صُدِم الوسط السياسي في إيران أمس، بإقصاء حسن الخميني، حفيد الإمام الراحل، من انتخابات مجلس خبراء القيادة المرتقبة الشهر المقبل، والتي قد تكون حاسمة في رسم المشهد السياسي في طهران.
وأعلن الناطق باسم لجنة الرقابة على الانتخابات سيامك ره بيك، موافقة مجلس صيانة الدستور على 166 من 801 مرشح للانتخابات. وأشار إلى استبعاد 207 مرشحين، لافتاً إلى أن 158 سحبوا ترشيحهم، و118 لم يستوفوا شروط الترشح.
وأضاف أن 152 مرشحاً لم يشاركوا في اختبار فقهي أعدّه المجلس الدستوري للمرشحين الجدد، للتحقّق من نيلهم درجة الاجتهاد، علماً انه استثنى الأعضاء الحاليين في مجلس الخبراء من الاختبار.
وذكر ره بيك أن في إمكان المرشحين المستبعدين الطعن في قرار المجلس الدستوري حتى السبت المقبل. وكان المجلس وافق على 146 من 355 مرشحاً في الانتخابات السابقة لمجلس الخبراء الذي يضمّ 88 عضواً، يُنتخبون لثماني سنوات، وهم مُكلفون اختيار المرشد والإشراف على عمله. وسيُرفع عدد أعضاء المجلس إلى 99، في الانتخابات المرتقبة في 26 شباط (فبراير) المقبل.
وصادق المجلس الدستوري على ترشيح الرئيس حسن روحاني ورئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني ووزير الاستخبارات محمود علوي لانتخابات مجلس الخبراء. لكنه استبعد شخصيات دينية وسياسية بارزة، بينها حسن الخميني، ووالد زوجته محمد كاظم موسوي بجنوردي، وهو عضو سابق في اللجنة القضائية العليا خلال عهد الإمام الخميني، ومرتضى أقا طهراني، سكرتير جبهة «بايدراي» القريبة من المرجع المتشدد محمد تقي مصباح يزدي، ومهدي طائب، رئيس «مقرّ عمار» الأصولي، ومجيد أنصاري، وهو معاون برلماني لروحاني وعضو سابق في مجلس الخبراء.
وكتب أحمد الخميني، نجل حفيد الإمام الراحل، على موقع «إنستغرام»، أن المجلس الدستوري لم يعتبر والده «مجتهداً» ليكون عضواً في المجلس، «على رغم شهادات عشرات من الفقهاء ومراجع التقليد». ولم يشارك حسن الخميني في الاختبار الفقهي الذي أعدّه المجلس الدستوري، لكن أحمد الخميني شكّك في أن يكون ذلك هو سبب إقصاء والده، وزاد: «السبب واضح للجميع، خصوصاً بعد إجازة اجتهاد آخرين من دون مشاركتهم في الاختبار».
وحسن الخميني (43 سنة) هو أول فرد من عائلة الإمام الراحل يترشح في انتخابات، علماً أنه محسوب على المعتدلين، وأفادت تكهنات بأنه سيشكّل في مجلس الخبراء «محوراً ثلاثياً» مع رفسنجاني وروحاني، لمواجهة الأصوليين.
وأحدث استبعاده من الانتخابات صدمة لدى أوساط سياسية واجتماعية، خصوصاً بعد إقصاء والد زوجته محمد كاظم موسوي بجنوردي، فيما أفادت معلومات برفض المجلس الدستوري أهلية مرتضى إشراقي، وهو حفيد آخر للإمام الخميني، لخوض انتخابات مجلس الشورى (البرلمان) المرتقبة بالتزامن مع انتخابات مجلس الخبراء. وأعطى ذلك انطباعاً للإيرانيين برفض أهلية القريبين من منزل الإمام الراحل.
على صعيد آخر، يلتقي روحاني في باريس اليوم، نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند، بعدما اختتم زيارة رسمية إلى روما، بلقائه البابا فرنسيس، طالباً منه أن «يصلي لأجله». وأعلن الفاتيكان أن البابا شدد على «الدور المهم الذي يمكن أن تضطلع به إيران، لتشجيع حلول سياسية ملائمة لمشكلات الشرق الأوسط، ومواجهة الإرهاب وتهريب أسلحة».
وأبلغ روحاني رجال أعمال إيطاليين وإيرانيين، أن المرشد علي خامنئي «يراهن على» الاستثمارات الأجنبية في إيران، معتبراً أنها «الدولة الأكثر استقراراً وأمناً في المنطقة». وكان روحاني ورئيس الوزراء الإيطالي ماتّيو رينزي شهدا توقيع 14 اتفاقاً قيمتها 17 بليون يورو.
صحيفة الحياة اللندنية