الاقتصاد العالمي يسبح ضد التيار في مواجهة الأزمات المحتملة 2015

الاقتصاد العالمي يسبح ضد التيار في مواجهة الأزمات المحتملة 2015

imagesمن المتوقع أن يكون الأداء الاقتصادي في العام 2015 أفضل من سابقه حتى في ظل ما يعتري أسعار النفط وأسواق الأسهم من قلق ورغم انتشار وباء الإيبولا وتعنت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وسباحته عكس التيار العالمي وازدياد نشاط الحركات الإرهابية .
ويؤكد تقرير نشرته مجلة “بزنس ويك” أن اقتصاد غرب أوروبا سوف يبدأ في العودة إلى مستوياته الطبيعية كما هو الحال مع اليابان التي ستستعيد بعض انتعاشها، ويبدو أن الصين ستشهد نمواً هو الأكثر بطئاً لها منذ العام ،1990 وفي غضون كل ذلك فإن هنالك ما يبعث على الشعور بالتفاؤل مثل مؤشرات الانتعاش الكبير الذي شهده قطاع صناعة السيارات الترفيهية شمالي ولاية إنديانا، حيث قال “ديرالد بونتراغر” رئيس اتحاد قطاع السيارات الترفيهية إنهم يشهدون انتعاشاً ملحوظاً . كما توقع “بونتراغر” أن يحقق القطاع مبيعات قياسية في العام 2015 وفي 2016 بسبب انتعاش سوق العمل بالولايات المتحدة واستمرار تدني أسعار الفائدة .
وليس هنالك تأكيدات على استمرار الأوضاع الجيدة في ولاية إنديانا التي تعتبر مركزاً لصناعة السيارات الترفيهية . ويبدو أن الولايات المتحدة ككل تميل لأن تكون في الأغلب المحرك الرئيسي للنمو العالمي في العام ،2015 حيث تنشط بولاية داكوتا الشمالية أعمال إنتاج النفط الصخري، بينما تغرق سياتل في الطلب المتزايد لطائرات بوينغ، وفي الاقتصادات المتقدمة يبقى مصدر قلق كبير، ولن تتمكن الأسواق الناشئة من النمو بالسرعة التي عهدتها من دون التضخم .
وفقاً لآخر توقعات صندوق النقد الدولي فإن الوضع في أمريكا الجنوبية سيكون فوضويا بقيادة كل من الأرجنتين وفنزويلا وبعدهما البرازيل . كما سيتسم أداء روسيا ودول غرب أوروبا بالضعف . كما تبدو دول أمريكا الشمالية الثلاث في وضع اقتصادي متين . ومن المتوقع أن تشهد دول جنوب وشرق آسيا القدر الأكبر من معدلات النمو كما هو الحال مع العديد من مناطق القارة الإفريقية التي بدأت في الانطلاق على نحو بطيء .
ويمكن تلخيص مشهد الاقتصاد العالمي في أنه سيستغرق وقتاً أطول من المتوقع للتعافي من انفجار فقاعة الديون التي شهدها العقد الماضي . فقبل ثلاث سنوات توقع صندوق النقد الدولي أن الاقتصاد العالمي سيعود إلى مستوياته الطبيعية بحلول العام 2015 بنسبة نمو تبلغ 8 .4 في المئة . وكانت الولايات المتحدة هي أكثر الدول التي حققت توقعات الصندوق . وكانت أكثر الدول التي ذهبت خلافاً لتيار التوقعات البرازيل وروسيا والهند والصين علاوة على بعض أجزاء من الشرق الأوسط وأوروبا واليابان .
توقعات صندوق النقد
وضيق صندوق النقد الدولي إطار توقعاته للعام 2015 بأن يكون النمو العالمي بنسبة 2 .3 في المئة و1 .3 في المئة للولايات المتحدة العام المقبل و3 .1 في المئة بمنطقة اليورو مقابل 8 .0 في المئة في اليابان . وتوقع الصندوق أن تبلغ نسبة النمو في الصين 1 .7 في المئة وهو المعدل الأقل لها خلال ال 15 سنة الماضية . وكان التباين الكبير في نسب النمو بين الاقتصادات الأربعة الكبرى وهي الولايات المتحدة والصين واليابان ومنطقة اليورو هو ما أشار إليه وزير الخزانة الأمريكي “جاكوب ليو” في أكتوبر/تشرين الأول الماضي حينما ذكر لوكالة “بلومبيرغ”: “يجب أن تتحرك كافة الإطارات الأربعة وإلا فإن السيارة لن تكون جيدة” .
صناع السياسات الاقتصادية
من المتوقع استمرار التنافر بين صناع السياسات الاقتصادية في العام 2015 وهو ما حدثت بعض من أمثلته أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حينما أعلن الاحتياطي الفدرالي أنه أنهى الجولة الثالثة من شراء السندات متخطيا إياها بيومين اثنين، وقال بنك اليابان إنه كان يوسع عمليات شراء السندات التابعة له . وتعتبر عملية شراء السندات أو ما يطلق عليها التسهيلات الكمية مصممة لرفع السعر السوقي للسندات، فحينما ترتفع الأسعار تنخفض مقابلها الإنتاجية بجانب أسعار الرهن والقروض الأخرى التي تهم المستهلكين والأعمال التجارية . وربما يبدأ البنك المركزي الأوروبي العام القادم في التيسير الكمي الخاص به وسط اعتراضات البنك الاتحادي الألماني . وكتب أحد الخبراء الاقتصاديين ب “باركليز” قائلاً: “تظل تلك الاحتمالات هي توقعاتنا لبداية العام الجديد” .
منطقة اليورو
وربما تشتد عمليات الشد والجذب العام القادم فيما يتعلق بقضايا الضرائب والإنفاق خصوصاً بمنطقة اليورو، حيث تتواجه فرنسا وإيطاليا من جهة مع ألمانيا في مسألة حجم العجز في ميزانياتهم . وسمحت المفوضية الأوروبية ببروكسل لكل من الدولتين بالتوسع في عجز ميزانياتها خلافاً لما هو سائد بقانون الاستقرار، إلا أن المفوضية حذرت دول منطقة اليورو الأخرى من أنه سيتم إجراء تقييم دقيق للأوضاع منتصف شهر نوفمبر / تشرين الثاني . ويحد إصرار ألمانيا على تبني سياسة التقشف من النمو الاقتصادي المرجو لدول المنطقة .
هنالك بعض الأمور التي يمكن اعتبارها حتمية الحدوث في العام 2015 كاستمرار ظاهرة الانحباس الحراري، كما أن هنالك بعض الجوانب التي يكتنفها الغموض، فهل تؤدي الخلافات بين كل من روسيا والصين وجاراتهما إلى نشوب نزاع مسلح؟ وهل سيتفشى وباء إيبولا على نطاق واسع بغرب القارة الإفريقية؟ وهل تقوم الصين بإخماد الحركة الديمقراطية بهونغ كونغ؟ وهل ستؤدي الانتخابات البريطانية شهر مايو / أيار المقبل إلى زيادة الضغط عليها للانسحاب من الاتحاد الأوروبي؟ ويكفي أن يتحقق احتمال واحد مما ذكر لجعل العام 2015 كارثياً .
يُعد الإنفاق الرأسمالي من أكثر القطاعات تقلباً في الاقتصاد وهو في الأغلب من يقوم بتحويل التدهور المالي إلى الصعود المفاجئ في الأسواق المالية . وقال محللون إن هنالك طلباً متزايداً على تقنيات التنقيب والتعدين والطب وطائرات الركاب ذات الكفاءة العالية . وتظهر المنافسة بين كل من “بوينغ” وغريمتها الأوروبية “ايرباص” على إنتاج طائرات ذات استهلاك منخفض للوقود بعضاً من أشكال النمو في التنافسية بين كبرى الشركات في العالم .
