تنوي قيادة عمليات سامراء استدعاء الصحوات العشائرية مجدداً وانتدابها للخدمة في خطوط الدفاع الأمامية عن المدينة، بعد أن حقق تنظيم «الدولة الإسلامية» عدة اختراقات لتلك الخطوط، التي تتولى فصائل من الحشد الشعبي مهمة التمركز فيها منذ سقوط مدينة الموصل وتشكيل الحشد الشعبي بعد إعلان «الجهاد الكفائي» منتصف عام 2014.
وفي اتصالٍ خاصٍ بـ «القدس العربي» قال القائد في إحدى صحوات سامراء، مصطفى البازي، إنّ «اجتماعات عدة عُقدت خلال الأيام القليلة الماضية لتدارس أوضاع الخطوط الدفاعية للمدينة، والخروقات الخطيرة التي قام بها تنظيم الدولة منذُ مطلع الشهر الحالي لبعض المناطق، خاصة سدة سامراء».
وأكد أنّ هناك «شبه اتفاق على إعادة الاعتبار لصحوات سامراء التي اقتصر دورها منذُ عام ونصف على واجبات تقليدية في حراسة الأحياء داخل المدينة، فيما ظلت بعيدة عن مهمتها الأساسية في الدفاع عن المدينة التي تكفل بها الحشد الشعبي مباشرة بعد سيطرة تنظيم الدولة على المدينة لعدة ساعات قبل انسحابه منها في الخامس من حزيران/ يونيو 2014».
وتأتي هذه الاجتماعات التي تهدف إلى تسليم مهمة الدفاع عن المدينة إلى صحوات سامراء في أعقاب «فشل الحشد الشعبي للمرة الثانية في أقل من شهرين في التصدي لهجمات تنظيم الدولة على سامراء؛ فيما تمكنت الصحوات من الحفاظ على المدينة طيلة سنوات»، حسب قوله.
ومن المتوقع، بحسب البازي، أنْ تشهد الأيام، أو الأسابيع المقبلة «إعادة مقاتلي الصحوات الذين لا يمارسون مهامهم منذ حوالي عام ونصف إلى العمل ثانية».
يُذكر أنّ تنظيم «الدولة»، يشنّ سلسلة من الهجمات حول مدينة سامراء منذ شهرين، خاصة محور سدة سامراء، وقد حقق «عدة اختراقات في خطوط الدفاع عن المدينة التي تكفلت بها فصائل الحشد الشعبي، خاصة سرايا السلام ولواء أبي الفضل العباس اللّذين تبادلا مؤخراً الاتهامات بالتخاذل»، كما قال المصدر الذي كشف عن «اقتراح تناقشه قيادة عمليات سامراء بزج مقاتلي الصحوات وأبناء المدينة للدفاع عنها بدلاً من فصائل الحشد الشعبي».
لكنّ البازي قال إنّ مقترح قيادة عمليات سامراء قُوبل بالرفض «المطلق من قيادات الحشد الشعبي التي بدأت تهدد المؤيدين لاقتراح قيادة العمليات، متعهدةً بحماية المدينة التي بات تنظيم الدولة على مسافة قريبة بحيث أنّ قذائف الهاون التي يُطلقها تطال أي موقع داخل مركز المدينة».
وتساءل عن إصرار الحشد الشعبي على التمسك باستلام ملف حماية المدينة «رغم أنّه لم يُثبت قدرته على صد هجمات التنظيم»، وتساءل أيضاً عن موقف الجيش «الذي على ما يبدو بات خاضعاً لتوجيهات قيادات الحشد الشعبي، رغم أنّ الخطر يهدد مدينتنا بشكلٍ كبير»، حسب قوله.
وافصح عن أنّ «عشرات القتلى سقطوا خلال الأيام القليلة الماضية من فصائل الحشد الشعبي نتيجة أخطاء قياداتهم التي لا تمتلك ما يكفي من الخبرة القتالية وقيادة المعارك معتمدين على الحماسة العالية التي يحملها مقاتلوها»، كما وصفها.
ورأى في نهاية اتصاله، أنّ عودة الصحوات إلى العمل، كما في السابق، «تحت قيادة الجيش سيمنح المقاتلين دافعاً إضافياً يُعزّز من اندفاعهم للقتال دفاعاً عن المدينة؛ وهو ما لا يمكن أنْ يحدث في العمل تحت قيادة الحشد الشعبي التي تريد السيطرة على القرار العسكري والأمني، والتحكم بالسلاح والذخيرة»، كما قال، محذراً من أنّ استمرار إبعاد الصحوات عن خطوط الدفاع عن المدينة «قد يؤدي، مع غياب طيران التحالف لسبب أو لآخر عن أجواء المدينة ومحيطها، إلى سيطرة تنظيم الدولة على المدينة»، بحسب رأي القائد في صحوة سامراء، مصطفى البازي.
رائد الحامد
صحيفة القدس العربي