كشفت وسائل إعلام إيرانية أن وزارة الصحة في البلاد تعتزم إصدار قرار يسمح لها بحقن الفقراء والمشردين في إيران بأدوية خاصة تجعلهم غير قادرين على الإنجاب، بما يمنع تكاثرهم في محاولة لمواجهة ظاهرة الفقر المستشري في البلاد، ومنع الفقراء من بيع أطفالهم لتلبية احتياجاتهم المعيشية ومواجهة ظاهرة الفقر المستشري في البلاد.
ونقلت “وكالة إلنا” الإخبارية، أن مدير الشؤون الاجتماعية لدى محافظ طهران، سياوش شهريور، اقترح حقن نساء العائلات الفقيرة بإبر خاصّة لجعلهن عقيمات. وطالب الحكومة بتعقيم النساء والرجال من المشردين في برنامج إصلاحي للخلاص منهم بالمستقبل. وقال سياوش شهريور إن “النساء ينجبن الأطفال كآلة تفريخ، فضلا عن الإدمان والدعارة والسكن في المقابر”.
في المقابل، تعمل وزارة الصحة والمؤسسات الاجتماعية والدينية والسياسية في إيران على حث العائلات الغنية والموظفين المتزوجين على الإنجاب. وقد رصدت ميزانية خاصة لهذا الغرض، حيث تعمل الحكومة الإيرانية على تقديم مساعدات مالية للأزواج الذين يواجهون صعوبات في الإنجاب.
وكان المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي قال في إحدى خطبه، إن “إيران تسع لـ150 مليونا من السكان”، موجها نقدا لاذعا لبرنامج تحديد النسل الذي كانت تبنته الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وجاء ذلك ردا على تقرير للأمم المتحدة حول السكان في العالم، جاء فيه أنه في حال استمرت معدلات الإنجاب على ما هي عليه الآن في إيران، فإن عدد سكان البلاد سيبدأ في الانخفاض خلال العقدين القادمين، وسيتقلص أكثر من النصف، ومن المتوقع أن ينخفض إلى ما دون 31 مليون نسمة بحلول عام 2100.
ويعاني قرابة 2 مليون إيراني من مشكلة العقم. ونقلت وكالة “إيسنا” الإيرانية عن نائب وزير الصحة محمد أغاجاني قوله إن “الأزواج الذين يعانون من العقم، وعددهم مليونان، قادرون على الاستفادة من مساعدة مالية ليتلقوا العلاج”. وأضاف “أن الدولة تتكفل بـ 85 بالمئة من المصاريف الطبية”.
وقد سُجل أعلى معدل إنجاب في إيران عام 1983 حيث تجاوز 6.8 بالمئة قبل أن يبدأ بالانخفاض ليصل إلى 1.9 بالمئة حاليا.
وبحسب دراسة أعدت العام 2012، فإن خمس الأزواج الإيرانيين يعانون صعوبات في الإنجاب، وهو أعلى من المعدل العالمي الذي حددته منظمة الصحة العالمية. وقد دفع هذا العدد بالفقهاء في إيران إلى إجازة عمليات التخصيب ردا على الرفض الاجتماعي لهذا الأمر.
ويقول محمد مهدي اخوندي، رئيس الجمعية الإيرانية لعلم الأجنة، إن “العقم لدى الذكور ارتفع بشكل كبير”.
ويضيف اخوندي الذي أعد الدراسة في العام 2012 لمنظمة الصحة العالمية “نحاول منذ 25 عاما أن نعالج مشكلات العقم، لقد تراجعت نوعية الحيوانات المنوية لدى الإيرانيين بشكل كبير، ولاحظنا لدى النساء انقطاعا للطمث في وقت مبكر”.
وقدر عدد عمليات التخصيب في مستشفيات إيران وعياداتها بحوالي أربعين ألف عملية تخصيب اصطناعي سنويا، لكن هذا لا يغطي الحاجة في بلد تزداد فيه حالات العقم.
وفيما يرجع الخبراء ارتفاع ظاهرة العقم إلى الوضع البيئي السيء في إيران، يضيف الدكتور مهشيد الهاشمي، وهو طبيب متخصص في الصحة النسائية في طهران، أسبابا أخرى منها حسب قوله أنه “عامل لم ندرسه كما يجب في إيران، لكن يتبيّن أنه من المسائل الأساسية المطروحة في هذا الإطار في بلدان أخرى، وهو أن الأمراض المنقولة جنسيا التي لا تتم معالجتها يمكن أن تكون سببا رئيسا للعقم”.
وأضاف الهاشمي أن “ما يثير الصدمة هو أن هناك عددا متزايدا من الأزواج في أواخر العشرينات ومطلع الثلاثينات يسعون للخضوع لعلاج العقم”، مبينا أن “ذلك يؤشر على مشكلة أعمق. صحيح أن هناك مشكلة عقم لدى الرجال في إيران، لكن ما أشهده الآن هو معدلات مرتفعة من العقم لدى الشابات. في مجتمعات كثيرة، علاج العقم هو للنساء اللواتي أصبحن في أواخر الثلاثينات من العمر. لا يُفترَض بالنساء في أواخر العشرينات من العمر أن يعانين من مشكلة الحمل والإنجاب، لا سيما بهذه الأعداد الكبيرة”.
وما يزيد من خطورة الأمر، أن نسبة ضعف الإنجاب ترتفع في صفوف الشيعة أكثر من السنة، حيث كشفت الباحثة الإيرانية بالمعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، منى موسوي، أن النظام الإيراني لديه هاجس من تزايد عدد السكان السنة في إيران وتحولهم في المستقبل إلى أغلبية، وأوضحت أن معدل الزيادة السكانية لدى السكان السنة بلغت نحو 7 بالمئة مقابل من 1 إلى 1.3 بالمئة لدى السكان الشيعة.
صحيفة العرب اللندنية