استعادة الفلوجة تولد نسخة جديدة من داعش

استعادة الفلوجة تولد نسخة جديدة من داعش

_82038_1

تسرع القوات العراقية وميليشيات الحشد الشعبي الشيعية لتحرير مدن عدة تقع في قبضة تنظيم داعش، لكن دبلوماسيين غربيين ومسؤولين عسكريين يقولون إنه كلما تعمقت الدوافع الطائفية للميليشيات، زادت احتمالات ظهور “نسخة جديدة” من التنظيم المتشدد.

وبعد هدوء غبار معركة استعادة مدينة جديدة تجد السلطات المحلية نفسها أمام مأزق جديد يتمثل في مرحلة انتقالية تسعى خلالها لتثبيت الأمن الهش، لكن نهج الميليشيات الطائفي يثير حنق الغالبية السنية.

وفي الفلوجة، تواجه القوات العراقية وميليشيات الحشد الشعبي نحو 900 مقاتل بين صفوف داعش في المدينة التي يسكنها قرابة 50 ألف شخص، وطالما عانت في السابق من استهداف الجهاديين وشكوك حكومية واسعة.

وقال مسؤولون عسكريون أميركيون إن عناصر داعش صمموا أفخاخا على شكل حلقات متفجرة في محاولة للتشبث بالمدينة.

وقال الكولونيل كريستوفر كارفر، المتحدث الرسمي باسم التحالف ضد داعش “لقد بنوا بيوتا كاملة وسط هذه الحلقات، وإذا دخل أي شخص إلى هناك، سيجد نفسه وسط كمية من المتفجرات كافية لتفجير البيت، وهدم نصف الحي الواقع فيه”.

وأضاف “لديهم مدافع رشاشة ثقيلة، ومدفعية وقذائف هاون وألغام، ومواقع دفاعية وممرات معقدة تحت الأرض”.

وقال كارفر “لو كانت الحكومة العراقية تخطط للمضي قدما وتجنب تغذية نسخة جديدة من داعش بعد هزيمته، فإن لديها الكثير من العمل لتقوم به”.

وأكد “لا نريد أن نرى دوائر العنف التي رأيناها في منتصف العقد الماضي، عندما كنا هنا”.

ويرى ضباط أميركيون، كانوا جزءا من اقتحام موسع قامت به القوات الأميركية في “مدينة المساجد”، إنه لا مفر أمام الحكومة من إطلاق يد الميليشيات المتطرفة.

وقال دوغلاس ماكريغور، الكولونيل المتقاعد في الجيش الأميركي “ما ليس واضحا أمام الكثيرين أن ما يسمى بـ’الجيش العراقي’ هو مجموعة من الجنود المتحمسين الذين يرتدون زيا عسكريا بينما لم يحظوا بتدريب جيد، ويعتمدون بشكل كامل على القوة الجوية الأميركية وعلى مستشارين عسكريين على الأرض عندما يعكفون على تنفيذ أي شيء”.

وأضاف “الميليشيات الشيعية تتمتع بكفاءة أعلى بكثير من الجيش”. ومن الممكن أن تحفز استعادة الفلوجة الكثير من السنة للانضمام إلى جهود تحرير الموصل، التي يتخذها التنظيم في العراق عاصمة له.

وسيعتمد كسب ولاء السنة في الفلوجة على حجم الأجزاء التي لم تتعرض للدمار أو التخريب أو النهب بعد انتهاء المعركة. وإذا ما تسببت الضربات الجوية والمدفعية والسيارات المفخخة في تدمير المدينة، فسينجح تنظيم داعش في كسب المعركة الإعلامية. وقالت أم أفنان (23 عاما)، التي فرت من الفلوجة الجمعة مع زوجها وابنتها، إن القصف كان مريعا.

صحيفة العرب اللندنية