائب وأنقاض بل تلاحقهم في دول المهجر وتقوم بالعمليات الارهابية الشنيعة كي لا يأتمنهم ولا يشغلهم أحد.
6- تتعمد داعش وأخواتها إشعال حروب متتالية تتسبب في تهجير الملايين كي يحرم المسلمون والعرب السنة تحديدا من التعليم الجيد والصحة الجسدية والنفسية فينتج عن ذلك أجيال من الجهلة تضمن لاحقا تدمير مستقبل الدول، فماذا نتوقع من ملايين الاطفال الذين حرموا من المدارس والغذاء الجيد وتم رميهم في المخيمات المكتظة والشوارع الا ان يكونوا مشاريع تخريب وقتل ودمار قادمة؟!
7- لم تكتف داعش وأخواتها بتدمير حاضر ومستقبل الامة الاسلامية بل تعدته لتدمير ماضيها عبر تفجير المعابد والتراث الانساني الموجود على ارضها منذ آلاف السنين والذي لم يمسه الخلفاء الراشدون، وبذا تضرب عدة عصافير بحجر فتمحو الماضي وتثير المليارات من اتباع الديانات والمذاهب الأخرى وتثبت ان العرب والمسلمين غير مؤهلين لإدارة انفسهم، كما تمنح الذرائع والحجج اللازمة لمن يريد هدم ما تبقى من تراث العرب والمسلمين وأماكن عبادتهم بحجة المعاملة بالمثل.
****
آخر محطة: (1) لو وضعت امامك خارطة دول المنطقة ستجد ـ ياللغرابة ـ ان كل اعمال القتل والارهاب والتدمير والتخريب التي تقوم بها داعش وأخواتها تنحصر بالكامل في المناطق التي تدعي كذبا الدفاع عن اهلها وهي في الحقيقة تدمر بلدانهم وتهجر أبناءهم وفي المقابل ستجد ان كل البلدان التي تدعي «داعش» العداء الشديد لها.. عامرة ولم يصبها الضرر قط.
(2) الذي يشتكي من اعمال الحشد الشعبي في العراق عليه ان يتذكر ان تهديدات «داعش» بعد سقوط الموصل وقيامها بجريمة معسكر سبايكر الشنيعة وبأنها ستقوم بتحرير بغداد وبقية محافظات الجنوب هو ما دفع بتشكيل الحشد الشعبي، والسؤال لماذا اطلقت قيادات داعش المشبوهة تلك التهديدات وهي تعلم انها غير قادرة على الإطلاق على دخول بغداد ناهيك عن بقية المحافظات؟
(3) ومن الملاحظ استخدام داعش وأخواتها اسم الخليفة ابوبكر لقيادات الجماعات الارهابية بقصد الاساءة لذلك الاسم كحال زعيم تنظيم «داعش» ابوبكر البغدادي وزعيم بوكو حرام ابوبكر شياكو وزعيم تفجيرات بالي الاندونيسية ابوبكر باعشير.
(4) تابعت العشرات من المواقع والاشخاص المنسوبين لداعش وأخواتها ووجدت ان 90% وأكثر من عدائها وبث كراهيتها موجه الى السعودية وبقية الدول العربية فقط.
سامي النصف
صحيفة الأنباء الكويتية