توزيع الاقتصاد العالمي على مدى السنوات الخمس والثلاثين الماضية

توزيع الاقتصاد العالمي على مدى السنوات الخمس والثلاثين الماضية

توزيع الاقتصاد العالمي على مدى السنوات الخمس والثلاثين الماضية  

لقد حدث الكثير من التغيّرات في الاقتصاد العالمي على مدى السنوات الخمس والثلاثين الماضية. وكانت لقوى التحرر الاقتصادي والعولمة وصعود الشركات المتعددة الجنسيات بصمات واضحة. وقد استفادت العديد من الدول خلال هذه الفترة، في حين عانى بعض منها. والبعض الآخر لم يتغيّر وضعهم داخل الاقتصاد العالمي.

 وباستخدام بيانات صندوق النقد الدولي، صمّمنا مخططًا ديناميكيًا يوضح الناتج المحلي الإجمالي لأكبر الدول في العالم من عام 1980 وحتى عام 2015. الناتج المحلي الإجمالي هو القيمة السوقية الإجمالية لجميع السلع والخدمات المنتجة في بلد ما لفترة زمنية معينة.

في هذا المخطط البياني، يمثل حجم البلدان والمناطق الحجم النسبي لاقتصادياتها (من حيث الناتج المحلي الإجمالي الصوري). ومع انتقال المخطط البياني من عام 1980 وحتى عام 2015، يمكنك أن ترى كيف نمت أو تراجعت اقتصاديات بعض الدول مقارنة بدول أخرى.

كما صمّمنا مخططات مماثلة من قبل تقارن بين مستوى النشاط الاقتصادي في مختلف الولايات الأمريكية، وأخرى تقارن الناتج المحلي الإجمالي (حسب القطاع) لأكبر الاقتصاديات في العالم. يمكنكم الاطلاع عليها لمزيد من المعرفة الاقتصادية.

ما الذي يخبرنا به هذا المخطط؟

إذا كنت تركز على منطقة أو بلد معين، ستلاحظ أنه في كثير من الحالات يكون هناك فترة من التوسّع النسبي يليها تراجع نسبي، أو العكس. اقتصاد الولايات المتحدة، على سبيل المثال، نما بشكل نسبي حتى عام 1985، ثم بدأ في التراجع حتى عام 1995، ثم بدأ في النمو من جديد حتى وصل إلى الذروة في عام 2002، ثمّ انخفض مرة أخرى في عام 2009، ومنذ ذلك الحين كان مستقرًا نسبيًا عند 22٪ من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

وكان أكبر تغيير على مدى السنوات الخمس والثلاثين الماضية هو انتقال الهيمنة الاقتصادية من أوروبا إلى آسيا. في الواقع، في عام 1980، مثلت أوروبا ما يقرب من 32٪ من النشاط الاقتصادي العالمي، في حين مثلت آسيا حوالي 20٪. وبحلول عام 2012، تغيّر الوضع الاقتصادي تمامًا.

وفي الوقت نفسه، انخفض الناتج المحلي الإجمالي النسبي لأمريكا الشمالية بنسبة 2٪ على مدار السنوات الخمس والثلاثين الماضية، في حين شهدت أمريكا الجنوبية وأوقيانوسيا، وأفريقيا زيادات هامشية. وقد تراجعت الاقتصاديات الكندية والمكسيكية نسبيًا (بنسبة 0.2٪ و0.4٪) بين عامي 1980 وعام 2014، في حين ارتفع الاقتصاد الأمريكي من 25.7٪ من الناتج المحلي الإجمالي العالمي في عام 1980 إلى 22.5٪ في عام 2014.

حدثت التغييرات الأكثر جذرية على المستوى القطري في آسيا. الحدث الأكبر كان في الصين التي نمت من 2.8٪ من الناتج المحلي الإجمالي العالمي في عام 1980 إلى 13.4٪ في عام 2014. وعلى العكس من ذلك، تقلصت اليابان من 9.8٪ في عام 1980 إلى 6.0٪ في عام 2014. وكانت أكبر الدول المساهمة في النمو الاقتصادي في آسيا هي: الهند، وكوريا الجنوبية وروسيا وتايوان.

