التعليقات الإيرانية يسودها التوتر والاضطراب. هناك هشاشة كبرى وارتباك من الحزم السعودي تجاه إحراق السفارة والقنصلية. مقالة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف وصف فيها السياسة السعودية بـ«المتعجرفة». وهو وصف مبشر بالخير لأن إيران رأت المخالب السعودية.
إيران لا تعتبر الدول التي تمتطيها وتتحكم فيها «متعجرفة» بل تعتبرها دولا صديقة. لبنان، العراق، سوريا وسواها من الدول المحتلة سياسيا أو عسكريا من قبل طهران لا تعتبرها إيران متعجرفة. من حسن حظنا أن الوزير توتر وصار ينفث هذا الكلام المفيد والبالغ الدلالة لصالحنا. علمت إيران أن السعودية وأخواتها من دول الخليج ليست الضاحية ولا حارة حريك ولا هي نسخة من ميليشيا الحشد الشعبي، إيران رأت حزما لا تواجه به عادة!.
ظريف تحدث عن الخليجيين من «محدثي النعمة» معتبرا أن الديبلوماسية هي مهنة الناضجين، في الوقت الذي يمارس فيها ظريف مراهقة سياسية بارزة، تعليقا على تغريدة الشيخ عبدالله بن زايد وزير الخارجية الإماراتي الساخرة المتعجبة من تعليق وزير خارجية إيران مقال ظريف الذي يتحدث وكأنه مسؤول اسكندنافي.
في الوقت الذي صرفت فيه إيران 100 مليار دولار من أجل مشروعها النووي، يعيش أكثر من أربعة عشر مليونا من المجتمع الإيراني تحت خط الفقر.
توتر ظريف مهم وبليغ، لأن الحقائق أحيانا تختزنها فلتات اللسان، لم يتحمل أن تكون السعودية قوية، متمسكة بقوانين الدول، ونظم الأمم، أراد لنا أن نبقى أسرى لحبائل إيران وحيلها، نعم لدينا نعمة حديثة من الله، ونسعى أن نحافظ عليها.
تركي الدخيل
صحيفة عكاظ