بعد أن عاشت تونس في الشهرين الماضيين فترة انتخابية تشريعية ورئاسية تاريخية فاز إثرها حزب “نداء تونس” بأغلبية المقاعد في البرلمان واختير مؤسس الحزب الباجي قائد السبسي رئيسا للجمهورية، أعلن أمس عن تكليف الحبيب الصيد بتشكيل الحكومة التي ستخلف حكومة مهدي جمعة.
الحبيب الصيد (66 عاما)، الذي يوصف بأنه “مهندس الأمن والاقتصاد”، من مواليد مدينة سوسة الساحلية. ويُقدم الصيد كشخصية سياسية مستقلة (دون أي انتماء معلن لحزب معين) رغم أنه تولى مهمات رسمية كثيرة في عهد النظام السابق كان من أهمها منصب مدير ديوان وزير الداخلية من 1997 إلى 2000.
وشغل الحبيب الصيد منصب وزير الداخلية في حكومة الباجي قائد السبسي خلال 2011، ثم مستشارا خاصا مكلفا بالشؤون الأمنية في حكومة الترويكا الأولى (ائتلاف حركة النهضة والمؤتمر من أجل الجمهورية والتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات برئاسة حمادي الجبالي عام 2012).
والصيد مهندس عام وحاصل على الإجازة في العلوم الاقتصادية بكلية الحقوق والعلوم الاقتصادية بتونس وعلى شهادة مهندس زراعي في اختصاص الاقتصاد الفلاحي من جامعة مينيسوتا بالولايات المتحدة الأميركية.
وترأس الصيد العديد من الخطط الإدارية في وزارة الزراعة التونسية منذ 1979 إلى 2003 ليتولى في 2004 منصب المدير التنفيذي للمجلس الدولي لزيت الزيتون.
قد يكون اختيار الصيد رئيسا لحكومة ما بعد الانتخابات التشريعية (26 أكتوبر) التي فازت فيها حركة نداء تونس بـ86 مقعدا من بين 217 نائبا بمجلس نواب الشعب متقدما على صاحب الأغلبية السابقة في “المجلس الوطني التأسيسي” حزب “حركة النهضة” الإسلامية التي جاءت في المرتبة الثانية بـ 69 نائبا، مرده خبرة الرجل في موضوعين أساسيين بالنسبة إلى تونس، هما الاقتصاد والأمن.
فالرجل صاحب اختصاص في الاقتصاد الفلاحي وخبر المواضيع الأمنية خلال فترتين متناقضتين، هما فترة ما قبل الثورة التي كان لوزارة الداخلية شأن كبير في تحديد السياسات، وفترة ما بعد الثورة مع حكومتين مختلفتين عندما كانت الأوضاع مضطربة.
الحبيب الصيد ليس له انتماء سياسي واضح قد يشجع منافسي “نداء تونس” على دعمه بعدما وجهت إلى النداء تهم “التغول” بعد النجاح في الانتخابات والتمكن من رئاسة مجلس نواب الشعب.
نقلا عن صحيفة العرب