رفع معدل الفائدة
إن أكثر الجوانب غموضاً في التوقعات الخاصة بالاقتصاد الأمريكي، هي أن يكون 2015 هو العام الذي يبدأ فيه الاحتياطي الفدرالي أخيراً في رفع معدل أسعار الفائدة التي انحصرت منذ نهاية العام 2008 بين صفر في المئة و25 .0 في المئة . وينظر إلى أدنى معدلات الفائدة تاريخياً على أنها كانت إجراء احتياطياً خلال الأزمة المالية العالمية، بينما لم يتبين حتى الآن أن الاقتصاد قادر على الازدهار بدون تلك المعدلات المنخفضة . ويرى منتقدو ذلك النهج أنه يضخم فقاعة الأصول وأن نسبة البطالة المنخفضة التي بلغت 9 .5 في المئة في سبتمبر / أيلول يمكن الحفاظ عليها بدون المخاطرة بتضخيم الأجور .
سعر الصرف
يمكن أن يكون لزيادة معدلات الفائدة أثر سلبي في النمو وسعر صرف العملة في العالم . ومن الممكن أن يؤدي ارتفاع أسعار الفائدة إلى جذب المزيد من الاستثمارات للولايات المتحدة مما يؤدي إلى تقوية سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل العملات الأخرى . وذلك على الأرجح لن يكون كافيا للإضرار بالتنافسية الأمريكية على نحو كبير، وحتى ومع الانتعاش الذي شهده الدولار مؤخرا فإنه يظل أقل قيمة مما كان عليه قبل عقد من الزمن . وإذا ما رفعت الولايات المتحدة أسعار الفائدة فيمكن لذلك أن يؤدي لأن تضطر دول كالهند والبرازيل اللتين تعانيان من معدلات تضخم كبيرة إلى رفع أسعار الفائدة للحفاظ على قوة عملتيهما وتجنب ارتفاع أسعار الواردات . وعلى جانب آخر يمكن لليابان وأوروبا اللتين لا يشكل التضخم مشكلة لهما قبول انخفاض قيمة عملاتهما وهو ما يؤدي إلى تشجيع الصادرات وزيادة معدلات النمو .
الكساد في الصين
تعاني الصين نوعاً خاصاً من الكساد، فمنذ العام 2012 ما زالت أسعار الجملة تنخفض فيها شهرياً على الرغم من تعهد الرئيس الصيني “زي جين بينغ” تبني نهج تنموي استهلاكي يحسن المستويات المعيشية في العملاق الآسيوي وهو السعي الذي واجه فشلاً ذريعاً . فوفقاً لبيانات البنك الدولي فقد بلغت نسبة استثمارات الأعمال العام الماضي 49 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي مقارنة ب 35 في المئة في العام 2000 وأدى الإنفاق الكبير على المصانع الجديدة والمعدات إلى إحداث فائض كبير في الإنتاجية ما شجع على هبوط الأسعار الذي أضر بربحيتها . وتعتبر الصين من البلدان الرئيسية في استيراد المواد الخام وهو ما يعني أن البطء في معدلات النمو في العام 2015 سيؤدي إلى استمرار تضرر اقتصادها علاوة على أمريكا اللاتينية وإفريقيا . ومن المرجع أن تحاول السلطات الصينية تقديم الدعم لقطاعات محدودة كالزراعة والمشاريع الصغيرة والمتوسطة .

مفاجآتها للعام الجديد
شركات التقنية تتنافس في تطوير شاشات الرأس
تستعد شركات التقنية الرئيسية في العالم لإطلاق مجموعة من تقنيات الشاشات الرأسية الخاصة بالواقع الافتراضي، في إطار سعيها إلى فتح سوق جديدة للألعاب الإلكترونية والبرمجيات الأخرى . وهذا رهان عمره أكثر من عشر سنوات من عمليات تطوير تقنيات الرسوميات الثلاثية الأبعاد وتطوير سرعة المجسات .
