استلمت هذه الرسالة “مع تعديل لغوي” من شخص من الموصل تعليقاً على قصة الطفلة من الموصل مبيناً معاناة أهل المدينة الخافية على الكثير من العراقيين. أول أمر أريد أن أتحدث به هو أنني من الموصل، لقد وجدت الكثير من الناس يتشمتون بما حصل لأهل الموصل بعد دخول داعش وإحتلالهم المدينة، أرغب أن أوصل صوتي للمشاركين في التعليق في هذا “الكروب” ما الذي حدث في الموصل في داخل المدينة وفي الضواحي منذ السقوط عام 2003م حتى الآن.
الأول الأمر الذي حدث بعد عام 2003مهو مجيء البيشمركة وبدؤا بحرق كافة دوائر الدولة أمام أعين الناس من أهل الموصل، فلم يكن من أهل الموصل إلا السكوت والرضوخمن دون اعتراض. فقد تغير النظام وعلينا دفع ضريبة ظلم صدام،لقد ظلم الكرد في عهده بشكل كبير، ونحن أيضاً ظلمنا ولكن ليس بشدة ظلم الكرد،لذلك سكتنا ولم نعترض، ثم قام البيشمركة مع الأمريكان بالقيام بالاعتداءات على الناس، فتؤخذ سيارة أحدهم على اعتبار أنه كان بعثيا أو كان ضابطا في الجيش في زمن النظام السابق،ثم بعد ذلك إذا حصل تفجير لدورية من دوريات الأمريكان يعتقل ما يقارب “200” شاب يضربون ويهانون ويعتقلون،على إثر ذلك دعونا الله أن يأتي الجيش العراقي، فجاء الجيش وفرحنا به ولكن سياسة الاعتقالات والاهانات لم تنتهي،بل الأمر أصبح أشد، حيث في السابق كانت الاعتقالات تتم على أثر تفجير،أما الان فالاعتقالات تتم من أجل الحصول على المال، حيث لا يفرج عن المعتقل إلا بعد دفع حوالي”5000″دولار على أمر لم يفعله، أما إذا حدث تفجير فيتم تفتيش البيوت ضمن مساحة حوالي كيلو متر وتصادر كافة أنواع الأسلحة من بيوتهم، وفجأة حينما دخلت داعش هربت كافة القوات العسكرية والأمنية المختلفة، حيث كان قرب بيتنا نقطة عسكرية فهربوا ولم يطلقوا طلقة واحدة، لقد قام بعض الجهلة بالايحاء إلى أنفسهم إن داعش ستكون هي الخلاص، إن هؤلاء لا يمكن أن تبلغ نسبتهم أل”2%” من أهالي الموصل، وفي الحقيقة أنهم من حثالات المجتمع الموصلي، ولكن للأسف عمت صورتهم وتصرفاتهم على مجتمع الموصل بالكامل، للأسف أدى ذلك الأمر إلى زيادة آلامنا، وحتى هؤلاء المؤيدون لداعش ندموا ندماً كبيراً بعد انكشاف حقيقة داعش.
وهنا أتساءل أمام هذا الواقع، من هو المظلوم؟ الجواب هم أهالي الموصل الأبرياء هم المظلومين، يقال لنا “يستاهلون أهل الموصل لماذا لا يثورون” وأتساءل هنا كيف يثورون؟ كيف يمكن لنا مواجهة هؤلاء الشياطين من داعش؟ إن هؤلاء المجرمين يستسهلون قتل أي إنسان كما نستسهل نحن تدخين سيكارة، وهذه الطفلة المنكوبة وأخيها تمثل معاناتنا، فستكشف الأيام القادمة العشرات من القصص التي تدمي القلوب، لقد أثر بي التعاطف العميق لهذه الطفلة وأخيها الصغير من قبل الكثيرين من مختلف مناطق العراق، وأبدى البعض رغبتهم بتبنيها مع العلم إننا نحن أولى منهم بتبنيها، ولكنها نفثات طيبة تمثل أصالة معدنهم ، ومع شدة ألمي بسبب هذه الواقعة الأليمة ولكني ارتحت لهذه الأنفاس العاطفية الطيبة التي تمثل حقيقة الانسان العراقي، نحن كنا وسنظل متحابين كأبناء بلد واحد لا يفرقنا غير السياسيين من عهد صدام وللاسف استمر الامر حتى يومنا هذا، ولا نريد من إخوتنا العراقيين من باقي المناطق إلا أن يتفهموا وضعنا وأن لا يتشمتون بنا فهذا مما يضاعف من معاناتنا ويزيد من حزننا وكربنا. ويمكن الاطلاع على قصة الطفلة والضالط على الرابط الآتي:-
قصة حقيقية من الموصل يكتبها الضابط أسعد الأسدي في جهاز مكافحة الإرهاب
محمد علاوي
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية