ورغم إعلان روسيا خفض قواتها في سوريا، ومع ملاحظة انخفاض عدد طلعاتها الجوية بعد إعلان الهدنة في نهاية فبراير/شباط الماضي، فقد أدخلت أسلحة جديدة في المعركة، خاصة منها المروحيات.
كما أن روسيا أدخلت لأول مرة المروحية الهجومية “مي 28” المعروفة باسم صائد الليل، وهو ما وفر لقوات النظام السوري والمليشيات الموالية لها غطاء جويا.
كثافة نارية
وأوضح الخبير العسكري فايز الأسمر أن تلك المروحيات تمتلك إمكانات نارية هائلة وتطير في تشكيلات من أربع مروحيات تغطي كيلومترين مربعين، وهو ما يؤثر على الروح المعنوية للمقاتلين الخصوم. كما أنها تقاتل بطريقة جديدة لم يسبق أن استعملتها الطائرات المروحية التابعة لجيش النظام السوري.
وقال الأسمر -للجزيرة نت- إن روسيا استخدمت تلك المروحيات في معارك الرقة (شمال شرقي سوريا) والبادية خاصة، لأنها مروحيات دعم ناري تشارك المشاة في الهجوم وتشرف على أرض المعركة.
وأضاف أن تلك المروحيات تفوق تماما مروحيات النظام السوري القديمة التي انتهى عمليا عمرها، ومهمتها فقط حمل أسلحة غير موجهة من براميل متفجرة وأسطوانات غاز.
ويتوقع الأسمر أن حوالي ثلاثين مروحية روسية تشارك الآن في العمليات العسكرية في سوريا. وقال إن من أهداف روسيا من إرسال حدث مروحياتها الهجومية عرض ميزات تلك المروحيات لإيجاد سوق عالمية لترويجها.
الميزات الفنية
ووفق الصحفي المتخصص في الشؤون العسكرية راني الجابر، فإن مروحيات “كا 52” تتميز بحمولة تسليح تفوق ما تحمله مروحيات النظام، وأوضح أنها تعمل أساسا ضد الدروع، كما أنها مدرعة بشكل جيد ومزودة بأجهزة تشويش على صواريخ أرض جو المحمولة على الكتف.
وأضاف الجابر أن الإلكترونيات المتقدمة التي تحملها والتجهيزات البصرية المركبة عليها تسمح لها بالعمل ليلا ونهارا، مما يمنحها فعالية أكبر في ساحة المعركة، خاصة بالتنسيق مع الطائرات المسيرة التي تؤمن لها الاستطلاع قبل الاشتباك.
أما المروحية الهجومية “مي 28” فتعتبر أحدث مروحيات الجيش الروسي، وتتميز بالقدرة على العمل الليلي نظرا تجهيزها بمعدات الملاحة المتطورة وأجهزة الرؤية الليلية. ووفق الجابر فإن هذه المروحية تتشابه من ناحية الحمولة مع مروحيات “كاموف 52” في نوعيات الأسلحة و الذخائر.
“الغزال” الفرنسية
والحدث الذي مر مرور الكرام إعلاميا هو استخدام الجيش السوري -لأول مرة منذ عام 1973- مروحيات “غازيل” (Gazelle) أو الغزال الفرنسية الصنع، حيث شوهدت وهي تقوم بتدمير عربات لتنظيم الدولة الإسلامية بصواريخ موجهة.
ويعود استعمالها -وفق الخبير العسكري فايز الأسمر- إلى كونها مروحية خفيفة صغيرة سهلة المناورة بشكل كبير، وتتميز بقدرتها على تدمير الأرتال، والتخفي بسهولة في التضاريس الجغرافية، خاصة تلك الموجودة في محيط مدينة تدمر بريف حمص الشرقي التي استعادتها القوات النظامية السورية مؤخرا من تنظيم الدولة.
ووفق الأسمر، يوجد من تلك المروحيات ثلاثون تابعة للواء 86 في مطار المزة العسكري جنوب غربدمشق، ويطلق عليها لقب “الغزال” نظرا لحركتها المرنة.
وزجت روسيا بأحدث ما في ترسانتها العسكرية خلال معارك سوريا بهدف تحقيق مكاسب عسكرية وسياسية واقتصادية، بينما تبقى الأرواح البشرية التي تحصدها تلك الأسلحة أكبر بكثير مما يمكن حسابه.
فادي جابر
الجزيرة نت