أعلنت مؤسسة التمويل الدولية، التابعة مجموعة البنك الدولى، عن تقديمها تمويلاً بقيمة 375 مليون دولار لشركة ماس العالمية للطاقة فى السليمانية، إحدى الشركات العراقية الرائدة فى مجال الطاقة، وذلك بهدف توفير الكهرباء لملايين الأشخاص فى جميع أنحاء البلاد، ولاسيما فى إقليم كردستان العراق، حيث أجهدت أزمة المهاجرين البنية التحتية للطاقة.
وقالت المؤسسة، فى بيان صدر لها، إن هذا الاستثمار يعد جزءاً من جهود أكبر تبذلها مؤسسة التمويل الدولية لدعم تطوير البنية التحتية فى العراق، والتى تتطلب رفع قدرتها من إنتاج الكهرباء بما يقدر بحوالي 70% لتلبية الطلب الحالى فقط. وأضافت أن هذا الاستثمار يشكل جزءاً من إستراتيجيتها لدعم الدول المتضررة من النزاعات، إذ يعد الاستثمار في القطاع الخاص عاملاً أساسياً لإعادة إنشاء وتحسين البنية التحتية وتوفير فرص العمل وتعزيز النمو.
ويشمل التمويل، الذي يضم مجموعة من القروض والإستثمار في حقوق الملكية، مبلغ 250 مليون دولار من الحساب الخاص للمؤسسة ومبلغ 125 مليون دولار من بنك عوده، فيما يعد أول قرض إسلامي مشترك للمؤسسة. وستستخدم شركة ماس العالمية للطاقة في السليمانية هذا التمويل لإضافة قدرة تبلغ 500 ميجاوات إلى محطة إنتاج كهرباء بقدرة ألف ميجاوات في إقليم كردستان بالعراق –الأمر الذي سيساهم في توفير الكهرباء لحوالي 3 ملايين شخص- وللمساعدة في الانتهاء من إنشاء محطة إنتاج كهرباء جديدة بالقرب من بغداد والتي ستمد العاصمة العراقية بنصف احتياجاتها تقريباً من الكهرباء.
ومن جانبه، صرح فيليب لو هورو، الرئيس التنفيذي لمؤسسة التمويل الدولية “أن استثمارا مثل هذا يعد بالغ الأهمية في بلد عطلت سنوات الحرب والإهمال البنية التحتية فيه، مما أدى إلى حدوث انقطاعات يومية في الكهرباء وإعاقة النمو الاقتصادي.” وقال أحمد إسماعيل، رئيس مجلس إدارة شركة ماس العالمية للطاقة : “إننا نقدر مؤسسات مثل مؤسسة التمويل الدولية التي تضاعف جهودها للاستثمار في قطاع هام مثل قطاع الطاقة، خاصة في المناطق المليئة بالتحديات. ولذلك فإن زيادة إنتاج الطاقة في العراق يعد أمراً حيوياً في الوقت الحالي، وأن شراكتنا مع مؤسسة التمويل الدولية وبنك عوده ستساعد على تحقيق هذا وإضافة 500 ميجاوات للشبكة الوطنية”.
ولعل الفضل في إقرار هذا التمويل يعود بالدرجة الأساس إلى السيد أحمد إسماعيل رئيس مجلس إدارة شركة ماس العالمية للطاقة، لما عُرف عن هذا النوع من رجال الأعمال الذين يتمعون بمصداقية عالية وحسن سمعة جعلت منه محل ثقة لمؤسسة التمويل الدولية. فهذا الرجل يعتبر من رجال الأعمال العصاميين في العراق بشكل عام وإقليم كردستان بشكل خاص، فهو ليس من شريحة رجال الأعمال الذين ظهروا في مرحلة ما بعد عام 2003م بالعراق.، بل له باع طويل في قطاع الأعمال.
فهذا الرجل سخّر أعماله في قطاع الكهرباء ومصانع الحديد والأسمنت من أجل خدمه وطنه العراق، ولم يكن هدفه كسائر رجال الأعمال تحقيق الربح المادي فقط. وما أدل على، عدم استلامه مستحقاته المالية والتي تقدر بمليارات الدولار من الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان لمراعاته الظرف الاقتصادي الصعب الذي تمر به الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان على حد سواء، وعلى الرغم من ذلك لايزال يقدم خدماته لوطنه لأنه ببساطة يعتبر من رجال الأعمال البارين به. فعلى سبيل المثال، لو كانت تلك الحكومتين تأخرتا في تسديد ما عليها من مستحقات مالية لشركة أجنبية تعمل في العراق لم تكن لتتواني عن رفع دعاوي قضائية ضدهما في المحاكم الدولية، وقيامها أيضا بتجميد نشاطها في العراق. ولا تقتصر المواقف الوطنية للسيد أحمد إسماعيل على ما ذكر وإنما تتسع دائرة مواقفه لتشمل جانب التعليم العالي إذ يبادر يتبرع بعشرات ملايين الدولارات لتغطية التكاليف الدراسية لطلبة الدراسات العليا المتميزين في حقولهم العلمية والمعرفية. وتعد هذه المرة الأولى من نوعها التي ينبري فيها رجل أعمال بهذا النوع من المبادرات.
نختم بالقول، أن هذا التمويل يعتبر درساً اقتصادياً لكل من حكومة بغداد وحكومة إقليم كردستان لكي يبادروا في مساعدة رجل الأعمال أحمد إسماعيل وأمثاله من رجال الأعمال العراقيين ويدعمون القطاع الخاص لبناء بلدهم لتعزيز التنمية الاقتصادية في العراق. فمنح مؤسسة التمويل الدولية، التابعة مجموعة البنك الدولى هذا القرض لأحمد إسماعيل وبهذا المبلغ المالي الكبير، فنحن أمام عملاق اقتصادي عراقي يجب الاعتماد عليه.
وحدة الدراسات الاقتصادية
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية