“الدلتا” الأميركية تبدأ عملياتها العراقية باعتقال قيادي من “داعش”

“الدلتا” الأميركية تبدأ عملياتها العراقية باعتقال قيادي من “داعش”

349
يكشف وزير عراقي بارز لـ”العربي الجديد”، عن أنّ الفرقة الأميركية الخاصة التي أعلن عنها الرئيس الأميركي باراك أوباما في ديسمبر/كانون الأول 2015 باشرت عملها فعلاً في العراق، يوم الاثنين الماضي، ونفّذت عملية إنزال واحدة شمال العراق ضد أهداف وصفها الوزير بـ”المهمة”.

ويقول الوزير ذاته، إنّ “فرقة الدلتا الأميركية المؤلفة من 140 جنديا من القوات الخاصة ترافقهم وحدة دعم جوي عبارة عن مروحيات أباتشي وبلاك هوك نفّذت أولى عملياتها العسكرية في العراق قبل أيام لكن وسط تكتم كبير، وستكون سمة جميع عملياتها في المستقبل على هذا النحو”. ويلفت إلى أنّ العملية استهدفت شخصية عراقية بارزة ومؤثرة في تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في بلدة قرب مدينة البعاج جنوب الموصل. وأسفر الإنزال عن اعتقال القيادي واثنين آخرين ومصادرة وثائق ومعلومات وُجدت على جهاز لوحي، وهاتف ذكي بحوزته، مشيراً إلى أن “الحكومة العراقية علمت بالأمر بعد انتهاء العملية من قبل قائد أميركي يعمل في بغداد”، وفقاً للوزير.

وكان وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر أعلن الشهر الماضي من قاعدة للجيش قرب واشنطن، أنّ قوة خاصة وصلت إلى العراق للمساعدة على إحلال الأمن من خلال تنفيذ عمليات تستهدف مسلحي تنظيم “داعش”. مسؤولون عراقيون في وزارتَي الدفاع والداخلية، أكدوا أن “الشخصية التي تم اعتقالها تخضع لتحقيق في أربيل مركز عمليات الفرقة الأميركية الخاصة (الدلتا)، ومن غير المعروف ما إذا سيتم تسليمها لنا أم لا”.

ويقول ضابط عراقي في اتصال هاتفي مع “العربي الجديد”، إن “العمليات الأميركية بدأت ويمكن ملاحظة ذلك من كثافة طائرات المراقبة في الأجواء الشمالية والغربية من العراق، والحراك المعلوماتي والبذخ المالي من واشنطن لمصادرها المحلية المتعاونين معها”. ويوضح الضابط العراقي أنّ “العمليات ستكون غالبيتها ناجمة عن إنزالات جوية في معاقل التنظيم، ونتوقع أن تكون مشاركة عراقية محدودة لكن ليس في الوقت القريب”.

وتعدّ هذه الخطوة الأولى للتدخل الأميركي المباشر في الحرب على تنظيم “داعش”، وهو ما يثير قلقاً كبيراً داخل كتل التحالف الوطني الحاكم خصوصاً بين الكتل المعروفة بقربها من طهران. وتشكل الولايات المتحدة حالياً قوة قوامها نحو ستة آلاف جندي متخصص في الحرب المعلوماتية. توضع هذه المجموعة في الوقت الحاضر تحت سلطة الأميرال مايكل روجرز رئيس وكالة الأمن القومي، وهي وكالة الاستخبارات النافذة المكلّفة بالتجسس الإلكتروني ومهمتها نشر شبكة تجسس داخل التنظيم ومحاولة معرفة تفاصيل هيكله الداخلي وتحركاته بهدف اصطياد قادته وإضعافه.

وصرّح كارتر، أخيراً، أنّ الاميركيين يستخدمون أسلحة معلوماتية في حربهم ضد تنظيم داعش في العراق وسورية. وقال وزير الدفاع الأميركي في مؤتمر صحافي عقده في البنتاغون، إننا “نستخدم أسلحة معلوماتية لإضعاف قدرة تنظيم داعش على العمل والاتصال في ساحة المعركة الافتراضية”. وأضاف كارتر أن “الأمر يتعلق بإفقادهم الثقة في شبكاتهم، وإرهاق هذه الأخيرة كي لا تتمكن من العمل، وفعل كل ما يوقف قدرتهم على قيادة قواتهم والسيطرة على شعبهم واقتصادهم. نحاول عزل التنظيم مادياً وافتراضياً”.

عثمان المختار

صحيفة العربي الجديد