أصدرت روسيا، الأربعاء، أول إشارات على أنها يمكن أن ترضخ لضغوط انهيار أسعار النفط وأنها مستعدة لتنسيق خفض مشترك للإنتاج بالتعاون مع منظمة أوبك، في انقلاب كبير على مواقفها السابقة برفض خفض الإنتاج.
وكشف وزير الطاقة الروسية ألكسندر نوفاك أنه جرت مناقشة احتمال التنسيق بين روسيا ومنظمة أوبك خلال اجتماع عقده، الأربعاء، مع شركات النفط الروسية. وأكد أن النقاش كان متعلقا بأسعار النفط غير المواتية.
من جانب آخر ذكرت وكالة تاس الروسية أن شركة ترانسنفت الحكومية المحتكرة لخطوط أنابيب النفط في البلاد الأربعاء أن روسيا ومنظمة أوبك ستناقشان تخفيضات محتملة لإنتاج النفط الخام.
ونقلت أيضا عن نيكولاي توكاريف الرئيس التنفيذي لشركة ترانسنفت قوله إن اجتماعا لوزارة الطاقة الروسية ناقش احتمال إجراء محادثات مع السعودية بشأن إمدادات النفط، وأن الدول الأعضاء في أوبك قد تعقد اجتماعا في فبراير.
وفي وقت سابق أبلغ مسؤولان روسيان كبيران رويترز أن الحكومة الروسية لا تبحث التعاون مع أوبك، وذلك بعد أن قال أحد مالكي شركة لوك أويل، ثاني أكبر منتج للنفط في روسيا، إن على موسكو والمنظمة أن تتعاونا لمواجهة تدني أسعار الخام.
وقالت مصادر في منظمة أوبك إن المنظمة جددت جهودها للتنسيق بين المنتجين من خارجها للتوصل إلى اتفاق لمعالجة تخمة المعروض النفطي وتعزيز الأسعار، لكن من السابق لأوانه القول ما إذا كانت المحاولة ستنجح.
وتدور في الكواليس نقاشات بشأن إمكانية إبرام اتفاق، بعد أن واجهت مثل تلك المقترحات رفضا شديدا على مدى أكثر من عام.
وارتفعت الآمال عندما قال وزير النفط العراقي إن السعودية وروسيا، أكبر منتجين في العالم، تبديان بوادر مرونة فيما يتعلق بالتوصل إلى اتفاق على حل تخمة المعروض في السوق.
وأعلن رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو هذا الأسبوع إن وزير النفط في بلاده سيزور الدول المنتجة داخل أوبك وخارجها لحشد الدعم من أجل تحرك مشترك.
وقال مندوبون في أوبك إن محاولة فنزويلا عقد اجتماع لجميع الأطراف من أجل التوصل إلى اتفاق تواجه تحديات.
وكانت ليونيد فيدون نائب رئيس لوك أويل ثاني أكبر منتج للنفط في روسيا قال هذا الأسبوع إن على موسكو بدء العمل مع أوبك بشأن خفض إمدادات النفط من أجل دعم الأسعار.
وأضاف لوكالة تاس الروسية أن “من الأفضل بيع برميل واحد من النفط بسعر 50 دولارا بدلا من برميلين بسعر 30 دولارا”.
وطلبت فنزويلا أيضا عقد اجتماع طارئ لمنظمة أوبك وأكد ذلك وزير الطاقة القطري محمد السادة الذي ترأس بلاده أوبك حاليا رأي الأعضاء في هذا الصدد. وذكر مصدر آخر في أوبك أن المنظمة ما زالت في انتظار الردود.
ويقول مراقبون إن أي اتفاق ينبغي أن لا يقتصر على منتجي أوبك وروسيا وينبغي أن يمتد ليشمل منتجين آخرين مثل المكسيك والبرازيل، وأن ذلك يبدو في غاية الصعوبة.
وصدرت تصريحات شابها الغموض الاثنين الماضي من مسؤولين في أوبك وروسيا عن تحرك محتمل. لكن موسكو قالت الأربعاء إنها تجري محادثات منتظمة مع شتى الدول بخصوص سوق النفط لكن من السابق لأوانه الحديث عن إجراء مشترك.
وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين “في الوقت الحالي لا يمكن لأحد أن يتحدث عن تنسيق الإجراءات بطريقة عملية”.
وذكر مندوب ثالث في أوبك أنه يشك في أن يكون بمقدور أوبك التوصل إلى اتفاق مع المنتجين غير الأعضاء، مشيرا إلى فشل محاولات سابقة. وفي عام 2001 تعهدت روسيا بالمشاركة في خفض الإمدادات مع أوبك ثم تراجعت لاحقا.
صحيفة العرب اللندنية