تقوم المؤسسات في الدول المتقدمة وبالذات الولايات المتحدة الأمريكية في كل عام بإرسال وفود تمثل الحكومة والشركات الكبرى الأهلية،حيث يقومون بزيارة الجامعات المهمة ويطلعون على أطروحات الماجستير والدكتوراه لمختلف التخصصات، وحدث هذا الأمر معي، حيث كنا نمتلك مع مساهمين آخرين شركة” 1st Call” لإخراج وإنتاج البرامج العالية التقنية المدمجة على أقراص الكومبيوتر عند أول إختراعها في أواسط التسعينات من القرن الماضي في مدينة برايتون الريطانية، حيث كانت فيها جامعة متميزة بعلوم الكمبيوتر، وكان لدينا مهندس على درجة من الإبداع والتميز وكان على رأس فريق في الشركة لإخراج فلم موجه لطلبة المدارس للتعريف بخطورة وآثار إستخدام المخدرات، وبعد الانتهاء من إنتاج هذا البرنامج المتميز لصالح وزارة التعليم البريطانية طلب هذا المهندس الإستقالة، فلما سألته عن سبب طلبه هذا قال لي بالنص:” أنا أرغب بالعمل معكم ولكني في السنة المنتهية من دراستي في الجامعة جاءني فريق من شركة أمريكية كبرى، وبعد إطلاعهم على أطروحتي الجامعية قدموا لي عرضاً بمعاش عال جداً مع سكن متميز وسيارة وتأمين صحي لي ولعائلتي في حالة زواجي ومدارس خاصة لأبنائي إن أصبح لي أبناء في المستقبل، وقالوا لي أن هذا العرض سيبقى سارياً لمدة سنتين من بعد تخرجك، وقد أوشكت لاالسنتان على الانتهاء ولا أريد أن أفقد هذه الفرصة”.
هذا ما تفعله الدول والحكومات والمؤسسات التي تحترم نفسها وتحترم العلم وتقدر العلماء، ونحن في العراق نفرط بعلمائنا وبالمتميزين من أبنائنا؛ هل يمكن أن يعي المسؤولين هذه الحقائق فيهتموا بهذه الفئة التي ممكن أن تكون النواة الأساسية لتقدم وتطور البلد !!
قصة العالم العراقي د.جليل كريم الخفاجي يمكن الاطلاع على إهمال الحكومة العراقية له من خلال الفيديو على الموقع أدناه
محمد توفيق علاوي
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية