مع اقتراب موعد عقد محادثات جنيف بين النظام والمعارضة السوريين، يبدو أن الانقسام الدولي بشأن تشكيلة وفد المعارضة ما زال يشكل العقبة الأولى تجاه انعقادها، فضلا عن نجاحها، بينما تصر روسيا على إقحام شخصيات تُحسب على النظام في وفد المعارضة.
وكثيرا ما صرح مسؤولون روس بتمسك روسيا بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2256 بخصوص تشكيل وفد شامل للمعارضة السورية، مع إصرارهم على عقد المفاوضات دون تأجيل.
وفي حين أعلنت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروف أن الولايات المتحدة تراجعت عن مواقفها إزاء تشكيل وفد المعارضة، أكد وزير الخارجية سيرغي لافروف اليوم ضرورة مشاركة الأكراد في الوفد، وهو أمر ترفضه تركيا بشدة.
وكان وزير الخارجية الألماني فالتر شتاينماير دعا إلى مشاركة جماعات “المتمردين الإسلاميين” في مفاوضات جنيف، كما تؤيد فرنسا مشاركة جيش الإسلام لتمتعه بنفوذ عسكري وميداني واسع، مما يزيد من شرعية وفد المعارضة.
ضرورة دولية
ويقول المستشرق والخبير الروسي يوري زينين للجزيرة نت إن تشكيلة وفد المعارضة السورية تشكل حجر عثرة أمام عقد أي مفاوضات، فروسيا عندما عقدت لقاءات موسكو1 و2 كانت تسعى للمساعدة في تشكيل وفد للمعارضة، ولكن جهودها تصطدم بالجهات الداعمة للمعارضة السورية، حسب رأيه.
وأشار إلى أن اشتراط المعارضة رحيل رئيس النظام بشار الأسد لا يلقى قبولا روسيا، وأن العديد من قادة العالم لم يحسموا أمرهم بهذا الشأن، مبينا أن بعض قيادات المعارضة ترى أن إيقاف الحرب في سوريا سيمنع انهيار “الدولة السورية” بغض النظر عن مصير الأسد.
أما عضو أكاديمية العلوم الروسية فيكتور ميخين فقال إن “التنظيمات الجهادية المتطرفة التي يُراد القضاء عليها تزداد تمددا ونفوذا”، مؤكدا أنه يجب على المجتمع الدولي إيجاد حل لذلك، وأن هذا ما دفع روسيا سابقا إلى عقد مؤتمر يجمع النظام والمعارضة.
وألقى ميخين باللائمة على السعودية في إفشال هذا المسعى الروسي، بوصفها ترعى عددا من فصائل المعارضة السورية مثل جيش الإسلام وأحرار الشام، وأنها ترفض أيضا إشراك فرقاء “مهمين” في المعادلة السورية، مثل هيئة التنسيق الوطني، وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وجناحه العسكري “وحدات الحماية”، وقوات سوريا الديمقراطية.
طرف بالنزاع
في الجانب الآخر، عبّر المعارض السوري المقيم في روسيا محمود الحمزة عن أسفه من تحول الدور الأميركي إلى تبني وجهة النظر الروسية، وقال إن وزير الخارجية جون كيري أصبح يروج للمطالب الروسية بشأن تشكيل وفد المعارضة السورية.
واتهم الحمزة روسيا بأنها تريد معارضة “مدجنة” مقربة من نظام الأسد، بحيث يضم وفدها شخصيات مثل قدري جميل وصالح مسلم وهيثم مناع، بهدف منح صك براءة للنظام وإعادة تدويره هذه المرة لمكافحة الإرهاب، حسب قوله.
وأعرب المعارض السوري في حديثه للجزيرة نت عن قناعته بوجود صفقة عُقدت بين الجانبين الروسي والأميركي على حساب قضية الشعب السوري، مضيفاً أن موسكو لا تملك أي حق في تحديد من يفاوض النظام، وذلك “لأنها طرف في النزاع، حيث تلقي طائراتها مئات القنابل والصواريخ فوق المدن السورية”.
افتكار مانع
الجزيرة نت