تنظيم الدولة الإسلامية تحت ضغط جبهتي تدمر والموصل

تنظيم الدولة الإسلامية تحت ضغط جبهتي تدمر والموصل

_76262_64

دخل الجيش السوري الخميس بغطاء جوي روسي مدينة تدمر الأثرية في وسط سوريا تزامنا مع بدء الجيش العراقي معركته لاستعادة الموصل، ليجد تنظيم الدولة الإسلامية نفسه تحت وطأة المعارك التي تهدد مدينتين من أهم معاقله.

وتشكل خسارة تدمر والموصل، في حال حدوثها، ضربة عسكرية ورمزية للتنظيم المتطرف الذي تبنى قبل يومين تحديدا هجمات بروكسل الدموية.

وبعد أكثر من أسبوعين على بدء معركة استعادة تدمر بدعم جوي روسي، دخل الجيش السوري بعد ظهر الخميس المدينة الأثرية في ريف حمص الشرقي (وسط).

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن “دخلت قوات النظام السوري حي الغرف في الجهة الجنوبية الغربية لمدينة تدمر إثر معارك عنيفة مع تنظيم الدولة الإسلامية”، مشيرا إلى أن “قوات النظام تتقدم ببطء خشية من الألغام” التي زرعها الجهاديون في المدينة وأحيائها.

إلى ذلك قال مصدر عسكري لوكالة فرانس برس إن “الجيش يدخل من الجهة الشمالية الغربية بعد سيطرته على المدافن الغربية في منطقة وادي القبور”.

وكان مصدر أمني أوضح أن المدينة أصبحت بين “فكي كماشة” الجيش السوري من الجهتين الجنوبية الغربية والشمالية الغربية. ووسط المعارك، دعا تنظيم الدولة الإسلامية وفق المرصد، المدنيين للخروج من تدمر. وبقي في المدينة حوالي 15 ألف مدني من أصل 70 ألفا قبل سيطرة الجهاديين عليها، بحسب عبدالرحمن.

ويسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على تدمر منذ مايو 2015، وعمد آنذاك إلى تدمير العديد من معالمها الأثرية وبينها قوس النصر الشهير ومعبدا شمين وبل.

وقال المدير العام للآثار والمتاحف في سوريا مأمون عبدالكريم الخميس لفرانس برس إنه ستتم إعادة بناء المعبدين بعد استعادة المدينة.

وقال “أعتقد أن هذه الفترة من عشرة أشهر كانت الأسوأ في حياتنا”، وأعرب عن “سعادته بالتحرير الوشيك حيث أوشك الكابوس على الانتهاء”.

وأثار سقوط تدمر التي تتوسط بادية الشام، قلقا في العالم على المدينة التي يعود تاريخها إلى ألفي عام. ومن شأن السيطرة على تدمر أن تفتح الطريق أمام الجيش السوري لاستعادة منطقة البادية من تنظيم الدولة الإسلامية وصولا إلى الحدود السورية العراقية شرقا. وفي هذه الحالة سيضطر التنظيم المتطرف إلى الانسحاب شرقا إلى محافظة دير الزور أو إلى مناطق سيطرته في العراق.

وعلى الجهة الثانية من الحدود، بدأت القوات العراقية الخميس مرحلة أولى من عملية عسكرية لاستعادة محافظة نينوى وكبرى مدنها الموصل التي استولى عليها التنظيم في هجوم كاسح قبل عامين.

وأعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في بيان أن عمليات “نينوى حققت أول نجاح بتحرير عدة قرى بهجوم مباغت لمقاتلينا”، حيث تمت استعادة قرى النصر وكرمندى وكذيلة وخربردان.

وحققت القوات العراقية انتصارات كبيرة ضد التنظيم المتطرف مؤخرا كان آخرها استعادة السيطرة على الرمادي، كبرى مدن محافظة الأنبار. لكن استعادة الموصل التي تعتبر المعقل الرئيسي للتنظيم وتربطه بمدينة الرقة في سوريا، ستكون انتصارا مهما.

ويحذر خبراء من أن أي معركة لاستعادة الموصل ستكون صعبة، بسبب الأعداد الكبيرة للجهاديين والمدنيين، إضافة إلى أن التنظيم أقام خطوطا دفاعية. وفي العراق كما في سوريا، تشن طائرات التحالف الدولي بقيادة واشنطن غارات ضد مواقع الجهاديين منذ صيف العام 2014.

وبالتزامن مع التطورات الميدانية، يلتقي وزير الخارجية الأميركي جون كيري الخميس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بهدف تقريب مواقف البلدين من تسوية النزاع السوري ومستقبل الرئيس بشار الأسد. والتقى كيري صباحا نظيره الروسي سيرجي لافروف وبحثا النزاع في سوريا. وتضغط القوى الكبرى وخصوصا الولايات المتحدة وروسيا لإنجاح المفاوضات حول سوريا، وفرضت هدنة تستثني الجهاديين لا زالت سارية منذ 27 فبراير الماضي.

وتختتم اليوم الجولة الراهنة من المفاوضات في جنيف من دون تحقيق أي تقدم ملموس وفق اعتراف كافة الأطراف. ويشكل مستقبل الأسد نقطة خلاف جوهرية، إذ تطالب الهيئة العليا للمفاوضات برحيله مع بدء المرحلة الانتقالية فيما يصر الوفد الحكومي على أن مستقبله يتقرر فقط عبر صناديق الاقتراع.

وينص القرار 2254 الصادر عن مجلس الأمن على تشكيل حكومة تضم ممثلين عن المعارضة والحكومة خلال ستة أشهر، وصياغة دستور جديد، وإجراء انتخابات خلال 18 شهرا، ولا يتطرق إلى مصير الأسد.

وقال مصدر مقرب من الوفد الحكومي السوري إن الموفد الدولي الخاص ستافان دي ميستورا قدم وثيقة للوفود تتضمن 12 نقطة تتوافق عليها الأطراف السورية كافة، وتتضمن رفض الإرهاب و”سيادة سوريا غير منقوصة على كافة الأراضي السورية”، ورفض أي تدخل خارجي، وتطبيق القرار 2254. والتقى دي ميستورا اليوم كلا من الوفد الحكومي السوري ووفد الهيئة العليا للمفاوضات. ومن المقرر أن يتحدث دي ميستورا عند الساعة 18.00 بتوقيت جنيف (17.00 تغ) في جنيف ليقيم حصيلة جولة المفاوضات هذه، وهي واحدة من ثلاث جولات ومن المقرر استكمالها الشهر المقبل، من دون تحديد موعدها رسميا.

وقال جورج صبرا عضو وفد الهيئة العليا للمفاوضات “لمسنا عدم وجود شريك جدي في هذه المفاوضات وقال نأمل العودة في بداية الأسبوع الثاني من أبريل إلى الجولة المقبلة”.

صحيفة العرب اللندنية