ملخص:
أدَّى اعتداء بعض المتظاهرين الإيرانيين على سفارة المملكة العربية السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد، في 2 يناير/كانون الثاني 2016، عقب إعلان الرياض تنفيذها حكم الإعدام في رجل الدين الشيعي المعارض، نمر النمر، إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران.
فقد أثار إعدام نمر النمر دون الآخرين الذين نُفِّذت بحقهم أحكام الإعدام حفيظة إيران التي تعتبر نفسها الحامي التقليدي للشيعة في العالم الإسلامي، لاسيما أولئك الذين تعتبرهم أقلية في دولٍ يكون معظم مواطنيها من المسلمين السُّنَّة.
ويبدو أن السعودية أرادت من تنفيذ حكم الإعدام في توقيتٍ واحد بهذه المجموعة الأكبر منذ عام 1980، إبراز موقفها الحازم والمتشدد من التطرف أيًّا كان أصله ومرجعيته، وبغضِّ النظر عن العقيدة التي يؤمن بها أولئك المتطرفون أو الطائفة التي ينحدرون منها.
من المُسلَّم به أن كلًّا من السعودية وإيران فاعلٌ رئيس في الصراعات الدائرة في المنطقة لا سيما تلك المندلعة في سوريا واليمن، مع اختلاف الجهات التي يدعمها كل طرف؛ عليه، يُخشى أن ينعكس التوتر المُتصاعد بين البلدين على القضايا الإقليمية الحيوية؛ في ظلِّ حالة صراع الأدوار بين الرياض وطهران.
كما تتواجه السعودية وإيران منذ عدة أشهر في ميدانٍ آخر، هو سوق الطاقة، وذلك منذ انخفاض أسعار منتجات الطاقة لاسيما النفط، وإصرار الرياض على عدم خفض إنتاجها من هذه السلعة التي تسهم إلى حدٍّ كبير في التحكم باقتصادات عددٍ من الدول، ما قد يُفسِّر، من قِبل بعض المختصين الاقتصاديين، بأنَّ قرارَ الرياض عدمَ خفض إنتاجها من النفط جاء نتيجة رغبتها الحدِّ من نمو الإنتاج الإيراني المُتوقَّع من هذه السلعة (النفط)، والذي سيؤدِّي بدوره إلى زيادة تدفق الإيرادات على خزينة الدولة الإيرانية، وبالتالي إمكانية استثمار بعض تلك العائدات في تطوير برامج تسلحها وتوسيع نفوذها في المنطقة من خلال تمويل الميليشيات والأنظمة الموالية لها في المنطقة.
مقدمة
تشهد العلاقات السعودية-الإيرانية توترًا كبيرًا منذ اعتداء متظاهرين إيرانيين على مقري السفارة والقنصلية السعوديتين في طهران ومشهد، في 2 يناير/كانون الثاني 2016، عقب إعلان الرياض تنفيذها حكم الإعدام في رجل الدين الشيعي السعودي، نمر باقر النمر، ضمن مجموعة من 47 شخصًا أُدينوا بقضايا تتعلق بأعمال إرهابية شهدتها المملكة خلال العقد الأخير.
ووصل هذا التوتر إلى حدِّ قطع الرياض علاقاتها الدبلوماسية مع طهران، في 3 يناير/كانون الثاني 2016، بسبب ما وصفته بـ”الاعتداءات العدوانية للنظام الإيراني” (1)، وتصريحاته غير المسؤولة ضد الدولة السعودية؛ ما قد يؤدِّي إلى انعكاس آثار هذا التوتر بين البلدين على عدد من الملفات الإقليمية المهمة، لاسيما في سوريا واليمن ولبنان، وكذلك على ملف أسعار النفط العالمية.
يناقش هذا التقرير أبعاد التوتر في العلاقات بين السعودية وإيران، ويحاول رصد انعكاساته المتوقعة على القضايا الإقليمية الحيوية؛ في ظلِّ حالةٍ من صراع الأدوار بين الرياض وطهران.
التوتر السعودي-الإيراني: سبب الأزمة الراهنة
أعلنت المملكة العربية السعودية، في 3 يناير/كانون الثاني 2016، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، وذلك بعد تصاعد حدَّة التوتر بين البلدين نتيجة تصريحات بعض المسؤولين الإيرانيين التي هاجموا فيها سياسات الرياض بعد الإعلان عن إعدام رجل الدين الشيعي، المعارض السعودي نمر النمر، في يوم السبت الموافق 2 يناير/كانون الثاني 2016؛ حيث تبع ذلك إقدام بعض المتظاهرين الإيرانيين على إحراق مقرِّ السفارة السعودية في العاصمة طهران، والاعتداء على القنصيلة السعودية في مدينة مشهد الواقعة شمال شرق إيران.
ولعلَّ هذا التصعيد الذي أدَّى مؤخرًا إلى أزمةٍ دبلوماسية بين الرياض وطهران، يعكسُ فصلًا جديدًا من فصول العلاقات المتوترة بين البلدين على مرِّ العقود الخمسة الماضية، لاسيما منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران في العام 1979، وما تبعه من تنافس بين القوتين الإقليميتين على قيادة العالم الإسلامي.
موقف سعودي حازم ضد التطرف
أعلنت وزارة الداخلية في المملكة العربية السعودية، صباح يوم السبت، الموافق 2 يناير/كانون الثاني 2016، تنفيذ حكم القصاص (الإعدام) بحق 47 متهمًا، كان منهم رجل الدين الشيعي المعارض السعودي نمر باقر النمر؛ حيث أُدين المتهمون “باعتناق المنهج التكفيري” و”الانتماء لتنظيمات إرهابية” مسؤولة عن سلسلة هجمات دامية تم تنفيذها في مناطق مختلفة من المملكة العربية السعودية خلال الفترة 2003-2006، كما جاء في نص بيان وزارة الداخلية السعودية (2).
وقد صادقت المحكمة العليا ومحكمة الإستئناف السعودية على حكم الإعدام الصادر بحق نمر النمر، في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2015، بعد إدانته بعدَّة تهم، منها: “قيادة احتجاجات” في المنطقة الشرقية من السعودية، و”إشعال الفتنة الطائفية”، و”الخروج على ولي الأمر” (3).
لقد أثار إعدام نمر النمر دون الآخرين الذين نُفِّذت بحقهم أحكام الإعدام حفيظة إيران التي تعتبر نفسها الحامي التقليدي للشيعة في العالم الإسلامي، لاسيما أولئك الذين تعتبرهم أقلية في دولٍ يكون معظم مواطنيها من المسلمين السُّنَّة.
ويبدو أن السعودية أرادت من تنفيذ حكم الإعدام في توقيتٍ واحد بهذه المجموعة الأكبر منذ عام 1980، إبراز موقفها الحازم والمتشدد من التطرف أيًّا كان أصله ومرجعيته، وبغضِّ النظر عن العقيدة التي يؤمن بها أولئك المتطرفون أو الطائفة التي ينحدرون منها.
من جهةٍ أخرى، يبدو أن الرياض تخشى من أن قرار رفع العقوبات الاقتصادية عن طهران، والذي دخل حيز التنفيذ في يناير/كانون الثاني 2016، كنتيجة للاتفاقية التي وقَّعتها إيران في فيينا بشأن ملفها النووي في يوليو/تموز 2015 مع مجموعة 5+1 (الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا)، قد يسمح لإيران بتوسيع نفوذها في أماكن تواجدها من خلال وكلائها، لاسيما في كلٍّ من سوريا والعراق واليمن ولبنان، وذلك بضخِّ مزيدٍ من الأموال للمجموعات الموالية لها كحزب الله في لبنان وجماعة الحوثي في اليمن ونظام بشار الأسد في دمشق وبعض الميليشيات الشيعية في العراق.
وبالتالي، فقد حسمت السعودية أولوياتها منذ وصول الملك سلمان بن عبد العزيز إلى رأس هرم السلطة في البلاد، في يناير/كانون الثاني 2015، فكان خيارها مواجهة التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للدول العربية (4)، وصد محاولات طهران توسيع نفوذها في المنطقة لاسيما في الدول المجاورة للملكة العربية السعودية كاليمن والعراق وسوريا.
من المُسلَّم به أن كلًّا من السعودية وإيران فاعلٌ رئيس في الصراعات الدائرة في كلٍّ من اليمن وسوريا مع اختلاف الجهات التي يدعمها كل طرف؛ حيث تسعى الرياض إلى إعادة الشرعية في اليمن وذلك بعد أن استولت جماعة الحوثي وأنصار الرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح، على مفاصل الدولة اليمنية، في سبتمبر/أيلول 2014، بينما تتلقى جماعة الحوثي دعمها من إيران.
وكذلك الحال في سوريا التي اقتربت ثورتها من دخول عامها الخامس، حيث تدعم إيرانُ بالمال والعتاد والمقاتلين نظامَ الرئيس السوري بشار الأسد والميليشيات المقاتلة بجانبه كحزب الله اللبناني، بينما تدعم السعودية ومعها دول عربية وإقليمية أخرى فصائل المعارضة التي توصف بالمعتدلة التي تقاتل ضد قوات النظام السوري، كما تشارك الرياض بفعالية في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية لقتال ما يُسمَّى بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام.
