وبحسب مراقبين، فقد بدأت خيارات الحوثيين وصالح تضيق عقب الانهيارات الكبيرة في صفوف نخبة قواتهم وخسارة أهم دفاعاتهم العسكرية في مديرية نهم، إثر التقدم الإستراتيجي مؤخرا للجيش الوطني والمقاومة الشعبية باتجاه العاصمة صنعاء.
تحرير العاصمة
ويبدو أن ثمة إصرارا على تحرير العاصمة صنعاء من قبل قوات الشرعية، وأن قرارا سياسيا باستعادة العاصمة بالقوة قد اتخذ من قبل الرئيس عبد ربه منصور هادي ومن قادة التحالف العربي الذي تقوده السعودية، في مقابل إصرار حلف الانقلاب الحوثي وصالح على المواجهة حتى النهاية.
وشكلت سيطرة قوات الشرعية على سلسلة جبال مديرية نهم الشاهقة، وأهم مواقعها العسكرية الإستراتيجية، اختراقا نوعيا للحزام الأمني والقبلي المحيط بالعاصمة صنعاء.
ودفع الجيش الوطني بكتيبة المهام الخاصة إلى ساحة المعركة، في وقت أكد فيه قادة عسكريون يمنيون أن الهدف هو تحرير صنعاء من قبضة مليشيات الانقلاب.
وقال المحلل السياسي ياسين التميمي إن مؤشرات المعركة الميدانية تشير إلى أن المخلوع صالح والحوثيين ماضون في المواجهة وخيارهم هو الاستمرار في هذه الحرب حتى النهاية.
ورأى التميمي أن مضي صالح والحوثيين في الحرب يعد شكلا من أشكال الانتحار العسكري.
وأضاف في حديث للجزيرة نت “يبدو أنهما يراهنان على إمكانية إفساد خطة استعادة العاصمة صنعاء عبر تعظيم تكلفة المعركة من جانب الجيش الوطني والمقاومة الشعبية والتحالف العربي”.
وأوضح أن صالح والحوثيين يبذلون جهودا كبيرة على الصعيد السياسي بحثا عن مخرج، لكنها جهود غير مرئية بسبب ما يكتنفها من السرية، على حد تعبيره.
اختراق
وأفاد التميمي بأن سياسيين يمنيين معتبرين يتواجدون حاليا في مسقط للبحث عن مخرج، وقال إنه علم من أحدهم أن ثمة أملا في اختراق قد يتحقق خلال الأيام القادمة، لكن ما من ضمانات تجعل هذا الاختراق ممكنا.
في المقابل، رأى مدير مركز الرصد الديمقراطي عبد الوهاب الشرفي أن ما حصل في مديرية نهم على بعد أربعين كيلومترا شرق صنعاء لا يمكن وصفه بأنه تقدم للمقاومة وقوات هادي، وإن كان اختراقا نوعيا.
وقال في حديث للجزيرة نت إن ذلك لا يمثل خطورة بالشكل الذي يؤثر على الخيارات المتاحة أمام قوات صالح والحوثيين.
وأضاف أن ذهاب الحوثيين وصالح لتنفيذ القرار الأممي 2216 أمر مرتبط بقبول وقدرة الرئيس هادي على التباحث بشأن خطوات التنفيذ، وهو أمر غير متيسر حاليا لكون السعودية والإمارات لا يسمحان له بذلك، وفق قوله.
وعبّر عن اعتقاده بأن المعركة التي يقودها التحالف ما زالت هي الخيار الوحيد للتعامل مع الملف اليمني، بينما يعد الحديث عن الحل السياسي والقرار الأممي نوعا من التلاعب لتغطية استمرار الحرب، حسب وصفه.
وزعم الشرفي أن ما وصفه بإعاقة السير نحو الحل السياسي من قبل التحالف لا يعني سوى اعتماد العمل العسكري ونهايته المخططة باتجاه صنعاء العاصمة السياسية للبلد، وفي المقابل ليس لدى الحوثيين وصالح -حسب المتحدث ذاته- إلا الصمود والقتال حتى النهاية.
عبده عايش
الجزيرة نت