وبحسب توقعات صندوق النقد الدولي، كان عام 2015 سنة رائعة للنمو في الولايات المتحدة، والصين، والهند. ومن المتوقع أن ينمو الاقتصاد الأمريكي بنسبة 1.8٪ مقارنة بعام 2014 (من الناحية النسبية)، في حين من المتوقع ينمو اقتصاد الصين والهند بنسبة 1.6٪ و0.5٪. وكانت الاقتصادات الأسوأ في هذا العام هي روسيا (-0.8٪)، والبرازيل (-0.4٪)، اليابان (-0.4٪)، وألمانيا (-0.4٪)، وفرنسا (0.4٪).

النتائج الرئيسية

وفيما يلي نستعرض النقاط الرئيسية في هذا المخطط:

التاريخ لا يسير في خط مستقيم: بالنسبة لكثير من البلدان (بما في ذلك الولايات المتحدة)، شهدت السنوات الخمس والثلاثين الماضية العديد من التغيّرات الاقتصادية. مثال آخر هي اليابان، التي وصلت إلى ذروة الاقتصاد العالمي بنسبة 17.6٪ في عام 1994، ولكنها تقف الآن عند نسبة 6٪ فقط.

كان الاقتصاد العالمي يتحرك في موجات: على مر السنين، أثر الركود الاقتصادي في الولايات المتحدة على الاقتصاد العالمي برمته. على سبيل المثال، أدى ارتفاع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة في الفترة بين 1986-1989، إلى جانب صدمة أسعار النفط في عام 1990 لفترة وجيزة إلى بطء النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة. كما شهد عام 2001 انفجار فقاعة تكنولوجيا المعلومات وهجمات 9-11، التي أنهت عقدًا من النمو الاقتصادي. ولكنَّ الكساد العظيم من 2007-2009 كان لها تأثير كبير على الاقتصاد العالمي، مما تسبب في تباطؤ الاقتصاديات الأمريكية والأوروبية في حين واصلت الدول الناشئة (معظمها في آسيا) في النمو والازدهار الاقتصادي.

بالرغم من التراجع الأمريكي، يبقى اقتصاد الولايات المتحدة هو الاقتصاد الأقوى في العالم، حيث يمثل ربع (22.5٪) من الناتج المحلي الإجمالي في العالم، وهو ما يعادل حصة أوروبا.

لقد تطور الاقتصاد الصيني بشكل كبير، وتزايد من اقتصاد صغير نسبيًا في عام 1980 (2.8٪ من الناتج المحلي الإجمالي العالمي) إلى ثاني أكبر اقتصاد في العالم اليوم (13.4٪ من الناتج المحلي الإجمالي العالمي).

وفيما يتعلق بالناتج المحلي الإجمالي، فإنَّ آسيا هي أوروبا الجديدة؛ حيث تعادل حصة آسيا الحالية في الاقتصاد العالمي حصة أوروبا في عام 1980 (32٪).

أين يتجه الاقتصاد العالمي؟

وفقًا لتوقعات الاقتصاد العالمي من صندوق النقد الدولي، كان من المتوقع أن ينمو الاقتصاد العالمي بنسبة 3.3٪ في عام 2015. لكن صندوق النقد الدولي أشار إلى أن الاقتصاديات المتقدمة ستنمو بشكل أسرع في عام 2015، في حين أن النمو في الاقتصاديات النامية سيكون أبطأ مما كان عليه في 2014.

كما يتوقع صندوق النقد الدولي نمو الاقتصاد العالمي بسرعة تصل إلى 3.8٪ في عام 2016 بسبب انخفاض أسعار الفائدة، والسياسة المالية المحايدة في الاتحاد الأوروبي، وانخفاض أسعار الوقود، وتنامي الثقة في أوضاع سوق العمل. يبدو أن رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي في الولايات المتحدة واثقًا هو الآخر في السوق العالمية، وقال مؤخرًا إنَّ “آفاق الاقتصاد الأمريكي تبدو قوية بشكل عام”. ومع ذلك، هناك العديد من المخاطر الاقتصادية السلبية، بما في ذلك تقلبات السوق والإفراط في تغيير أسعار الأصول.

هاو ماتش 

http://howmuch.net/articles/world-economy-as-a-living-organism

نقلا عن موقع إيوان24