خسر تنظيم الدولة الإسلامية أولى معاركه في سوريانهاية يناير/كانون الثاني الماضي عندما فقد السيطرة على مدينة عين العرب (كوباني) شمال حلب بعد معارك دامت لنحو أربعة أشهر ضد وحدات حماية الشعب الكردية والمعارضة المسلحة وطيران التحالف الدولي، ومازال التنظيم يخسر نفوذه في الشريط الحدودي مع تركيا ضمن الرقة والحسكة، ما يعني دخوله في مرحلة الانكماش بعد التمدد.
ويشهد العام الحالي مزيدا من خسائر تنظيم الدولة، طورا لحساب النظام وآخر لحساب قوات المعارضة، حيث خسر مطار كويرس العسكري في ريف حلب الشرقي وعشرين قرية في محيطه، كما خسر مدينة الشدادي جنوب الحسكة في فبراير/شباط، ثم تراجع في ريف حمص الشرقي من مدينة تدمرمطلع الشهر الحالي، ومن مدينة القريتين قبل أسبوع.
وفي منطقة حوض اليرموك بريف درعا الغربي، سيطرت المعارضة المسلحة على تسع قرى وبلدات، بعد معارك مع فصيلي حركة المثنى وشهداء اليرموك، اللذين تتهمهما المعارضة بالولاء لتنظيم الدولة.
العامل البشري
وقبل يومين، شهد ريف حلب الشمالي الحدودي مع تركيا خسارة تنظيم الدولة بلدة الراعي، وذلك بعد معارك مع قوات المعارضة.
ويرى الناطق باسم الجبهة الشامية التابعة للمعارضة العقيد محمد الأحمد أن خسائر التنظيم المتتالية تعود إلى حالة الضعف التي أصابت مخزونه البشري وقلة أعداد مقاتليه، وكذلك بسبب ضعف الحاضنة الشعبية في مناطق نفوذه جراء التضييق الذي يمارسه ضد المدنيين.
ويضيف الأحمد -في حديث للجزيرة نت- أن الأسلحة التي حصلت عليها المعارضة وباتت تستخدمها ضد تنظيم الدولة أصبحت أكثر تفوقا، وأن الطيران الدولي بات يدعمها، كما حظيت بتغطية من المدفعية التركية في ريف حلب الشمالي.
ويقول الباحث الإستراتيجي اللواء مأمون أبو نوار للجزيرة نت إن تنظيم الدولة دخل في حالة تقلص النفوذ، وهذا يمكن رده إلى عوامل جغرافية وأيديولوجية وميدانية، فالتنظيم يعتبر مناطق سيطرته بسوريا والعراق منطقة واحدة وينسحب من مكان ليضرب في آخر، فخروجه من ريف حمص الشرقي كان لتعزيز معاركه في ريف درعا الغربي ومنطقة القلمون الشرقي بريف دمشق، حيث سيطر على نقاط تابعة للنظام بمحيط مطاري السين والضمير.
ويضيف أبو نوار أن الطيران لعب دورا مهما في تقليص نفوذ التنظيم، سواء الطيران الروسي الذي أفقده السيطرة على القريتين وتدمر، أو طيران التحالف الذي أفقده مساحات واسعة في شمال حلب والحسكة. ويرى أن استهداف آبار النفط التي يستخدمها التنظيم لتمويل نفسه واستهداف قياداته البارزة أضعف كثيرا من قدراته، مما دفعه إلى تحريك مقاتليه على قلتهم باتجاهات متعددة ليوهم خصومه بوجود الكثير منهم.
ويعتبر الباحث الإستراتيجي أن المعركة القادمة ضد التنظيم ستكون في منبج والباب بريف حلب من أجل عزل إحدى أهم مدنه في سوريا وهي الرقة، ويقول إنه حتى لو هُزم التنظيم فلن تستقر المنطقة لأنالعدالة في سوريا والعراق ما زالت غائبة، ما يدفع مزيدا من الشباب للتشدد أو الانضمام للتنظيم
محمد كناص
الجزيرة نت