حان الوقت لتسريع وتيرة القتال ضد “داعش”

حان الوقت لتسريع وتيرة القتال ضد “داعش”

محاربة تنظيم الدولة

سوف تقوم الفرقة المجوقلة الأميركية 101 قريباً بنشر نحو 1.800 جندي إلى العراق للمساعدة في القتال ضد مجموعة “الدولة الإسلامية”. وسوف يتوجه الجنود إلى هناك مصحوبين بالدعم من الشعب الأميركي، ومسلحين بخطة واضحة للحملة التي سيخوضونها من أجل مساعدة حلفائنا في إلحاق هزيمة نهائية ودائمة بالمنظمة البربرية، وهي الخطة التي تقاسمتها معهم أنا شخصياً في “فورت كامبل” في الأسبوع الماضي. كما سافرت أيضاً إلى القيادة المركزية الأميركية في تامبا، فلوريدا، حيث ناقشت تنفيذ الخطة مع كبار قادتنا. وهذا الأسبوع، زرت باريس، مدينة العزم والتصميم، لمناقشة هذه الخطة مع حلفائنا.
في باريس، استضفنا –وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان وأنا- نظراءنا من أستراليا وألمانيا وإيطاليا وهولندا وبريطانيا. وكانت هذه الدول هي أكبر المساهمين في الحملة المناهضة لمجموعة “الدولة الإسلامية”. وقد أحدثت الأعمال العسكرية التي نفذتها الولايات المتحدة وشركاؤنا في الأشهر الأخيرة ضغطاً غير مسبوق على “الدولة الإسلامية” في كل من العراق وسورية. وفي الأسابيع الأخيرة، فقدت “الدولة الإسلامية” أراضي، وخسرت قادة مهمين، بل وخسرت أيضاً بعض أموالها التي كانت تجنيها من النفط. ونحن نستجمع الزخم في عدد من الجبهات، ومصممون على وضع “الدولة الإسلامية” على طريق لا رجعة فيه نحو الهزيمة النهائية. والآن، حان الوقت للقيام بما هو أكثر.
إن مجموعة “الدولة الإسلامية” هي سرطان يهدد بالانتشار. ومثل كل السرطانات، فإنك لا تستطيع شفاء المرض بمجرد استئصال الورم. إن عليك أن تقضي عليه حيثما انتشر أيضاً، وأن تمنع عودته. وخطة حملة التحالف العسكرية التي وضعتها الولايات المتحدة، والتي يدعمها حلفاؤنا الرئيسيون، تركز على تحقيق ثلاثة أهداف عسكرية: الأول، تدمير ورم “الدولة الإسلامية” الأصلي في العراق وسورية عن طريق التسبب بانهيار مركزي قوتها في الموصل في العراق والرقة في سورية. وتشكل هذه المدن مراكز ثقل “الدولة الإسلامية” العسكرية والسياسية والاقتصادية والأيديولوجية، وهو السبب في أن خطتنا تحتوي على أسهم كبيرة تشير إلى كليهما. والهدف الثاني، هو مكافحة الزوائد الناشئة من ورم “الدولة الإسلامية” والمنتشرة في جميع أنحاء العالم، حيثما تظهر. والثالث، وهي مهمتنا الأكثر أهمية على الإطلاق: حماية الوطن.
من أجل القضاء على الورم الأم في العراق وسورية، نقوم بتمكين القوى التي لها دوافع محلية، من خلال تزويدها بدعم حاسم من تحالف دولي يمتلك مجموعة كبيرة من القدرات التي تتراوح بينتوجيه الضربات الجوية، إلى القوات الخاصة، والأدوات السيبرانية، والاستخبارات، والمعدات، والمرونة واللوجستيات، والتدريب، والمشورة والمساعدة. ويجب أن تكون القوى المحلية هي التي توجه إلى “الدولة الإسلامية” هزيمة نهائية، لأنها هي التي تستطيع فقط تأمين وحكم المناطق عن طريق بناء ثقة طويلة الأمد في داخل مجتمعات السكان الذين تقوم بتحريرهم. ونحن نستطيع -وسوف نقوم- بتمكين مثل هذه القوى المحلية، لكننا لا نستطيع الحلول محلها.
