تغيير الاستراتيجية القتالية في الموصل

تغيير الاستراتيجية القتالية في الموصل

أحكمت قوات «الحشد الشعبي» قبضتها على طريق استراتيجي وعدد من القرى غرب الموصل، بالتزامن مع هجوم شنه «داعش» من المحور الشمالي. وحذرت حكومة إقليم كردستان من أن تجاهل إبرام اتفاق سياسي على مستقبل المدينة سيؤدي إلى «كوارث» جديدة.

وتتقدم قوات «الحشد» لإحكام سيطرتها على مناطق وطرق إمداد استراتيجية لـ «داعش» قرب بلدة تلعفر في المحور الغربي، على بعد 60 كيلومتراً من مركز الموصل، في حين تتحدث مصادر عسكرية عن توجه «لتغيير استراتيجية القتال» في الجانب الأيسر للمدينة، حيث تدور حرب شوارع وسط أحياء مكتظة بالسكان.

وأوضح فريق «الإعلام الحربي» في بيان أمس، أن «الحشد» حرر قرية أشواه، غرب بلدة تل عبطة، وفرض سيطرته على الطريق إلى تلعفر، فضلاً عن تحرير قرية حسين جمعة». وأضاف أن «القوات توجهت من المحورين الشمالي والجنوبي، وتمكنت من تفجير سيارة مفخخة في قرية أبو سنام، وأخريين قرب قرية أشواه».

في المحور الشرقي، ما زال الجيش يخوض قتالاً من شارع إلى شارع في حي الفلاحات بعد بلوغه نهر الخوصر الذي يفصله عن حي السكر، وسيطر على حي النور، في مسعى للوصول إلى الضفة الشرقية لنهر دجلة.

وأفادت «قيادة العمليات المشتركة» بأن «طائرات أف 16 عراقية أغارت على أهداف مختارة داخل الموصل، ودمرت معامل لتفخيخ السيارات ومخابئ أسلحة متنوعة». وقال ضابط رفيع المستوى إن «القيادة تدرس إجراء تغييرات في استراتيجية القتال وإعادة تفعيل المحور الشمالي الذي تتولاه الفرقة 16، بعد أن أخفقت في تحقيق مكاسب مؤثرة منذ انطلاق المعركة بسبب ضعف قدراتها القتالية، والمحور الجنوبي الشرقي الذي تعثرت فيه الفرقة المدرعة التاسعة الأسبوع الماضي».

وأكد الفريق الركن رائد جودت، قائد «الشرطة الاتحادية»، استعداد «ثلاثة ألوية من الفرقة الخامسة للانضمام إلى الهجوم على شرق الموصل».

وتأتي هذه التطورات وسط تقارير عن «سقوط نحو 1200 مدني بين قتيل وجريح خلال الشهر الماضي، جراء القصف العشوائي الذي ينفذه داعش ضد الأهالي في الأحياء المحررة، ما تسبب في تعثر تقدم القوات».

وأكد العميد الركن واثق الحمداني، قائد الشرطة في نينوى، «اعتقال 10 من عناصر داعش مع عائلاتهم كانوا يحاولون التسلل مع النازحين إلى مخيمات الخازر»، لافتاً إلى «تفجير عربتين مفخختين كانتا مركونتين في محور كوكجلي شرق الموصل، قبل تفجيرهما في القوات الأمنية والمدنيين».

من جهة أخرى، شدد رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، في كلمة خلال مؤتمر لـ «التسامح» عقد في أربيل أمس، على ضرورة «صوغ اتفاق سياسي بين مختلف الأطراف والمكونات في الموصل لمرحلة ما بعد داعش، فقد تحرر سهل نينوى عسكرياً، لكننا نحتاج إلى جهود مضنية على الصعيد الاجتماعي والعيش المشترك». وحذر من أن «المدينة ستواجه كوارث أسوأ في ظل التنصل من الاتفاق على صيغة حول المستقبل، ومحاولة أطراف محلية وخارجية إشعال نيران جديدة».

وتناقلت وسائل إعلام كردية تقارير عن عقد القنصل الأميركي في أربيل كين غروس، «لقاءات وسط إجراءات أمنية مشددة، مع المسؤولين المحليين في بلدة سنجار والقرى المحيطة بها، للبحث في آلية لإخراج مسلحي حزب العمال الكردستاني منها».

الحياة