حرب تصريحات بين الرياض وطهران
أدَّت الأزمة الدبلوماسية الأخيرة بين السعودية وإيران على خلفية اعتداء بعض المتظاهرين الإيرانيين على البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران نتيجة تنفيذ الرياض حكم الإعدام بحق المعارض السعودي، نمر باقر النمر، إلى اندلاع حرب تصريحات بين مسؤولي البلدين، وكذلك إلى انطلاق عدد من المظاهرات الغاضبة في بعض الدول الإسلامية التي يتواجد فيها المكوِّن الشيعي، مثل: لبنان وأفغانستان والبحرين واليمن والعراق وباكستان، وكذلك في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية حيث توجد بلدة العوامية مسقط رأس رجل الدين الشيعي، نمر النمر.
فمن الجانب الإيراني، صرَّح مساعد وزير الخارجية، حسين أمير عبد اللهيان بـ”أنه لا يمكن للحكومة السعودية تغطية خطأ إعدام شخصية دينية بإعلان قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين” (5)، وحذَّر عبد اللهيان في تصريح لوسائل إعلام إيرانية، من أن إعدام النمر “سيكلِّف السعودية ثمنًا باهظًا”، وأضاف: “يجب أن يكُفَّ المسؤولون السعوديون عن المغامرات ضد أبناء شعبهم ودول المنطقة، وأن يتحركوا في مسار العدل والمنطق” (6).
من جانبه، اعتبر وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، أن الاعتداء على البعثات الدبلوماسية السعودية في كلٍّ من طهران ومشهد يُعدُّ انتهاكًا صارخًا للمواثيق الدولية، وأشار إلى أن النظام الإيراني يحمل سجلًّا طويلًا من الاعتداءات على السفارات؛ حيث إن الإيرانيين اعتدوا من قبل على سفارتي الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا (7). كما اتهم الجبير إيران بأنها توفر الحماية لقادة تنظيم القاعدة، بينما السعودية عازمة على الاستمرار في نهجها للقضاء على الإرهاب من خلال بنائها لتحالفات عربية وإقليمية وإسلامية لمواجهة التطرف أيًّا كانت مرجعيته والقضاء عليه.
فصل جديد من التصعيد بين إيران والسعودية
ينبغي الإشارة إلى أن هذه القطيعة الدبلوماسية بين البلدين ليست الأولى، حيث قُطعت العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران خلال الفترة من العام 1987 إلى العام 1991، كنتيجة لأحداث موسم حج عام 1987 عندما قام بعض الحُجَّاج الإيرانيين بتنظيم مظاهرات أثناء أدائهم مناسك الحج في مكة المكرمة؛ الأمر غير المصرَّح به من قِبل السلطات السعودية؛ حيث قامت قوات الأمن السعودية بإطلاق النار على المتظاهرين ما أدَّى إلى مقتل 275 من الحجاج الإيرانيين في ذلك الموسم (8).
كما شهدت العلاقات بين البلدين توترًا ملحوظًا في عام 1996 إثرَ التفجيرات التي شهدتها مدينة الخُبر الكائنة في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية، والتي قُتل فيها 19 عسكريًّا أميركيًّا، وتم توجيه أصابع الاتهام حينها إلى مجموعات تلقت دعمها من طهران (9).
ويمكن تشبيه مسار تطور العلاقات بين البلدين منذ الثورة الإسلامية في إيران والتي اندلعت في عام 1979 بحركة أسنان المنشار صعودًا ونزولًا، فبالإضافة إلى ما تمت الإشارة إليه آنفًا، شهدت العلاقة بين الرياض وطهران توترًا كبيرًا إبَّان حرب الخليج الأولى بين العراق وإيران؛ حيث دعمت السعودية حينها ومعها دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى بغداد في حربها ضد طهران، وأنفقت مليارات الدولارات كدعم للحكومة العراقية التي كان يُنظر إليها على أنها حامية البوابة الشرقية للعالم العربي والسدُّ المنيع في وجه المخطط الإيراني لتصدير الثورة الإسلامية وتوسيع نفوذها في الدول العربية (10).
ولعلَّ حادث التدافع في منى بين الحجيج والذي وقع في أول أيام عيد الأضحى خلال موسم حج العام 2015، وراح ضحيته أكثر من 700 شخص بحسب الإحصاءات الرسمية السعودية، (أكثر من ألفي شخص بحسب الأرقام التي أعلنتها وكالة أنباء أسوشيتد برس) (11)، منهم 464 حاجًّا إيرانيًّا وفق الحصيلة التي أعلنتها منظمة الحج والزيارة الإيرانية (12)، أعادت التوتر إلى العلاقات بين البلدين بعد أن اتهمت طهران الرياض بفشلها في حفظ أمن وسلامة الحجاج.
من الواضح أننا بصدد مرحلة جديدة من تصعيد التوتر بين القوتين الإقليميتين، وسيكون المستفيد الأول من هذا التصعيد المجموعات المُتشددة لاسيما تلك التي تجد لها بيئة حاضنة في إيران، وذلك على حساب التيارات السياسية المعتدلة فيها، والتي يُعد كلٌّ من الرئيس حسن روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف من ركائزها؛ حيث تراهن نسبة عالية من النخبة الإيرانية على فوز الجناح المُعتدل بالانتخابات التشريعية المقبلة التي ستجري في 26 فبراير/شباط 2016.
وتشير ردَّة فعل الرئيس الإيراني حسن روحاني على الهجمات التي استهدفت مقار البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران، والتي نفَّذها بعض المتظاهرين الإيرانيين الغاضبين من تنفيذ حكم الإعدام برجل الدين نمر النمر، إلى الرغبة بعدم التصعيد مع الرياض؛ حيث اعتبر أن ما حدث “غير مبرَّر على الإطلاق” (13)، ووصف تلك التصرفات (الاعتداء على السفارة السعودية في طهران والقنصلية السعودية في مشهد) بالهوجاء والإجرامية ومن قام بتنفيذها بالمتطرفين (14)؛ وأضاف في تصريحات نقلتها عنه وكالة “إيسنا”: “إن هذا العمل يضر بسمعة البلاد، وأن المسؤولين سينهون هذه التصرفات الهوجاء والإجرامية”. كما وجَّه روحاني رسالة إلى رئيس السلطة القضائية، آملي لاريجاني، أكَّد فيها على “ضرورة محاسبة من يقف خلف الهجوم الذي طال السفارة السعودية في طهران، وقنصليتها في مدينة مشهد” (15).
وفي السياق نفسه، فإنَّ موقف الرئيس روحاني من هذه الأزمة يعكس الانقسام الحادَّ في مواقف المسؤولين الإيرانيين، لاسيما عند مقارنة تصريحاته بالتصريحات المتشددة التي صدرت عن المرشد الإيراني، علي خامنئي، والتي اعتبر فيها “أن إراقة دم هذا الشهيد المظلوم من دون وجه حق (نمر النمر) ستؤثِّر بسرعة، وأن الانتقام الإلهي سيطول الساسة السعوديين” (16). ولكن، وفي وقت لاحق، عاد خامنئي واستنكر الاعتداء على السفارة والقنصلية السعوديتين في إيران، معتبرًا أن ما حدث أمرٌ غير مقبول ويضر بمصالح طهران ولا يفيد أحدًا (17)، تمامًا كما حدث عقب الاعتداء على السفارة البريطانية في طهران قبل سنوات قليلة.
تداعيات الصراع السعودي-الإيراني على قضايا المنطقة
بعد قرار المملكة العربية السعودية قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، في 3 يناير/كانون الثاني 2016، اتخذ عددٌ من الدول العربية كالبحرين والسودان والصومال وجيبوتي قرارًا بقطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران، تضامنًا مع الرياض من جهة ورفضًا للسياسات الإيرانية التي اعتبرتها تلك الدول بمثابة سياساتٍ تدخلية في شؤون دول المنطقة (18).
كما قامت دولٌ عربية أخرى كقطر والإمارات العربية المتحدة والكويت وجزر القمر باستدعاء سفرائها من إيران بعد أن تم الاعتداء على مقار البعثات الدبلوماسية السعودية في كلٍّ من طهران ومشهد (19).
دولٌ أخرى كماليزيا وباكستان والمغرب وتركيا والأردن، قامت باستدعاء السفير الإيراني المعتمد لدى عواصمها وقدَّمت احتجاجًا شديد اللهجة على التصرفات “العدائية” ضد مقرات البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران (20).
دون شك، فإن توتر العلاقات بين كل من الرياض وطهران، سيؤثِّر على مسار عددٍ من ملفات المنطقة التي يتشارك فيها الطرفان كلاعبيْن رئيسين متضادين لاسيما في كلٍّ من سوريا واليمن.
لقد وافقت كل من السعودية وإيران على أن يجلسا على طاولة المباحثات الخاصة بالملف السوري مع أطراف دولية أخرى في فيينا، منتصف نوفمبر/تشرين الثاني 2015، حيث توصل المجتمع الدولي إلى اتفاق إطار زمني لحل الأزمة السورية، يتضمن خارطة طريق لإقرار وقف إطلاق نار شامل مدعوم بقرار دولي؛ ما سمح بصدور القرار الأممي رقم 2254، بتاريخ 18 ديسمبر/كانون الأول 2015، والذي ينص على بدء محادثات السلام بسوريا في يناير/كانون الثاني 2016، ويؤكد أن الشعب السوري هو من يقرِّر مستقبل البلاد ويدعو لتشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات برعاية أممية، ويطالب بوقف الهجمات ضد المدنيين وبشكل فوري (21).
والآن، وبعد قطع العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران، ودعم كلٍّ منهما أطرافًا متناقضة في النزاع القائم في سوريا، يبقى التساؤل المطروح: هل من الممكن أن يجلس الطرفان مجددًا على طاولة مباحثاتٍ أخرى بشأن الملف السوري؟ وإن كان ذلك ممكنًا، فوفق أية تسوية؟
لقد أبدت إيران غضبها عقب إعلان أحمد عسيري، المستشار في مكتب وليِّ وليِّ العهد ووزير الدفاع السعودي، أنَّ الرياض على استعداد لارسال قوات برية إلى سوريا، وصرَّح رئيس الحرس الثوري الإيراني، محمد علي جعفري، بأن ذلك سيكون بمثابة “رصاصة الرحمة على نظام الرياض” (22).
وفي اليمن، تقود المملكة العربية السعودية تحالفًا عربيًّا من عشر دولٍ في حربها على جماعة الحوثي وأنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح المدعومين من إيران، وذلك بعد انقلابهم على الشرعية وسيطرتهم على العاصمة صنعاء، في سبتمبر/أيلول 2014، منتهكين بذلك مبادئ المبادرة الخليجية التي أُعلن عنها، في 3 إبريل/نيسان 2011، ومخرجات الحوار الوطني التي أفضت إلى ترشيح مجلس النواب اليمني، في 21 فبراير/شباط 2012، عبد ربه منصور هادي، كمرشح رئاسي وحيد للانتخابات الرئاسية والتي جرت بالفعل في 25 فبراير/شباط 2012.
شهدت الأزمة اليمنية عدَّة جولات من المباحثات في جنيف بين الحكومة اليمنية الشرعية وجماعة الحوثي، دون أن يفضي ذلك إلى بوادر تقارب بين الأطراف المتصارعة يمكن أن يؤدي بدوره إلى وقف الحرب الدائرة في اليمن منذ إعلان الرياض عن بدء عملية عاصفة الحزم في 26 مارس/آذار 2015.
عليه، يمكن استنتاج أن صانع السياسة السعودي قد اتخذ قرارًا حازمًا بعدم السماح لإيران بأن تتمدد وتوسع نفوذها باقترابها من حدود المملكة جنوبًا في اليمن، معتبرًا أن حفظ أمن السعودية وأمن دول مجلس التعاون الخليجي بمثابة الحفاظ على أمن الإقليم الذي لا يمكن التفريط به بأية حالٍ من الأحوال.
بالرغم مما سبق ذكره، فإنه يُستبعَد أن يؤدي التصعيد الدبلوماسي بين الرياض وطهران إلى نشوب حربٍ عسكرية بين البلدين؛ ذلك أنَّ الحرب بين إيران والسعودية هي “بداية لكارثة كُبرى في المنطقة، سوف تنعكس بقوة على بقية العالم” كما صرَّح بذلك الأمير محمد بن سلمان، وليُّ وليُّ العهد ووزير الدفاع السعودي في لقائه المطوَّل الذي أجرته معه صحيفة الإيكونوميست البريطانية في يناير/كانون الثاني 2016، مؤكدًا أن بلاده لن تسمح بحدوث شيء من هذا القبيل (23).
رفع العقوبات عن إيران وصراع الطاقة
يتواجه كل من السعودية وإيران منذ عدة أشهر في ميدانٍ آخر، هو سوق الطاقة، وذلك منذ انخفاض أسعار منتجات الطاقة لاسيما النفط، وإصرار الرياض في المؤتمر الوزاري الأخير لمنظمة الأوبك والذي عُقد في العاصمة النمساوية فيينا، في 4 ديسمبر/كانون الأول 2015، على عدم خفض إنتاجها من هذه السلعة التي تسهم إلى حدٍّ كبير في التحكم باقتصادات عددٍ من الدول.
