تأتي تفجيرات بروكسل، في وقت تحتضن فيه أوروبا آلاف اللاجئين السوريين والعرب الذين فرّوا إليها من موت ممنهج، صنعته أنظمة القمع والاستبداد العربي، وتمارسه بوحشية ضد الحجر والبشر، فلم ترحم نيرانه كائنًا حيًّا، ولم تستثنِ قذائفه معالم حضارية، شيّدت على مر التاريخ بتعاقب الأجيال.
وفي لحظات حاسمة، تسعى فيها دول أوروبية كثيرة، وغيرها من الدول المستضيفة للاجئين، إلى تحسين ظروفهم وتأهيلهم للاندماج في مجتمعاتهم الجديدة، وتيّسر لهم أسياسات الحياة، من سكن وتعليم وصحة وخدمات، وتدعوهم إلى المضي في دروب الحياة والانسجام فيها، بعد أن استنزفهم القمع وتقييد الحريات في الوطن العربي، وأرهقتهم الحروب المشتعلة فيه.
غير أن حدثًا جللًا مثل تفجيري بروكسل يقلب حياة اللاجئين العرب، رأساً على عقب، ويضعهم أمام عقبةٍ، يصعب تجاوزها، في حين أنهم استطاعوا أن يتجاوزوا عقبات ومشكلات عديدة تواجههم في بلاد اللجوء، وستخفق قلوبهم قلقًا لما جرى، ذلك لأن إصبع الاتهام، وقبل أي يثبت، يوجه للإسلام، ومع كل ومضة انفجار، تهوي أقدامهم وتخور قواهم، لعلمهم المسبق بأنهم هم من سيدفع الثمن، وهم الضحية التي سيصب على رأسها جام غضب الغاضبين، وسيعانون من التضييق على حياتهم وتحركاتهم، ومن النظرة السلبية والاضطهاد الاجتماعي من بعض مواطني الدول المستضيفة، وسينفض عنهم وعن قضايانا العربية والإسلامية كثيرون من المتضامنين والمتعاطفين، وسيعلو في المؤسسات الرسمية صوت الانتقام والحلول العسكرية المتعصبة على صوت العقل والسلام في التعاطي مع كل ما يخص الإسلام والعالم العربي، وسيخضع اللاجئون الذين يبذلون كل جهد في سبيل الحصول على حياة أفضل لإجراءات تعسّفية، وسيتعامل معهم بطريقة أمنية بحتة. وبمنطق الشك والريبة من أي تصرف يصدر منهم حتى، وإن كان عفوياً أو بنياتٍ حسنة، وسيضيق الخناق عليهم، مع اتخاذ إجراءات حازمة لمنع تدفقهم من الحدود التي سوف تغلق بإحكام في وجوههم، ما يعني مواجهة اللاجئين مزيدًا من المعاناة والمصاعب، نتيجة تفرد عصابات التهريب وتجار البشر فيهم الذين لا يتورّعون في مساومتهم على كل شيء، حتى كرامتهم وشرفهم..!
فهل فكَّر العقل المدبر لهذا الهجوم، ومنفذوه، بالمآسي التي يتسبب بها قتل بضعة عشر مدنياً آمنًاً في مكان مدني، لا هو ساحة حرب ولا ميدان قتال، يقدم خدماته لكل البشر على حد سواء، وأي كرامة مرجوّة من قتل البشر باستهتار مبتذلٍ ترفضه كل الأديان، وتتبرأ منها المشاعر الإنسانية والضمائر الحية؟ وبأي منطقٍ، يحكم عليهم بالموت لمصادفة وجودهم في المكان المستهدف، من دون أي مراعاة لدينهم أو أفكارهم، أو مرجعياتهم وأصولهم، فقد يكون منهم المسلم الموحد، وقد يكون فيهم المناصر للاجئين العرب والمتضامن مع قضايا المسلمين.
تلك التفجيرات يتكاثر فيها الموت من دون رادع، ويعم الخوف من دون حد، ويَغرق العالم في مستنقع مشؤوم من الانتقام، يدّعي كل طرف فيه الحق لنفسه، ويتربع المَدنيون على عرش الخسارة فيه، وهم الذين لا ناقة لهم في هذه الصراعات الملعونة ولا جمل، وهم وحدهم على طرفي النقيض من يدفع الثمن دائماً.
وفي لحظات حاسمة، تسعى فيها دول أوروبية كثيرة، وغيرها من الدول المستضيفة للاجئين، إلى تحسين ظروفهم وتأهيلهم للاندماج في مجتمعاتهم الجديدة، وتيّسر لهم أسياسات الحياة، من سكن وتعليم وصحة وخدمات، وتدعوهم إلى المضي في دروب الحياة والانسجام فيها، بعد أن استنزفهم القمع وتقييد الحريات في الوطن العربي، وأرهقتهم الحروب المشتعلة فيه.
غير أن حدثًا جللًا مثل تفجيري بروكسل يقلب حياة اللاجئين العرب، رأساً على عقب، ويضعهم أمام عقبةٍ، يصعب تجاوزها، في حين أنهم استطاعوا أن يتجاوزوا عقبات ومشكلات عديدة تواجههم في بلاد اللجوء، وستخفق قلوبهم قلقًا لما جرى، ذلك لأن إصبع الاتهام، وقبل أي يثبت، يوجه للإسلام، ومع كل ومضة انفجار، تهوي أقدامهم وتخور قواهم، لعلمهم المسبق بأنهم هم من سيدفع الثمن، وهم الضحية التي سيصب على رأسها جام غضب الغاضبين، وسيعانون من التضييق على حياتهم وتحركاتهم، ومن النظرة السلبية والاضطهاد الاجتماعي من بعض مواطني الدول المستضيفة، وسينفض عنهم وعن قضايانا العربية والإسلامية كثيرون من المتضامنين والمتعاطفين، وسيعلو في المؤسسات الرسمية صوت الانتقام والحلول العسكرية المتعصبة على صوت العقل والسلام في التعاطي مع كل ما يخص الإسلام والعالم العربي، وسيخضع اللاجئون الذين يبذلون كل جهد في سبيل الحصول على حياة أفضل لإجراءات تعسّفية، وسيتعامل معهم بطريقة أمنية بحتة. وبمنطق الشك والريبة من أي تصرف يصدر منهم حتى، وإن كان عفوياً أو بنياتٍ حسنة، وسيضيق الخناق عليهم، مع اتخاذ إجراءات حازمة لمنع تدفقهم من الحدود التي سوف تغلق بإحكام في وجوههم، ما يعني مواجهة اللاجئين مزيدًا من المعاناة والمصاعب، نتيجة تفرد عصابات التهريب وتجار البشر فيهم الذين لا يتورّعون في مساومتهم على كل شيء، حتى كرامتهم وشرفهم..!
فهل فكَّر العقل المدبر لهذا الهجوم، ومنفذوه، بالمآسي التي يتسبب بها قتل بضعة عشر مدنياً آمنًاً في مكان مدني، لا هو ساحة حرب ولا ميدان قتال، يقدم خدماته لكل البشر على حد سواء، وأي كرامة مرجوّة من قتل البشر باستهتار مبتذلٍ ترفضه كل الأديان، وتتبرأ منها المشاعر الإنسانية والضمائر الحية؟ وبأي منطقٍ، يحكم عليهم بالموت لمصادفة وجودهم في المكان المستهدف، من دون أي مراعاة لدينهم أو أفكارهم، أو مرجعياتهم وأصولهم، فقد يكون منهم المسلم الموحد، وقد يكون فيهم المناصر للاجئين العرب والمتضامن مع قضايا المسلمين.
تلك التفجيرات يتكاثر فيها الموت من دون رادع، ويعم الخوف من دون حد، ويَغرق العالم في مستنقع مشؤوم من الانتقام، يدّعي كل طرف فيه الحق لنفسه، ويتربع المَدنيون على عرش الخسارة فيه، وهم الذين لا ناقة لهم في هذه الصراعات الملعونة ولا جمل، وهم وحدهم على طرفي النقيض من يدفع الثمن دائماً.
محمد ريان
صحيفة العربي الجديد