على سبيل المثال، كان الجنود العراقيون هم الذين استعادوا وسط مدينة الرمادي في الشهر الماضي، وعكسوا بذلك وجهة الخسارة التي عانى منها الجيش العراقي في الربيع الماضي. وشمل دعمنا لهم التدريب المتقدم، والتكتيكات، والدعم الجوي، والجسور المحمولة التي حملت الجيش العراقي عبر نهر الفرات وإلى المعركة الحاسمة. وتثبت استعادة الرمادي، مثلها مثل المكاسب العراقية الأخيرة الأخرى في بيجي وتكريت وسنجار، أن النهج الذي نتخذه يُحدث تأثيراً بينما يستعد العراقيون لما سيكون قتالاً صعباً من أجل استعادة الموصل.
بينما نعمل على تدمير الورم الأصلي في العراق وسورية، فإن علينا أيضاً إدراك أن “الدولة الإسلامية” تقوم بنشر نفسها وتوسيع نفوذها في مناطق مثل شمال أفريقيا وأفغانستان واليمن. ويتطلب ذلك استجابة مرنة ورشيقة تتمتعبوصول واسع النطاق. وقد نظمنا تواجد جنود أميركيين في مواقع رئيسية مهمة تمتد من جنوب أوروبا وشرق أفريقيا، وعبر الشرق الأوسط إلى أفغانستان، كشبكة تهدف إلى مكافحة التهديدات العابرة للحدود الوطنية والإقليمية، مثل “الدولة الإسلامية”. وقد وضعنا هذا النهج في الاختبار في شهر تشرين الثاني (نوفمبر)، عندما تضافر عملالأصول التابعة للولايات المتحدة من عدة مناطق من أجل قتل قائد “الدولة الإسلامية” الأعلى في ليبيا. ونحن مستعدون الآن لتصعيد الضغط على “الدولة الإسلامية” في أفغانستان لتحجيم طموحاتها هناك أيضاً.
في حين نقوم بتسريع حملتنا، كذلك يجب أن يفعل كل واحد من شركائنا في التحالف. وهو السبب في أن اجتماع هذا الأسبوع كان بالغ الأهمية، والسبب أيضاً في أننا سنلتقي ثانية في غضون ثلاثة أسابيع في بروكسل، هذه المرة مع وزراء الدفاع من كل الدول الست والعشرين المشاركة في التحالف ضد “الدولة الإسلامية”، بالإضافة إلى العراق. ويجب أن تأتي كل دولة وهي مستعدة لمناقشة مزيد من الإسهامات في القتال. وبما أنها ليست هناك دولة في مأمن من هجوم تشنه فيها مجموعة “الدولة الإسلامية”، فإن أي دولة لا تستطيع أن تتمع بترف الركوب بالمجان.
بينما نقوم بتدمير الورم الأصلي لمجموعة “الدولة الإسلامية” وتعطيل زوائده، فإننا على وعي متواصل بمهمتنا الأكثر أهمية –حماية الوطن. ونحن نستخدم خارج شواطئنا كل الوسائل المناسبة التي تحت تصرفنا لإجهاض أي احتمال للتعرض لهجمات، ونقوم بمحاسبة أولئك الذين يمكن أن يلحقوا الضرر بالمواطنين الأميركيين في الوطن والخارج، عن طريق قتل أعضاء “الدولة الإسلامية” الذين قتلوا مواطنينا. وفي داخل حدودنا، لدى وزارة الدفاع دور مساند، وإنما نشط، لتلعبه في مساعدة تعزيز القانون، وأمن الوطن، والدفاع السيبراني، والاستخبارات وغير ذلك. وسوف أستمر في التأكد من أننا نفعل كل شيء نستطيعه لمنع وقوع أي هجوم، بما في ذلك ضد مرافقنا العسكرية المنتشرة في مختلف أنحاء العالم.
ما تزال مهمتنا المتمثلة في إلحاق هزيمة دائمة ونهائية بمجموعة “الدولة الإسلامية”، في مصدرها وحيثما تطل برأسها، بعيدة كل البعد عن نهايتها؛ لكن النتيجة واضحة. سوف نستمر في التكيف مع –والبناء على- نجاحاتنا، بينما تتضاءل مناطق “الدولة الإسلامية”، وتتناقص مواردها، وحيث تكسب القوات المحلية القدرة على الكسب في ميدان المعركة وتضع الأساس للأمن الدائم في المنطقة، وتصنع مستقبلاً أكثر أمناً للعالم كله على حد سواء.

 ترجمة: علاء الدين أبو زينة

صحيفة الغد الاردنية