نشرت مجلة ذي ناشيونال إنترست الأميركية مقالا يذكر أن كثيرا من المؤشرات ترجّح أن روسيا لم تنسق انسحابها من سوريا مع إيران، وأن هذا الانسحاب يتعارض مع مصالح طهران التي ستتمسك ببقاء الرئيس السوري بشار الأسد، ولذلك ربما تستمر بتحمل عبء الدفاع عنه.
وأورد المقال الذي كتبه ج. ماثيو ماكانيس أنه من المرجح أن يكون المرشد الأعلى بإيران علي خامنئي قلق من احتمال أن تضغط روسيا للتوصل لاتفاق مع الأسد والولايات المتحدة وربما السعودية، لا يضمن مصالح إيران، مضيفا أنه وبالرغم من أن طهران ربما تكون لديها “خطة باء” للهيمنة على سوريا ما بعد الأسد، إلا أنها تفضل التمسك بالأسد.
وقال إن هناك تكهنات بأن المكالمة الهاتفية لبوتين مع الأسد أمس الأول لإبلاغه بالانسحاب قصد منها الرئيس الروسي جزئيا الضغط على الأسد للموافقة على جدول زمني للتخلي عن السلطة أو تقاسمها مع المعارضة.
مصالح أعمق
وأضافت المجلة بالمقال أن موسكو ربما تكون قد حققت أهدافها التي وضعتها لتدخلها العسكري في سوريا بتشديد قبضة الأسد على شمال البلاد وتأمين وجودها طويل المدى بقواعدها العسكرية على البحر المتوسط بسوريا، إلا أن مصالح إيران الأعمق في سوريا وهي حاجتها للحفاظ على حكم الأسد وسهولة وصولها لـ حزب الله اللبناني ودعمه لوجستيا بجبهة هضبة الجولان الجديدة، تظل هي التحدي الماثل أمامها.
وذكر الكاتب أنه لولا الدعم الجوي الروسي لعمليات النظام السوري بالقرب من حلب، لربما لم تكن هذه المدينة قد سقطت بيد النظام، وكذلك ربما لا تنجح حملة النظام لاستعادة تدمر والمناطق شرق دمشق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة، الأمر الذي يجعل الأسد والقوات الإيرانية والمليشيات التي تحارب من أجله مكشوفة الظهر، خاصة في الجنوب.
وأشار المقال إلى أنه سيكون من الأمور المدهشة ألا تكون طهران على علم مسبق بالانسحاب الروسي وأن موسكو لم تنسق معها على الانسحاب. ورغم ذلك قال إن تصريحات قادة إيران ترجّح أن طهران لم يكن لديها علم مسبق ولا يبدو أن تنسيقا تم بين الطرفين.
تصريحات إيرانية
ونقل الكاتب عن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ترحيبه بالانسحاب، ووصفه له بأنه مؤشر على أن روسيا لم تعد تشعر بحاجة ملحة لاستخدام القوة العسكرية لتثبيت الهدنة الحالية في سوريا وقوله أيضا “علينا أن ننتظر ونرى”.
ونقل عن علي أكبر ولاياتي مستشار المرشد الأعلى -الذي يبدو أنه مختص بملف سوريا- قوله إن خفض القوات الروسية لن يؤثر في التعاون بين بلاده وموسكو ودمشق وحزب الله، وإن موسكو ستستمر في قتال “الإرهابيين” عند الضرورة. ونسب إلى رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني قوله إن بلاده لن تتخلى عن مساندتها الشعب السوري.
ولم يستبعد الكاتب أن يكون الانسحاب الروسي خطوة تكتيكية قصيرة المدى لتحقيق أهداف لم تتضح بعد، تعود بعدها القوات الروسية إلى كامل وجودها بسوريا في أي لحظة.
الجزيرة