ولاشك بأن إعلان المجتمع الدولي (الولايات المتحدة الأميركية، والاتحاد الأوروبي، ومنظمة الأمم المتحدة)، في يناير/كانون الثاني 2016، رفعَ العقوبات الاقتصادية عن طهران، والتي كانت مفروضة عليها منذ قرابة العقد من الزمن بسبب سعيها لتطوير برنامجها النووي، يُحتِّم على منتجي الطاقة من النفط والغاز أن يحتاطوا من عودة إيران إلى أسواق الطاقة العالمية، لاسيما بعد أن أعلن عددٌ من المستثمرين والشركات الدولية رغبتهم بالاستثمار في مجال الطاقة في إيران؛ ما قد يُفسِّر، من قِبل بعض المختصين الاقتصاديين، قرارَ الرياض عدمَ خفض إنتاجها من النفط رغبةً منها في الحدِّ من نمو الإنتاج الإيراني المُتوقَّع الذي سيؤدِّي بدوره إلى زيادة تدفق الإيرادات على خزينة الدولة الإيرانية، وبالتالي إمكانية استثمار الكثير من تلك الأموال في تطوير برامج تسلحها وتوسيع نفوذها في المنطقة من خلال تمويل الميليشيات والأنظمة الموالية لها (24)؛ عليه فقد كان القرار السعودي ترك إعادة ضبط أسعار هذه السلعة الحيوية للاقتصاد العالمي (النفط) إلى قواعد وقوانين السوق من حيث العرض والطلب.
ونتيجةً للسياسة النفطية التي قررت الرياض اعتمادها فيما يخص عدم تخفيض إنتاجها من النفط، وما أدَّت إليه من انخفاضٍ حادٍّ في سعر برميل النفط الذي وصل إلى ما دون 30 دولارًا أميركيًّا للبرميل الواحد، في يناير/كانون الثاني 2016، فمن المتوقع أن تتحمَّل الرياض تكلفةً عالية لاسيما أنها تقود تحالفاتٍ عسكرية عربية وإقليمية خارج أراضيها (التحالف العربي في اليمن، والتحالف الإسلامي الذي أعلنت عن تشكيله في منتصف ديسمبر/كانون الأول 2015 والذي يضم 35 دولة)، وتشارك في تحالفات دولية أخرى (التحالف الدولي للحرب على تنظيم الدولة بقيادة الولايات المتحدة الأميركية والذي يضم قرابة 65 دولة ومنظمة دولية)، وإعلان استعدادها مؤخرًا المشاركة بإرسال قواتٍ برية داخل الأراضي السورية تحت مظلةٍ دولية (25)؛ ما يستنزف مليارات الدولارات من خزينة الدولة السعودية؛ ولعلَّ ذلك يُفسِّر العجز الذي ظهر في موازنتها التي أعلنت عنها في 28 ديسمبر/كانون الأول 2015، والذي وصل إلى 87 مليار دولار أميركي (26)، ما يؤدي بالمحصلة إلى فهم سياسات التقشف التي أعلنت عنها الرياض بالتزامن والتي تضمنت رفع أسعار الوقود (البنزين) بنسبة تصل إلى 40%، ورفع أسعار خدمات الكهرباء والمياه (27).
خاتمة
يمثِّل التصعيد الذي تشهده العلاقات السعودية-الإيرانية، فصلًا جديدًا من التوتر بين البلدين، لكن لا يُتوقَّع أن يتطور الأمر ليصل إلى نشوب حرب عسكرية بين الرياض وطهران؛ حيث لا يرغب أي من الطرفين في أن يصل التصعيد إلى هذا الحدِّ.
ويبدو أن هذا التوتر سوف ينعكس على ملفات المنطقة التي يتشارك كلا الطرفين في لعب دورٍ فاعلٍ فيها، لاسيما في كلٍّ من سوريا واليمن، كما يُتوقَّع أن يتأثر سوق الطاقة العالمي بالتصعيد الذي تشهده العلاقات السعودية- الإيرانية، خاصة بعد رفع العقوبات الاقتصادية الدولية التي كانت مفروضة على طهران.
يبقى أن نشير إلى أن دخول روسيا كفاعل رئيس في أزمات منطقة الشرق الأوسط، لاسيما في سوريا ورغبتها في تعزيز وجودها كلاعبٍ رئيس في المنطقة في ظل انحسار الدور الأميركي، سيُلقي بظلاله على إدارة التوتر الذي تشهده العلاقات الإيرانية-السعودية، لا سيما بعد دخول رفع العقوبات الاقتصادية الدولية عن إيران حيز التنفيذ منذ يناير/ كانون الثاني 2016، وبالتالي قدرة طهران المتوقعة على إنتاج وتوريد مزيدٍ من النفط والغاز إلى الأسواق العالمية؛ حيث سيكون من مصلحة روسيا، التي تُعد من أكبر البلدان المنتجة للغاز في العالم، التخفيف من الآثار السلبية لتقلبات الأسعار المتعلقة بمنتجات الطاقة.
_______________________________
د. جمال عبد الله – باحث مختص بالشؤون الخليجية
الهوامش
1. تنديد عربي وخليجي بإيران “الراعية للإرهاب”.. ودعوات لضبط النفس، الحياة، 3 يناير/كانون الثاني 2016، (تاريخ الدخول: 8 فبراير/شباط 2016): http://www.alhayat.com/m/story/13211685
2. الداخلية السعودية: إعدام 47 شخصًا بينهم المعارض الشيعي، نمر النمر، BBC عربي، 2 يناير/كانون الثاني 2016، (تاريخ الدخول: 10 فبراير/شباط 2016): http://www.bbc.com/arabic/middleeast/2016/01/160101_saudi_arabia
3. الشايع، خالد، المحكمة العليا السعودية تصادق على إعدام نمر النمر، العربي الجديد، 25 أكتوبر/تشرين الأول 2015، (تاريخ الدخول: 8 فبراير/شباط 2016): http://www.alaraby.co.uk/society/2015/10/25/المحكمة-العليا-السعودية-تصادق-على-إعدام-نمر-النمر
4. المرزوقي، منصور، عامٌ للملك سلمان في قصر اليمامة: قطيعة أم امتداد؟، مركز الجزيرة للدراسات، 12 يناير/كانون الثاني 2016، (تاريخ الدخول: 11 فبراير/شباط 2016): http://studies.aljazeera.net/reports/2016/01/201611294313309689.htm
5. خليفة، أحمد صبحي، مسؤول إيراني: لا يمكن للسعودية تغطية خطأ إعدام شخصية دينية بإعلان قطع العلاقات الدبلوماسية، Reuters عربي، 3 يناير/كانون الثاني 2016، (تاريخ الدخول: 10 فبراير/شباط 2016): http://ara.reuters.com/article/topNews/idARAKBN0UH0S120160103
6. إيران تحذِّر السعودية: إعدام “النمر” سيكلِّف ثمنًا باهظًا”، CNN بالعربية، 26 أكتوبر/تشرين الأول 2015، (تاريخ الدخول: 7 فبراير/شباط 2016): http://arabic.cnn.com/middleeast/2015/10/26/iran-ksa-nimr-alnimr
7. السعودية تقطع علاقاتها بإيران وتطرد دبلوماسييها، العربية نت، 4 يناير/كانون الثاني 2016، (تاريخ الدخول: 8 فبراير/شباط 2016): http://www.alarabiya.net/ar/saudi-today/2016/01/04/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%86-%D9%82%D8%B7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D8%B9-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D9%88%D8%AA%D8%B7%D9%84%D8%B1%D8%AF-%D8%AF%D8%A8%D9%84%D9%88%D9%85%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D9%8A%D9%87%D8%A7.html
8. التداعيات المحتملة للقطيعة الدبلوماسية بين السعودية وإيران، مجلة الخليج الجديد، العدد الأول، 19 يناير/كانون الثاني 2016، (تاريخ الدخول: 11 فبراير/شباط 2016): http://www.scribd.com/doc/295953427/%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%84%D9%8A%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AF%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84
9. المصدر السابق.
10. محمد، محمد عبد الله، تكاليف حرب العراق عشرة أضعاف ما أُنفِق على حرب الخليج الأولى وفيتنام (2)، الوسط، 13 يونيو/حزيران، 2010، (تاريخ الدخول: 8 فبراير/شباط 2016): http://www.alwasatnews.com/news/434509.html
11. عدد ضحايا تدافع الحجاج في مِنى “تجاوز 2000″، BCC عربي، 19 أكتوبر/تشرين الأول 2015، (تاريخ الدخول: 10 فبراير/شباط 2016): http://www.bbc.com/arabic/middleeast/2015/10/151019_haj_stampede_death_toll
12. ارتفاع عدد ضحايا الإيرانيين في كارثة الحج إلى 464 شخصًا، BCCعربي، 1 أكتوبر/تشرين الأول 2015، (تاريخ الدخول: 11 فبراير/شباط 2016): http://www.bbc.com/arabic/middleeast/2015/10/151001_iran_saudi_haj_death_toll
13. الرئيس الإيراني: الهجوم على السفارة السعودية في طهران عمل “غير مبرر”، The Huffington Post عربي، 3 يناير/كانون الثاني 2016، (تاريخ الدخول: 1 فبراير/شباط 2016): http://www.huffpostarabi.com/2016/01/03/story_n_8906672.html
14. المصدر السابق.
