تتصاعد وتائر الاستعدادات لمعركة الموصل المقبلة وتكتب وتوضع الخطط الميدانية وتنتشر القوات الأمنية والعسكرية ويشارك المستشاريين الامريكين والبريطانين ومن جميع الدول والذي بلغ عددهم (7) الاف مستشار وضابط ميداني ،كل هذا من أجل انجاح العملية والتهيئة لمعالجة جميع الأوضاع العسكرية والسياسية والاقتصادية لما بعد مرحلة الخلاص من (داعش) والتي تسعى جميع الاطراف لتحقيق مصالحها واستراتيجيتها في العراق ومنطقة الشرق الاوسط .
ولهذا نرى أن قيادة التحالف الدولي متمثلة بالولايات المتحدة الامريكية قد اتخذت ووضعت عدة مراحل تراها ضرورية لأنجاح العمليات واستخدام مفهوم (المعركة النظيفة) التي تنجز بأقل التضحيات وبالحفاظ على المدنيين وأماكنهم ودورهم وممتلكاتهم ومدينتهم ، ويمكن لنا أن نقرأ المشهد السياسي والعسكري وفق التصورات التالية :
1.توارد العديد من الأنباء حول استخدام تنظيم (داعش) لمادة الخردل الكيمياوية في مواجهته للقطعات الأمريكية والعرافية المتواجدة داخل قاعدة القيارة ومحيطها وانه لم يصب أحد بأذى نتيجة اطلاق هذه المادة واكن في الحقيقة أننا نراها بالونات اختبار بسبب عدم تصريح أي مسؤول عسكري ميداني أوسياسي من أي جهة من الجهات المشاركة في التحالف أكد هذه المعلومة والتي نراها ضمن سياقات العمل الاعلامي العسكري والسياسي ولأعطاء صورة يستفاد منها في تحشيد أكبر عدد من القوات واعطاء صورة واضحة للأساليب التي يتبعها (داعش) في مواجهته القادمة .
2.صدر تقرير من قبل وزارة الدفاع البريطانية مؤخرا يشير الى امتلاك تنظيم (داعش) صواريخ أرض-جو امواجهة ومعالجة الطائرات المفاتلة والمسيرة ،وهذه المعلومات هي امتداد لما ورد في الفقرة (1) من لمقالنا هذا وبالتالي نقول من الممكن أن (داعش) قد حصل على أسلحة متطورة ومتقدمة وخاصة التي استولى عليهاخلال معاركه داخل الأراضي السورية ولكننا لم نشاهد أو نرى اسقاط أي طائرة مقاتلة من قبل التنظيم طيلة فترة تواجده على الاراضي العراقية والسورية واستمرار مواجهاته العسكرية وجميع هذه الأخبار تأتي في سياق اتجاهات ومؤشرات سياسية وتعبوية .
3.تأكيد جميع الأطراف المشاركة في قيادة التحالف الدولي وبعض قادة الدول الأقليمية عن قرب موعد انطلاق معركة الموصل والكل يشير الى انها في شهر تشرين الاول 2016 وأخر من تحدث عن توقيت المعركة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بل ذهب بعيدا وحدد أنها في اليوم التاسع عشر من الشهر المقبل ، يؤشر هذا الأمر أن الجميع يمني النفس بأن يكون طرفا مهما في معركة عسكرية قادمة أصبحت في ملامحها مواجهة دولية -اقليمية أكثر مما هي مواجهة بين طرفين هما (داعش) والقوات العسكرية والأمنية العراقية .
4.استمرار العمليات الخاصة التي تنفذها القوات الامريكية والبريطانية الخاصة ضد قيادات تنظيم (داعش) ضمن جميع محاور الاشتباك والمواجهة على امتداد تواجده ويمكن لنا رصد هذه الفعاليات من خلال الاسماء التالية والتي تعتبر من أعمدة قيادات التنظيم :
آ.مقتل الرجل الثاني في قيادة (داعش) داخل الاراضي الليبية المدعو (أبا عمر التونسي) وكان مسؤولا وأميرا للمحاكم التابعة للتنظيم .
ب.مقتل (طه صبحي فلاحة ) المعروف باسم (أبو محمد العدناني ) المتحدث الرسمي باسم التنظيم داخل الاراضي السورية وأحد أبرز قادة (داعش) منذ تأسيسه .
ج.مقتل المدعو (أبو حفص البغدادي ) جنوب محافظة كركوك وهو من قادة الصف الاول للتنظيم والمسؤول عن جميع الهجمات العسكرية التي استهدفت الحقول والمنشأت النفطية.
ء.مقتل المدعو (حاضر محمد علي حسن الصقلاوي) في المنطقة الصناعية في مركز مدينة الموصل وهو القائد الميداني لولاية نينوى ومن القيادات المهمة في ادامة زخم المعارك الميدانية .
ه.مقتل المدعو (وائل عادل حسن سلمان الفياض) مسؤول الاعلام بالقرب من مدينة الرقة السورية والمشرف على انتاج شرائط الفديو التي تتضمن عمليات وفعاليات التنظيم .
ان هذه الفعاليات العسكرية الميدانية والعمليات الخاصة ضد قيادات داعش التي تتمتع بقوة نفوذها وسطوتها على التنظيم يشكل ردا فعليا يساعد قوات التحالف الدولي على الاستمرار باستحضاراتها وادامة زخم المعركة القادمة .
وحدة الدراسات العراقية
مركز الروابط للابحاث والدراسات الاستراتيجية