أعلن مؤسس حزب” يابلوكا” الروسي المعارض غريغوري يافلينسكي عن عودته للمشهد السياسي بعد اعتزاله لسنوات، ونيته خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، معبرا عن ثقته بالفوز على الرئيس فلاديمير بوتين، رغم ارتفاع شعبية الأخير التي وصلت وفق استطلاعات رأي إلى 80%.
وكان يافلينسكي صرح لوسائل إعلام محلية بأنه لا يستبعد دعوة بوتين لانتخابات رئاسية مبكرة، مستغلا شعبيته العالية قبل أن تبدأ بالتدهور ويتغير المزاج العام في غير صالحه بسبب التردي السريع للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في روسيا.
وانتقد الرجل سياسة بوتين بشكل مباشر عبر الدعوة لعقد مؤتمر دولي حول شبه جزيرة القرم لإيجاد تسوية وفقا للقوانين الدولية “كي لا يسجل على روسيا أنها احتلت هذه المنطقة بالقوة”.
يُذكر أن يافلينسكي حاصل على درجة الدكتوراه بالاقتصاد، وسبق أن شغل منصب نائب رئيس الوزراء في بدايات تسعينيات القرن الماضي، ثم أنشأ حزب “يابلوكا” عام 1995، وخاض انتخابات رئاسية عام 1996 لكنه لم يحصد أكثر من 7.4% من الأصوات.
وهو يعد من قادة التيار الليبرالي الذي نشط في عهد الرئيس الراحل بوريس يلتسين، وكان له دور في تحويل روسيا لاقتصاد السوق واعتماد سياسة الخصخصة التي رافقتها الكثير من شبهات الفساد. ومع التحولات التي شهدتها البلاد، سرعان ما انحدرت شعبية الأحزاب الليبرالية التي يعتبرها الكثيرون من الروس وكيلا للسياسات الغربية.
مخلص وذكي
يعتقد فالنتين كولاكوف (سكرتير المكتب السياسي لحزب “باراناس” المعارض) أن “روسيا بحاجة لأشخاص أذكياء ومخلصين من أمثال يافلينسكي، فهو شخصية سياسية فذة قدمت لروسيا الكثير خلال مرحلة البروسترويكا التي بدأت في ثمانينيات القرن الماضي، وساهم في تحوّل روسيا لاقتصاد السوق وحماية الملكية الخاصة وإشاعة الديمقراطية والحرية”.
لكنه عبر في الوقت نفسه عن قناعته بأن حظوظ الأحزاب الليبرالية في الانتخابات البرلمانية القادمة والرئاسية تبقى ضعيفة “نظرا لسياسات تكميم الأفواه واحتكار الفضاء الإعلامي لصالح السلطة”.
وأشار كولاكوف بهذا الصدد إلى “عوامل عديدة تعيق ظهور معارضة قوية مثل الحصار المالي وعدم السماح بتشكيل تحالفات بين الأحزاب والقيود على تنظيم المظاهرات، بالإضافة إلى حملات تخوين المعارضة بالإعلام الروسي من حين لآخر، لدرجة قد تصل للتشهير بقادتها في جوانب تمس حياتهم الشخصية، كما حدث مع رئيس حزب (باراناس) رئيس الوزراء السابق ميخائيل كسيانوف”.
وكلاء الغرب
في المقابل، يرى عضو مجلس الدوما فالنتين فيودروف أن عودة يافلينسكي للواجهة السياسية، مسعى أميركي جديد بعد أن استنفدت واشنطن ما لديها من وسائل، وبعد أن احترقت جميع الأوراق التي حركتها لزعزعة الاستقرار داخل روسيا.
وأضاف أن الولايات المتحدة والغرب عموما يسعى لإيصال سياسيين موالين له إلى مناصب عليا، واستنساخ التجارب الأوكرانية والجورجية في روسيا “والدور الموكل ليافلينسكي هو قيادة الطابور الخامس الروسي، وذلك بتنسيق وثيق مع السفير الأميركي في موسكو“.
وأضاف فيودروف أن “الولايات المتحدة لا تريد لروسيا أية أدوار قيادية بالسياسة الدولية، وإنما تريدها دولة تابعة وضعيفة تدور في الفلك الأميركي، لهذا فهي تقدم الدعم المالي والسياسي للمعارضة المأجورة وتحرك الثورات الملونة على غرار دعمها لـ محمد البرادعي في مصر وللقوميين في أوكرانيا“.
وأوضح أن شعارات يافلينسكي المرفوعة مثل “القرم ليس روسيا، روسيا تحتل القرم” يراد منها استرضاء الغرب ونيل الدعم المادي منه ومن ثم استغلاله في شراء ذمم سياسيين وعسكريين روس، ولكن الشعب الروسي يفهم ويعلم أن نداءات المعارضة تهدف لشق الصف الوطني، ودعواته لن تجد آذانا صاغية.
افتكار مانع
الجزيرة نت