1- “سامسونغ”
تطلق شركة “سامسونغ” شاشة “غير في آر” التي تعمل ببرمجية “أوكيلاس ريفت” . وقد صممتها الشركة للعمل على أجهزة “غالاسكي نوت 4” كشاشة لأبجديتها . أما مزاياها الأخرى فتبقى أدنى بكثير مقارنة مع مواصفات شاشة “أوكيلاس ريفت” . ومن أبرز مكوناتتها الضمنية سنادة لمسية وزر المستعرضة الخلفي .
2- “فيس بوك”
اشترت شركة “فيس بوك” شركة “أوكيلاس ريفت” التي تعد محرك دفع تطوير أجهزتها الرأسية لقاء ملياري دولار في مارس/ آذار الماضي . وقد خضع منتجها بعد صفقة الشراء لتطوير متعدد المراحل . وأصبحت الشاشة المتطورة اليوم تزود حاملها طيفاً أوسع من الرؤية مقارنة مع منافساتها من الأجهزة الرأسية، فضلاً عن مجسات تعقب الحركة تقي معاقي الحركة من الزلات .
3- “مايكروسوفت”
تدعم شركة “مايكروسوفت” اليابانية الناشئة “فوف” التي ترجع لها الفضل في إبداع أول شاشة تعلق بالرأس وتراها العين . وتستعد “فوف” لإطلاق حملة ترويج مطلع العام الجديد لمنتجاتها الجديدة .
4- “غوغل”
نشرت شركة “غوغل” مواصفات لوحها الرأسي ذاتي الأداء الذي زودته بفتحة لوضع هاتف أندرويد فيها في موضع الشاشة . وتهدف هذه الخطوة إلى حض شركات تطوير وتصميم برمجيات الواقع الافتراضي على تطوير ألعاب تستطيع “غوغل” بيعها عبر مخزن تطبيقاتها .
5- “سوني”
تطور شركة “سوني” شاشة رأس تعمل مع منصات ألعابها “بلاي ستيشن 4″، و”بلاي ستيشن فيتا” المحمولة يدوياً . وتؤمن هذه الشاشة طيف رؤية أضيق من مثيلاتها “أوكيلاس ريفت” و”غير في آر”، لكنها كفيلة بتوفير تجربة مشاهدة غنية .

محمد العريان: الاقتصاد الأمريكي يواصل النمو بثبات
يتفرد بعض المحللين الأكثر شهرة ومتابعة برؤية ثاقبة إزاء ما يعتري اقتصاد العالم من تقلبات وتكتسب توقعاتهم قيمة أكبر من خلال مصداقيتها وتحقق القسم الأكبر منها على أرض الواقع .
وفيما يخص آفاق الاقتصاد العالمي لعام 2015 يقول محمد العريان الخبير الاقتصادي في شركة “بيمكو” لإدارة الثروات سابقاً وكبير الاستشاريين في مجموعة “اليانز” العالمية ان الاقتصاد الأمريكي سوف يستمر في الانتعاش في حين تستمر اقتصادات اليابان ومنطقة اليورو في المعاناة . ويستمر الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وبنك إنجلترا في تقليص حجم برامج التيسير الكمي بينما يتابع بنك اليابان والمركزي الأوروبي ضخ الأموال لتحفيز الاقتصاد . وإذا ما وضعنا هذه العوامل مجتمعة يجب أن نتوقع مستويات نمو خجولة وأسواقاً مضطربة وحركة تنقل سريعة في الرساميل الأجنبية .
المفاجآت غير السارة
وبالإضافة إلى تصعيد التوترات الجيوسياسية يرى العريان أن ما يهدد استقرار الاقتصاد العالمي هو الأزمات المفاجئة في أسواق الأسهم التي هي نتيجة حتمية لما هو سائد حالياً من ارتفاع درجة مخاطرة المستثمرين التي تستند إلى اعتقادهم بأن البنوك المركزية لا بد أن تتحرك لإنقاذ الاقتصادات المتعثرة، ليس لأن البنوك تحب الأسواق بل لكونها تستخدمها مطية لتنفيذ مآربها الاقتصادية . ولهذا السبب تشهد الأسهم تداولات أعلى من مستويات الضمانات الأساسية في دورة أسواق الأسهم . وهذا يعني أننا مقبلون على حركة تصحيح حادة كتلك التي شهدناها في مايو/أيار ويونيو/حزيران من عام 2013 وفي سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول من عام 2014 وهو ما يضر بآلية عمل الأسواق .
