وقد التقى الوزير الجزائري كبار المسؤولين في النظام السوري بينهم الرئيس بشار الأسد، وترأس الجانب الجزائري في اجتماع لجنة المتابعة المشتركة بين البلدين.
ويقول رئيس حزب جبهة “الجزائر الجديدة” جمال بن عبد السلام إن زيارة الوزير مساهل تداركٌ من الجزائر لواجبها تجاه بلد شقيق تعرّض “لمؤامرة رهيبة”.
ويضيف بن عبد السلام في حديث للجزيرة نت أن الزيارة جاءت بعد زيارات عديدة لمسؤولين سوريين للجزائر بدأها رئيس مجلس الشعب السوري محمد جهاد اللحام ثم المفتي بدر الدين حسون ثم وزير الخارجية وليد المعلم.
ويعتقد أن الجزائر يمكن أن تلعب دورا محوريا في حل الأزمة السورية وإعادة الاستقرار والأمن إلى هذا البلد والمحافظة على وحدته وسيادته، مشيرا إلى زيارات سابقة لوزراء خارجية كل من فرنسا وروسيا.
في المقابل يرى القيادي في جبهة العدالة والتنمية الأخضر بن خلاف أن زيارة الوزير مساهل تأتي في ظل الضغوطات الكبيرة التي تمارسها فرنسا بعد حرمانها من عدد من المشاريع الاقتصادية الكبرى في البلاد.
كما يشير إلى أن السلطات تسعى أيضا إلى تمتين علاقتها بالمحور الذي تقوده إيران، ويضم كلا من سوريا وحزب الله وروسيا، مضيفا أن “الجزائر ترسم إستراتيجية مستقبلية لدبلوماسيتها تجاه أهم القضايا المطروحة على الساحة العربية”.
أما عبد العزيز حريتي رئيس اللجنة الجزائرية لدعم الثورة السورية ومدير مركز الأمة للدراسات فيرى أن الزيارة تعبر عن الدعم المبدئي وغير المشروط الذي دأبت على تقديمه السلطة الجزائرية لنظام الأسد، “رغم كل الجرائم التي ارتكبتها عصابة الأسد في حق الشعب السوري”.
ويعزو حريتي في حديث مع الجزيرة نت هذا الموقف الداعم إلى قناعة النظامين بأن لديهما مصيرا مشتركا في البقاء في الحكم من عدمه، فهما برأيه “لا يعبران عن الإرادة الشعبية السيدة والحرة في بلديهما”. وحسب قوله، فإن شرعيتهما الوحيدة نابعة من “القمع والبطش والاستبداد والفساد”.
كما يشير إلى أن الجزائر عضو في “الحلف الدولي الداعم لنظام آل الأسد”، وهو حلف يعمل من أجل فك الحصار المفروض على النظام السوري وتقوية موقعه التفاوضي في جنيف.
عبدالحميد بن محمد
الجزيرة نت