15. خامنئي: عقاب إلهي سيطول السعوديين، RT Arabic، 3 يناير/كانون الثاني 2016، (تاريخ الدخول: 3 فبراير/شباط 2016): https://arabic.rt.com/news/806213-%D8%AE%D8%A7%D9%85%D9%86%D8%A6%D9%8A-%D8%B9%D9%82%D8%A7%D8%A8%D8%A7-%D8%A5%D9%84%D8%A7%D9%87%D9%8A%D8%A7-%D8%B3%D9%8A%D8%B7%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D9%8A%D9%86/
16. المصدر السابق.
17. خامنئي: مهاجمة السفارة السعودية في طهران عمل ضد الإسلام وإيران، The Huffington Post عربي، 20 يناير/كانون الثاني 2016، (تاريخ الدخول: 11 فبراير/شباط 2016): http://www.huffpostarabi.com/2016/01/20/story_n_9028168.html
18. 5 دول تقطع علاقاتها مع إيران.. والعالم يندد بانتهاكاتها، الشرق الأوسط، 8 يناير/كانون الثاني 2016، (تاريخ الدخول: 10 فبراير/شباط 2016): http://aawsat.com/home/article/538376/5-%D8%AF%D9%88%D9%84-%D8%AA%D9%82%D8%B7%D8%B9-%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%A7%D8%AA%D9%87%D8%A7-%D9%85%D8%B9-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D9%8A%D9%86%D8%AF%D8%AF-%D8%A8%D8%A7%D9%86%D8%AA%D9%87%D8%A7%D9%83%D8%A7%D8%AA%D9%87%D8%A7
19. المصدر السابق.
20. المصدر السابق نفسه.
21. قرار مجلس الأمن رقم 2254 بشأن سوريا، الجزيرة نت، 20 ديسمبر/كانون الأول 2015، (تاريخ الدخول: 3 فبراير/شباط 2016): http://www.aljazeera.net/encyclopedia/events/2015/12/20/%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86-%D8%B1%D9%82%D9%85-2254-%D8%A8%D8%B4%D8%A3%D9%86-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7
22. عاصفة هجومية إيرانية على السعودية بعد إعلان نيَّة التحرك بسوريا.. وجعفري: ستكون رصاصة رحمة للرياض، CNN بالعربية، 6 فبراير/شباط 2016، (تاريخ الدخول: 8 فبراير/شباط 2016): http://arabic.cnn.com/world/2016/02/06/iran-attacks-saudi-arabia-syria-contribution
23. “بن سلمان” لـ “إيكونوميست”: لن نسمح بمواجهة عسكرية مباشرة مع إيران ونعتزم خصخصة التعليم والصحة، مجلة الخليج الجديد، العدد الأول، 19 يناير/كانون الثاني 2016، (تاريخ الدخول: 10 فبراير/شباط 2016): http://www.scribd.com/doc/295953427/%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%84%D9%8A%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AF%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84
24. Izambard, Antoine, 5 Questions pour comprendre la crise entre l’Arabie Saoudite et l’Iran, Chalanges, 4 January 2016, (Accessed on 2 February 2016): http://www.challenges.fr/monde/moyen-orient/20160104.CHA3451/4-questions-pour-comprendre-la-crise-entre-l-arabie-saoudite-et-l-iran.html
25. نمر، سليمان، السعودية تعلن استعدادها للمشاركة بعمليات برية في سوريا، القدس العربي، 4 فبراير/شباط 2016، (تاريخ الدخول: 11 فبراير/شباط 2016): http://www.alquds.co.uk/?p=476914
26. السعودية تقر موازنتها لعام 2016 بعجز قدره 87 مليار دولار، RT Arabic، 28 ديسمبر/ كانون الأول 2015، (تاريخ الدخول: 3 فبراير/شباط 2016): https://arabic.rt.com/news/805576-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D9%8A%D8%B2%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9/
27. السعودية ترفع أسعار الوقود، الحياة، 28 ديسمبر/كانون الأول 2015، (تاريخ الدخول: 7 فبراير/شباط 2016): http://www.alhayat.com/Articles/13079072/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%B1%D9%81%D8%B9-%D8%A3%D8%B3
%D8%B9%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%82%D9%88%D8%AF