تقول مصادر مطلعة إن الحكومة التركية، ورغم الأزمة الداخلية الحالية، ستبقي على ثوابتها في السياسة الخارجية في الوقت الراهن، وأنها تحتاج لمزيد من الوقت لإحداث أي تغييرات مفصلية كبرى.
وترى هذه المصادر أن المواقف التي اتخذها الرئيس رجب طيب أردوغان في سوريا لجهة المطالبة برحيل الرئيس السوري بشار الأسد ودعم المعارضة هي ثوابت تمّت تعبئة جمهور حزب العدالة والتنمية بها، وأنه لا يمكن التراجع عنها بسبب الأزمة الداخلية، لما سيبثه ذلك من إشارات ضعف وتصدّع.
لكن مصادر دبلوماسية غربية في تركيا رأت أن نظام أردوغان أعطى عشية محاولة الانقلاب إشارات تنمّ عن استعداد لمرونة كبرى في التعاطي مع الملفات الخارجية، من خلال تصريحات رئيس الوزراء بن علي يلدريم، والتي تحدث فيها عن ضرورة تطبيع العلاقات مع سوريا ومصر والعراق بعد أن جرى تطبيعها مع روسيا وإسرائيل.
ورأت هذه الأوساط أن تصويب يلدريم لتصريحاته لجهة تطبيع العلاقات مع سوريا بعد رحيل الأسد، لا ينفي استعداد أنقرة للقيام بمراجعات كبرى في سياستها السورية.
وتعتقد أوساط مقربة من أروقة القرار في أنقرة أن موقف موسكو وطهران السريع في إدانة محاولة الانقلاب ومنذ اللحظات الأولى قد يعزز علاقات تركيا بروسيا وإيران، فيما تذهب توقعات أخرى إلى احتمال اقتراب تركيا من هذا المحور على حساب المحور الأوروبي الأميركي.
وترى أوساط معارضة سورية أن المصالحة التركية الروسية قد تسمح لموسكو بالمضيّ قدماً مع واشنطن في خططها السورية، لكنها في نفس الوقت ستجبر روسيا والولايات المتحدة على أخذ المصالح التركية في سوريا بعين الاعتبار، لا سيما ما يتعلق منها بالتخوّف من قيام كيان كردي على حدودها.
وفيما تقرع طبول معركة حلب، وتروّج أنباء عن حشود لميليشيات تابعة لإيران تتوجه إلى المنطقة، ينقل عن بعض الفصائل العسكرية المعارضة أنها لم تلمس تغيراً في الموقف التركي إزاءها.
ويرى بعض الخبراء العسكريين أن وصاية تركيا على هذه الفصائل تضمن حركتها داخل الهامش المسموح به دولياً والتي كانت أنقرة تسهر على احترامه، وأن أيّ انسحاب تركي من ممارسة هذا الدور سيجعل تلك الفصائل في حلّ من أي التزامات قد تتوصل لها التفاهمات الروسية الأميركية.
صحيفة العرب اللندنية