الابتسامات لا تخفي قلق السياسيين من ضجيج المعتصمين في بغداد

الابتسامات لا تخفي قلق السياسيين من ضجيج المعتصمين في بغداد

_76182_iraq3

يعد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الأيام انتظارا لانتهاء المهلة التي منحها رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر لحكومته من أجل اتخاذ إجراءات حاسمة في مواجهة الفساد المستشري داخل المؤسسات العراقية، تحت ضغط جموع غاضبة تستعد لاقتحام المنطقة الخضراء بمجرد انتهاء المهلة.

وجلس رعد الحائري يراقب مواكب سيارات مصفحة رباعية الدفع تنقل نوابا وسياسيين ودبلوماسيين من وإلى المنطقة الخضراء حيث مقر الحكومة العراقية، من إحدى خيام المعتصمين التي نصبت في وسط بغداد للاحتجاج على الفساد المستشري.

يكسب الحائري، العامل اليومي البالغ من العمر 27 عاما، حوالي 400 دولار شهريا ولذلك لديه الوقت للانضمام إلى الآلاف من أنصار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر للمشاركة في الاعتصام للدعوة إلى الإصلاح ومحاربة الفساد.

وعلى مقربة من حاجز أسلاك شائكة وضعتها قوات الأمن، لفصل طريق خاص لمرور المسؤولين إلى أحد المداخل الرئيسية للمنطقة الخضراء التي تضم مكاتب العبادي والبرلمان والسفارات الأجنبية، قال الشاب الحائري بحسرة “عندما ترى هؤلاء النواب يتنقلون بسيارات مصفحة فارهة ويستلمون رواتب بنحو 12 ألف دولار شهريا، تشعر بحزن. إنهم يسرقون أموال العراق”.

بدأ التيار الصدري الجمعة اعتصامات عند المداخل الرئيسية للمنطقة الخضراء حيث مقرات حكومية بينها مقر رئيس الوزراء حيدر العبادي وسفارات أجنبية بينها الأميركية والبريطانية.

وأكد المعتصمون أن الاعتصام سيستمر حتى انتهاء المهلة التي منحها الصدر لرئيس الحكومة حيدر العبادي لتشكيل حكومة تكنوقراط بدلا من أعضاء حكومته المتهمين بالعمل لخدمة أحزابهم السياسية.

وقال مراقب عراقي لم يشأ ذكر اسمه “بالرغم من عدم الاكتراث الذي يظهره حزب الدعوة الحاكم في مواجهة الاعتصامات، فإن اقتراب موعد اقتحام المنطقة الخضراء يضع جميع الأطراف في أزمة عميقة، قد تنتج عنها فوضى جديدة”.

وأضاف في تصريحات لـ”العرب” أن “الاقتحام لا بد أن يؤدي إلى سقوط حكومة ضعيفة، لم يستطع العبادي تغييرها بسبب التجاذبات الحزبية القائمة على أساس رعاية كل حزب لمصالحه”.

وعلى الرغم من عدم موافقة السلطات على الاعتصام، لم تسجل أي حادثة في ظل تطبيق النظام الذي تفرضه قوات الأمن حول المكان.

لكن الأوضاع يمكن أن تتغير خلال أسبوع خصوصا مع إطلاق المعتصمين تهديدات باقتحام المنطقة الخضراء في حال عدم الاستجابة لمطالبهم عند انتهاء المهلة التي حددها الصدر بـ45 يوما وبدأت في 13 فبراير.

وأكد الحائري “أنا أجلس هنا وأكابد من أجل لقمة خبز. إنهم مازالوا لا يدركون أننا مستعدون للموت هنا”.

وفيما ينتظر المئات من المعتصمين أوامر الصدر، تعرض مقاطع من خطاباته عبر شاشة كبيرة نقلتها قناة “الطيف” التابعة للتيار الصدري.

والسؤال الذي قد يكون محرجا للجميع بمن فيهم الصدر هو: هل ستوافق السفارة الأميركية التي تقع في قلب المنطقة الخضراء على انتقال السلطة عن طريق الانقلاب؟

ويقول المراقب العراقي لـ”العرب”، “ربما لا تحسم الولايات المتحدة موقفها في انتظار ما يمكن أن يلحقه اقتحام المنطقة الخضراء من ضرر بالمقيمين فيها، وهم وزراء ونواب وزعماء أحزاب ذات نفوذ”.

وأضاف “هذا احتمال وارد وبالأخص إذا كانت الإدارة الأميركية تجد أن الانتقال إلى الجيل الثالث من وكلائها العراقيين قد آن أوانه. حينها سيتم التفاوض مع الصدر عن طريق عراقيين، سيكون لهم دور في صياغة شكل الحقبة القادمة”.

صحيفة العرب اللندنية