“نيويورك تايمز”: حتى أغنياء مصر يكتوون بنار تدهور الاقتصاد

“نيويورك تايمز”: حتى أغنياء مصر يكتوون بنار تدهور الاقتصاد

349

الأزمات الخانقة التي تمر منها مصر في ظل حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي آخذة في الانتشار وأصبح يكتوي بنيرانها حتى أبناء الطبقات الراقية في المجتمع المصري. وفي هذا الصدد، ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أنه حتى الأغنياء بمصر في هذه الأيام بدؤوا يحسون بضغط الأزمة الاقتصادية بالبلاد.

ولفتت الصحيفة إلى أن طبقة الأغنياء بمصر، التي دعمت بشدة السيسي بعد الانقلاب الذي قاده في 2013 ضد أول رئيس منتخب شرعيا، محمد مرسي، أصبحت الآن تقيم مدى صواب تلك الخطوة، بعد النقص الحاد الذي تعرفه مصر في العملة الصعبة، ما يعرقل حصول الطبقات الميسورة على المنتجات الفاخرة من الخارج، والعيش وفق نمط حياة يتوافق مع مستواها المادي. كما أوضحت الصحيفة أن هذا الوضع تسبب في ظهور موجة من الانتقادات غير المعهودة الموجهة ضد السيسي.

في المقابل، أوضحت “نيويورك تايمز” أن السيسي يحاول توظيف الموارد الشحيحة المتاحة أمامه لتقديم أجور موظفي الدولي، وذلك لتفادي قيام احتجاجات شعبية مثل تلك التي أطاحت بحسني مبارك في 2011.

وقارنت الصحيفة بين ما كان يجري في عهد مبارك، وما يحدث الآن في ظل حكم السيسي، موضحة أنه خلافا للسابق حينما كان الفقراء هم من يكتوون بالأزمات، أصبح الآن حتى الأغنياء يعانون. وأوضحت في هذا الصدد أن حكومة نظام السيسي فرضت إجراءات تحد من استخدام المصريين للبطاقات المصرفية بالخارج، وتضع سقفا لعمليات الشراء بالعملة الصعبة.

كما لفتت إلى أن سعر الدولار الأميركي بالسوق السوداء ارتفعت قيمته بـ20 في المائة خلال الأشهر الأخيرة. وأضافت أن الأسر المصرية الغنية تواجه ارتفاعا صاروخيا في أسعار المنتجات، ويتعين عليها الانتظار طويلا الدور لاقتناء السيارات الفاخرة، فيما تسود المخاوف من عدم القدرة على الحصول على عملة صعبة كافية لقضاء العطل بالخارج، أو إرسال الأطفال لاتمام دراستهم بالخارج.

كما أشارت الصحيفة إلى أن أزمة العملة الصعبة التي تزيد استفحالا يوما عن يوم، ليست سوى واحدة من تجليات مساوئ نظام عبد الفتاح السيسي، إذ يواجه هذا الأخير انتقادات كبيرة بسبب الانتهاكات الكبيرة التي تقترفها أجهزته الأمنية.

نقلا عن العربي الجديد