المفاجآت السارة
هناك أكوام وأطنان من النقد يتم استخدامها حتى الآن في عمليات دفاعية مثل إعادة شراء الأسهم وتوزيعات أرباح سخية وصفقات استحواذ واندماج مبالغ فيها . وإذا ما تحسنت الظروف وارتفعت درجة استعداد الشركات للمغامرة التي تعكسها استثماراتها في مصانع وتجهيزات جديدة، فسوف تمثل حركتها هذه عامل دفع أسطوري قد يتزامن مع محرك أسطوري آخر يوجده الإبداع التقني في مجالي الطاقة والتقنيات عموماً .
أوروبا تقف على قدميها
لا بد من الإشارة أولا إلى أن هناك خلطاً بين الحاجة للإنفاق و”الخزينة” . ألمانيا تملك الخزينة لكنها لا تؤمن بالحاجة إلى الإنفاق ولا تريد أن تنفق . واليونان بحاجة ماسة إلى الإنفاق لكنها لا تملك الخزينة . ثانيا، هناك نظام مالي مثقل بالديون ما يعوق مشاريع الاستثمار الجديدة . والقضية الأهم هي ارتفاع معدلات البطالة على المديين القريب والبعيد . والرؤية واضحة نظريا: فكلما طال زمن وجودك خارج سوق العمل كلما قلت فرصة حصولك على وظيفة . وفي شريحة الشباب يخشى في حال عدم الحصول على وظيفة بعد التخرج مباشرة من تحولك من عاطل عن العمل إلى “لا يصلح للعمل” .
الصين في أمان
الصين تواجه مخاطر طبعاً، لكنني لا أعتقد أن تلك المخاطر بالشدة التي يصورها أصحاب النظرة التشاؤمية . ولو نظرنا إلى الوراء لرأينا الكثير من صافرات الإنذار التي أطلقت حول الاقتصاد الصيني وفي كل مرة كانت الحكومة تتعامل مع المشكلة بحكمة وتغير سياساتها بما يتوافق مع متطلبات الحل .
أمريكا وانعدام المساواة
هناك ثالوث مرعب يقوم على انعدام المساواة في الدخل والثروات والفرص يحكم المجتمع الأمريكي . ولم يسبق لنا أن نشهد تضافر هذه العناصر الثلاثة بهذا الشكل مسبقاً . ويزداد اليقين بأن الفروق الفردية التي تلعب دور المحفز وتزكية روح المغامرة بين رجال الأعمال خاصة الشباب، تحولت إلى عقبة في وجه النمو .وتنعكس هذه القضية بجلاء في حقيقة أن 3% فقط من البشر يحققون نمواً مفرطاً في ثرواتهم على حساب 97% يجتهدون على تأمين الكفاف .
والحقيقة أن انعدام القدرة على كبح جماح الأزمة المالية العالمية ومعدلات البطالة المرتفعة على المدى البعيد، وبطالة الشباب، حتى أننا لم نعد قادرين على الاستثمار في تطوير أنظمة التعليم، وتراكم تعقيدات سوق العمل وبالتالي التعقيدات الاجتماعية، كلها عوامل عمقت الفروق الفردية وانعدام المساواة في الفرص لتتحول إلى مصدر قلق مرعب ليس فقط لهذا الجيل بل للأجيال القادمة . وهذا كله جديد على الولايات المتحدة التي تفخر بكونها المجتمع المثالي لتكافؤ الفرص .
