طالب زعيم “التيار الصدري” في العراق، مقتدى الصدر، الاثنين، باستبعاد ميليشيات “الحشد الشعبي” من العملية العسكرية المرتقبة لتحرير مدينة الموصل (شمالا) من تنظيم “داعش” الإرهابي، مطالبا بقصر المشاركة في العملية على القوات الرسمية.
وقال الصدر، في بيان صادر عن مكتبه إن “قوات الحشد الشعبي غير رسمية، وأجد من الضرورة أن يكون المحرر للموصل هو الجيش والقوات الأمنية الرسمية فقط، إلا إذا صار الحشد ضمن مسمى رسمي”.
وتعليقاً على بيان الصدر، قال المتحدث باسم هيئة “الحشد الشعبي”، أحمد الأسدي إن “الحشد اكتسب الصفة الرسمية عبر أمر أصدرته الحكومة خلال فبراير 2016 يؤكد على أنه قوة عسكرية مستقلة على غرار قوات مكافحة الإرهاب”. وأضاف “الحشد مضت على تأسيسه ثلاثة أعوام، وتصدر باستمرار أوامر من رئيس الوزراء حيدر العبادي، بهدف تطوير العمل المؤسساتي فيه”.
و”الحشد الشعبي” هو ميليشيا عسكرية مؤلفة من حوالي 40 فصيلا تشكلت بعد فتوى “الجهاد الكفائي” التي أطلقها المرجع الديني علي السيستاني، في مدينة النجف (جنوبا)، وذلك بعد سيطرة “داعش” على مساحات واسعة في عدد من المحافظات الواقعة شمالي العاصمة العراقية بغداد.
ومنذ أيار 2016، بدأت الحكومة في الدفع بحشود عسكرية قرب الموصل، ضمن خطط لاستعادة السيطرة عليها من “داعش”، كما تقول الحكومة إنها ستستعيد المدينة من التنظيم قبل حلول نهاية العام الحالي.
وتؤكد تصريحات الصدر أن الزعماء في العراق لا يزالون دون المستوى الذي يؤهلهم لقيادة معركة مصيرية مثل معركة تحرير الموصل التي سيكون لها كبير الأثر في تشكيل صورة العراق في المستقبل القريب.
ويقول مراقبون إن عراق ما بعد تحرير الموصل من قبضة تنظيم داعش لن يكون هو نفسه عراق ما قبل التحرير إذ أن المدينة في حالة خروجها بأخف الأضرار من المعركة ستكون مركز الإقليم السني الذي تعول على قيامه الأطراف الشيعية والكردية.
وعبر مراقب سياسي عراقي عن اعتقاده أن الصدر يجهل أن أهل الموصل أنفسهم يعترضون على مشاركة الحشد الشعبي في معارك تحرير مدينتهم.
ويؤكد أن أشد ما يخشاه الزعماء الحزبيون في العراق بمن في ذلك مقتدى الصدر نفسه هو أن تمثل مشاركة الحشد الشعبي في معركة تحرير الموصل سببا في احتواء تنظيم داعش للمعترضين على هذه المشاركة من سكان المدينة.
ويضيف “بذلك يكون الحشد الشعبي سببا في حصول التنظيم الإرهابي على مصادر مهمة للقوة، بما يؤخر تحرير المدينة ويسبب خسائر كبيرة للقوات العراقية”.
وقال في تصريح لـ”العرب” “ما لا أفهمه من تصريحات الصدر هو ذلك الفصل بين سرايا السلام، وهي الميليشيا التابعة له، وبين الحشد الشعبي. فالصدر لئن كان أحد زعماء التحالف فإنه يسعى إلى أن ينأى بنفسه عن التحالف”.
وأضاف “اللعبة نفسها يكرر القيام بها الآن. فسرايا السلام جزء من الحشد الشعبي. وهي ميليشيا، كانت إلى وقت قريب خارجة على القانون، قبل أن يتم احتواؤها من قبل الحشد الشعبي”. وتساءل” إذا كان أهل الموصل لا يثقون في الحشد الشعبي فكيف يفترض الصدر أنهم يثقون في سراياه؟”.
صحيفة العرب اللندنية