ألقت تقارير صحافية الضوء على ظاهرة مشاركة مرتزقة روس في الحرب في سوريا إلى جانب قوات النظام السوري، معتمدة على شهادات من أهالي القتلى الروس وشهادات لأشخاص شاركوا في عمليات عسكرية في سوريا وقبل ذلك في أوكرانيا إلى جانب الانفصاليين هناك.
ورغم أن وكالة رويترز، التي نقلت تلك الشهادات، لم تستطع الحصول على أيّ معلومات أو تصريحات من جهات روسية رسمية، إلا أن أوساطا مراقبة في موسكو اعتبرت أن الأمر ليس جديدا وأنه سبق لوسائل الإعلام الاجتماعي أن نشرت صورا لمرتزقة روس يقاتلون في سوريا.
وأضافت هذه المصادر أن التدخل الروسي العسكري الذي بدأ منذ أكثر من عام اعتمد على الأداء الجوي والصاروخي دون أيّ تورط في عمليات عسكرية برية ميدانية، وأن وجود مرتزقة روس من شأنه حماية الأداء الرسمي الروسي من أيّ خسائر مباشرة تتحمل موسكو تكلفتها السياسية.
وكشفت مقابلات أجريت مع أكثر من 12 شخصا على دراية مباشرة بنشر المرتزقة، أن المقاتلين الروس يلعبون دورا أهم بكثير في القتال على الأرض من الدور الذي يقول الكرملين إن الجيش النظامي الروسي يقوم به في سوريا.
وأكد العميد الركن المنشق عن الجيش السوري زاهر الساكت في تصريح لـ”العرب” هذه المعلومات بقوله “شاهدنا خلال المعارك التي تدور في حلب وفي الساحل وجود خبراء وضباط روس يدعمون جيش النظام عبر التدريب والاستشارة وأحيانا إدارة غرف العمليات”.
وقال إنهم حصلوا على اعتراف بعض الأسرى من جيش النظام بوجود ضباط وعناصر روس يشاركون معهم في المعارك.
ووصفت المصادر المقاتلين الروس بأنهم متعاقدون أو مرتزقة عينتهم شركة خاصة وليسوا من القوات النظامية.
لكن رغم دورهم غير الرسمي، وفقا لهذه الروايات، فإنهم يعملون بالتنسيق مع الجيش الروسي ويحصلون على امتيازات من موسكو تمنح في العادة للجنود النظاميين.
ويسافر هؤلاء المقاتلون إلى سوريا على متن طائرات عسكرية روسية، وعندما يتعرضون للإصابة فإنهم يتلقون العلاج في مستشفيات مخصصة للجيش الروسي ويحصلون على ميداليات رسمية.
وقال طبيب في المستشفى العسكري بموسكو إن قسم الجراحة الذي يعمل فيه عالج ستة أو سبعة مقاتلين روس عادوا من سوريا مصابين بجروح.
صحيفة العرب اللندنية