لعبة البطالة وبيانات الوظائف
يقول العريان: لا أعتقد أن معدلات البطالة تعكس حقيقة ما يحدث في سوق العمل .فعندما يحافظ معدل البطالة على تدنيه وتبقى معدلات توظيف العمالة متدنية منذ عقود، وتبقى معدلات البطالة في أوساط الشباب مرتفعة جداً، من دون أن تتحسن معدلات الأجور فهذا يعني أننا في ورطة . من الضروري فعلاً اعتماد نظرة أكثر شمولية لمشكلة البطالة والوظائف . وما لم يتم تبني هذا النهج فسوف نخلص إلى الاستنتاج الذي توصلت إليه “جانيت يلين” رئيسة الاحتياطي الفيدرالي وهو أن التحسن في سوق العمل ليس قوياً بالمستوى الذي توحي به معدلات البطالة .
“فك الارتباط”
الاقتصاد الأمريكي يحقق الانتعاش لكن هل يمكنه الإقلاع وحيداً؟ هذا غير ممكن . نحن لا نملك القدرة على الطيران بعيداً عن عنصر الجاذبية الأرضية الذي تمثله مناطق العالم الأخرى . سيكون ذلك صعباً . يمكننا امتلاك زمام أمرنا وتحقيق معدلات نمو بين 5 .2 و3% ولكن إذا أردنا تحقيق معدلات أعلى، ونحن بحاجة ماسة لذلك، فلا بد من أن تسعفنا اقتصادات العالم في توفير عناصر الدفع المطلوبة رأسياً وأفقياً عند ذلك يمكن تحقيق المعجزات .

الأسواق الناشئة تناور حول الأزمة ولا تقع فيها
أكدت شركة “كابيتال إيكونوميكس” للدراسات الاقتصادية تبدد القلق بشأن الأزمة في الأسواق الناشئة وحددت عشرة عناصر رئيسية لملامح الاستثمار فيها عام 2015:
* تشهد الأسواق الناشئة خلال عام 2015 أزمات قطاعية أو مناطقية ولن تشهد أزمة شاملة كأن تعاني روسيا وغيرها من تدني أسعار النفط وتعاني تركيا من ارتفاع قيمة الدولار في حين تعاني دول أخرى من أعباء ديونها .
* تتراوح نسبة النمو حول 5 .4% في مجموعة دول “بريكس” هبوطا من 6% التي تحققت في سنوات ما قبل الأزمة .
* حالات الانكماش تبقى مؤقتة خاصة في أوروبا وآسيا بسبب تدني اسعار النفط، بينما تثير القلق في الدول المتقدمة .
* فيما يتعلق بأسعار الفائدة الأمريكية فقد كان أداء أسهم الأسواق الناشئة جيدا خلال جولتي التشدد النقدي الأمريكي السابقتين وسوف يكون أداؤها جيدا خلال عام 2015 خاصة بعد أن تم تعديل أوضاع العديد من عملات تلك الأسواق .
* قد تلجأ كل من نيجيريا وروسيا إلى جرعة تشدد في السياسة النقدية تفوق ما هو متوقع .
* ينبغي وضع النمو السريع في العمليات الائتمانية في كل من البرازيل وتايلاند وتركيا والصين تحت المراقبة الشديدة .
* معدل النمو في الاقتصاد البرازيلي قد لا يتعدى 1% خلال عام 2015 نظرا لتبني رئيسة البلاد “ديلما روزيف” سياسة نقدية ومالية محافظة جدا لكن الإصلاحات في جانب العرض ستكون بطيئة .
* سوف ينكمش الاقتصاد الروسي بنسبة 1% بسبب ضعف الروبل وتدني أسعار النفط والعقوبات الغربية .
* ستكون الاصلاحات التي ينفذها رئيس الوزراء الهندي”ناريندرا مودي” بطيئة وصعبة خاصة في مجال استحواذ الأراضي وسوق العمل .
* القطاع العقاري الصيني قد لا ينهار نظرا لتخفيف القيود عليه مؤخرا لكنه لن يحقق الانتعاش المطلوب .

اعداد: بنيمين زرزور
الخليج الاقتصادي
http://www.alkhaleej.ae/economics/page/2c329580-3b9b-4407-87ff-e21368dc021c