معركة الحدود السعودية مع المتشددين: ما هو حجم التهديد؟

معركة الحدود السعودية مع المتشددين: ما هو حجم التهديد؟

0105-iraq-saudi-border_standard_600x400

اشتبكت مجموعة من المسلحين صباح الاثنين مع حرس الحدود السعودي بالقرب من مدينة عرعر السعودية، عبر الحدود مع محافظة الأنبار التي تسيطر عليها “الدولة الإسلامية” في العراق. وتمثل هذه المواجهة المميتة تهديدًا مثيرًا للقلق بالنسبة لحليفة الولايات المتحدة التي تعاني أساسًا من ارتفاع حدة التحديات التي تواجه أمنها الداخلي.

وقد خاضت المملكة العربية السعودية معركة طويلة ضد جهود تنظيم القاعدة لتقويض الملوك السعوديين المدعومين من الغرب، وتقويض دور العائلة الحاكمة هناك بوصفها حارسًا لأقدس المواقع الإسلامية. ولكن الآن، انضمت “الدولة الإسلامية” أيضًا إلى المعركة ضد الحكومة السعودية، وخاصةً منذ اجتياح قوات داعش للعراق قادمةً من سوريا العام الماضي، وانضمام المملكة العربية السعودية إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والهادف إلى هزيمة التنظيم المتشدد.

ودعت “الدولة الإسلامية” في وقت سابق أتباعها لمهاجمة ممثلي حكومة المملكة، ولا سيما قوات الأمن السعودية. وقال مسؤولون سعوديون الاثنين، إنهم لم يحددوا بعد ما إذا كان من قام بتنفيذ الهجوم الحدودي هم من مقاتلي “الدولة الإسلامية”، ولكن بعض الخبراء ليس لديهم الكثير من الشك حول هوية من نفذ هذا الهجوم.

وتقول لوري بلوتكين بوغاردت، وهي محللة سابقة في الاستخبارات الأمريكية متخصصة في شؤون دول الخليج، وتعمل الآن في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأوسط: “هذه حالة أخرى لهجوم إرهابي من قبل داعش ضد المملكة العربية السعودية، التي هي هدف هام لداعش؛ لأنها موطن لأقدس المدن في الإسلام، مكة المكرمة والمدينة المنورة”. وأضافت: “لسوء الحظ، وبسبب مكانتها هذه في الإسلام، وكذلك بسبب دور السعوديين في التحالف لمكافحة داعش، أعتقد أنه يمكننا أن نتوقع المزيد من مثل هذه الهجمات والجهود الرامية إلى تقويض الدولة السعودية خلال الأشهر المقبلة”.

وخلال اشتباكات صباح الاثنين، هاجمت مجموعة من المسلحين، يرتدي بعض أفرادها الأحزمة الناسفة، حرس الحدود السعودي بالقرب من مدينة عرعر السعودية، عبر الحدود مع محافظة الأنبار في العراق. وبحلول نهاية الاشتباكات، كان ثلاثة من حراس الحدود السعوديين وقائدهم قد لقوا مصرعهم، بالإضافة إلى أربعة مسلحين. هذا، وقام واحد على الأقل من المهاجمين بتفجير حزامه الناسف بعد إلقاء القبض عليه من قبل حراس الحدود السعوديين.

ويقول بعض المحللين الإقليميين إن الهجوم بدا أشبه بعمل متشددين ينتمون لتنظيم القاعدة؛ لأنه يشبه ذلك النوع من عمليات التسلل التي يتبعها عادةً متشددون من تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية على طول الحدود السعودية مع اليمن. ولكن بالنسبة لمحللين آخرين، مثل الدكتورة بوغاردت، هذا الهجوم من عمل متشددي “الدولة الإسلامية” بالتأكيد.

وبعيدًا عن مسألة من الذي نفذ العملية، هناك مسألة أخرى في غاية الأهمية، وهي كيفية استجابة السلطات السعودية لمثل هذه التهديدات. وعن هذا تقول بوغاردت إنه، وعلى الرغم من وجود درجة معينة من الدعم لـ”الدولة الإسلامية” داخل المؤسسة العامة والدينية السعودية، لم تظهر القيادة السياسية السعودية حتى الآن أيًا من مؤشرات الحذر والاستعداد الكافي تجاه تهديد “الدولة الإسلامية”، كتلك التي أظهرتها في الماضي تجاه نفوذ تنظيم القاعدة في المملكة.

وتقول الباحثة: “تنظر السلطات السعودية إلى داعش بمثابة تهديد إرهابي، وتتخذ خطوات هامة للتعامل مع هذا التهديد، وتقوم بتعبئة المجتمع السعودي من خلال وسائل الإعلام والمؤسسة الدينية لصد تأثير التنظيم”. وتضيف: هذا نهج مختلف جدًا عن ذلك النهج الذي اتخذته السلطات تجاه القاعدة ودعمها في المملكة”.

وفي السنوات التي تلت هجمات 9/11 المنفذة إلى حد كبير من قبل مواطنين سعوديين، نظرت القيادة السياسية السعودية إلى تنظيم القاعدة على أنه “تهديد وجودي” بسبب الدعم الذي كان يتمتع به داخل المؤسسة الدينية والجمهور المحلي، وفقًا لبوغاردت. ولكن، وعلى الرغم من تقديم المجتمع السعودي بعض الدعم لداعش، “الوضع اليوم مختلف تمامًا”.

ويوحي هذا الاختلاف، وفقًا لبوغاردت، بأنه، وفي الوقت الذي قد يستمر فيه نشطاء “الدولة الإسلامية” في تشكيل تهديد أمني للمملكة العربية السعودية، يبقى احتمال إثارة داعش لعدم الاستقرار السياسي داخل المملكة أقل من ذاك الذي شكله تنظيم القاعدة في الماضي.

كريستيان ساينس مونيتور – التقرير

http://goo.gl/9AYIe9