سايكس بيكو الخطأ المشهور

سايكس بيكو الخطأ المشهور

Kud_ste-Avusturya-Birlikleri-I.-D_nya-Sava__

الأمس كان يوم الذكرى المئة لمعاهدة سايكس بيكو التي تم التوقيع عليها بهدف تقسيم الدولة العثمانية. في يوم 16 مايو 1916 اتّخذت القوى الإمبريالية ممثَّلة حينها بفرنسا وبريطانيا قرارا بشكل سري يقضي بكيفية تشكيل الشرق الأوسط.

في الحقيقة فإن حدود الشرق الأوسط الحديث لم يتم تحديدها بشكل تام وفقا لسايكس بيكو بعد الحرب العالمية الأولى. لهذا السبب فالاتفاقية خطأ مشهور. المحدد الحقيقي لهذه الحدود هو وعد بلفور الذي أسّس دولة إسرائيل المعضلة الحقيقية التي ليس لها حل.

رمز للتقسيم

يمكننا كذلك تذكّر معاهدة سيفر عام 1920 بهدف تقسيم الأناضول. الاتفاقية كانت تهدف إلى إعطاء الأكراد والأرمن حق الحكم الذاتي ثم الاستقلال لكن تم إفشالها عبر النضال الوطني.

إلا أن معاهدة سايكس بيكو أصبحت رمزا لتقسيم المنطقة لأنها كانت أول معاهدة سبقت معاهدات واتفاقيات أخرى للإمبريالية في هذا الموضوع.

نحن مدينون لتنظيم داعش الذي لطالما تم الحديث عنه والنقاش حوله لأنه “أجهض معاهدة سايكس بيكو” في الحدود بين سوريا والعراق.

يمكنكم أن تسألوا “ما معنى الذكرى المئة لخطة سرية مشؤومة”، لأن العراق وسوريا مقدمان على مرحلة مجهولة الملامح تعيد إلى أذهان الشعوب هذه المعاهدة المشؤومة.

كل الأطراف في المنطقة تشعر بقلق حول ما قد يحدث من اتفاق بين روسيا وأمريكا لإعادة تقسيم الشرق الأوسط من جديد.

يمكننا أيضا القول إن القوميين الأكراد ومثلهم أطراف أخرى ينظرون إلى الموضوع بتفاؤل.

هناك مشكلة في سايكس بيكو الجديدة فيما يتعلّق بالتهويل حول دور القوى العظمى والنظر إلى كل شيء من منظور المؤامرة. وبناء عليها يتم إلقاء مسؤولية الصراع في المنطقة على القوى الخارجية. لكن في المقابل عند النظر إلى ما فعلته أمريكا في العراق وما نتج من مجازر بحق المدنيين في سوريا جراء وقوف روسيا بجانب قوات الأسد يجعل المخاوف من سايكس بيكو جديدة حاضرا في الأذهان دائما.

طريقة جديدة في التقسيم

تعرّضت المنطقة إلى تقاسم إمبريالي مباشر من قبل بريطانيا وفرنسا أثناء الحرب العالمية الأولى. لكن اليوم يقومون بذلك عن طريق تثبيت الأنظمة الديكتاتورية في المنطقة والجماعات الراديكالية والحرب بالوكالة والطائفية.

لذلك فسؤال “هل ستقوم الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا بإحياء سايكس بيكو بشكل جديد في المنطقة؟” سؤال منطقي ومشروع.

ليس مستبعدا فما يحدث يشير إلى ذلك بسبب ما فضّلت أمريكا أن تقوم به أو لا تقوم به في الأزمة السورية والنفوذ الذي حقّقته روسيا وما أضفته من حدة في الخصومة بين السعودية وإيران.

القوى العظمى هذه المرة أكثر حذرا كأمريكا على الأقل. تقوم بتنفيذ مخطط التقسيم الجديد في المنطقة عبر الخصومة بين الأطراف الفاعلة في المنطقة والصراعات المذهبية.

على الأطراف الفاعلة في المنطقة أن تنهي الصراع وتتحمل مسؤولياتها وبناء واقع جديد. حان الوقت لمراجعة التحالفات والتفضيلات والنتائج.

خلاف ذلك سيتم وضع سايكس بيكو جديدة بدعم من قوى إقليمية في المقام الأول.

برهان الدين دوران

تركيا بوست