نائب رئيس الوزراء العراقي يضع “الطاقة النظيفة” حلا لمعضلات البلاد

نائب رئيس الوزراء العراقي يضع “الطاقة النظيفة” حلا لمعضلات البلاد

لندن – كشف علي عبدالأمير علاوي نائب رئيس الوزراء ووزير المالية العراقي، عن بعض تفاصيل “الورقة البيضاء” التي أعدتها حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لمستقبل البلد الاقتصادي الذي يرزح نصف سكانه تحت مستوى خط الفقر.

وكتب علاوي في مقال مشترك مع فاتح بيرول المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، نشرته صحيفة الغارديان البريطانية “أن معدلات الفقر في العراق تضاعفت في عام 2020 ويرجع هذا إلى حد كبير إلى انخفاض إيرادات العراق من النفط”.

واقترح نائب رئيس الوزراء العراقي الاعتماد على الطاقة الشمسية لتغيير طبيعة الاقتصاد بشكل جذري.

وتأتي تصريحات علاوي بعد أيام على إعلان الكاظمي عن رفع قانون “صندوق الأجيال” إلى البرلمان من أجل إقراره، وضمان مستقبل الأجيال اللاحقة وعدم الاعتماد على أموال النفط كمصدر وحيد لاقتصاد البلاد في المستقبل.

وكانت الحكومة العراقية قد أعدت الورقة البيضاء للإصلاح الاقتصادي، في مسعى لتغيير طبيعة الاقتصاد بشكل جذري وتصحيح سياسات العراق، الذي يعد من كبار منتجي النفط في اقتصاد ريعي معتمد كليا على بيع النفط.

علي علاوي: معدل الفقر في العراق تضاعف في عام 2020
ووصفت مصادر اقتصادية وسياسية عراقية نبرة الوعود المتفائلة التي عرضها وزير المالية العراقية، بأنها مبكرة أكثر مما ينبغي، مؤكدة أن معضلة العراق سياسية اقتصادية مشتركة منذ عام 2003، وليست فقط مترتبة على اقتصاد النفط الريعي.

وذكر برلماني عراقي، فضل عدم ذكر اسمه، في تصريح لـ”العرب” أن وزير المالية العراقي اختصر معضلة العراق في الاقتصاد وحده، بينما حقيقة الأمر تبدأ من الفساد والفشل السياسي والصراع على المغانم، وكلها معضلات كبرى لا يمكن أن تقود إلى اقتصاد الطاقة النظيفة التي اقترحها علاوي كحل شامل لأوضاع العراق.

ويرى نائب رئيس الوزراء العراقي أن بلاده من الممكن أن تلعب دورا مهما من خلال الاستفادة من الإمكانات الهائلة لإنتاج وتوفير الطاقة النظيفة، حيث يشكل إنتاج النفط والغاز ما يصل إلى 40 في المئة من إجمالي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والحرق المستمر للغاز الطبيعي في آبار النفط، الأمر الذي يحتم علينا الالتزام بالحد من حرق الغاز واستثماره.

وأكد أن زيادة كفاءة الطاقة ستكون لها فوائد أخرى، وهذا يعني أننا لن نحتاج إلى إنفاق مبالغ هائلة لزيادة المستوى العام لتوفير الكهرباء، وأن عجز العراق عن توفير ما يكفي من الكهرباء لتلبية الطلب كلف البلاد ما يقرب من 120 مليار دولار على مدى السنوات السبع الماضية.

ولفت إلى أن “زيادة كفاءة الطاقة ستسمح بخلق فرص عمل في مجالات مثل بناء وصيانة المباني الخضراء الموفرة للطاقة، حيث أظهر تقرير لوكالة الطاقة الدولية نشر مؤخرا أنه مقابل كل مليون دولار يُستثمر في كفاءة الطاقة، يتم خلق ما يصل إلى 30 فرصة عمل، وأن هذا الأمر بالغ الأهمية في بلد مثل العراق، الذي يشهد زيادات سكانية كبيرة ستكون بحاجة إلى فرص عمل في المستقبل”.

وتحصل أسوأ المواقع الشمسية المحتملة في العراق على ما يصل إلى 60 في المئة من الطاقة المباشرة من الشمس، وأن هذه النسبة هي أعلى من أفضل المواقع في ألمانيا، ولكن مع ذلك، فإن محطات الطاقة الشمسية التي بنتها ألمانيا حتى الآن توفر ضعفين ونصف الضعف من الطاقة الكهربائية لجميع محطات النفط والغاز والطاقة الكهرومائية العاملة في العراق مجتمعة.

وطالب علاوي بالاشتراك مع بيرول بالشروع في توجه العراق نحو الطاقة النظيفة بدعم دولي لتوفير الموارد المالية والخبرة والسياسات التي من شأنها تحويل اقتصاده بطريقة منصفة وميسرة التكلفة، وبخلاف ذلك، فإن التوجه نحو صافي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون إلى الصفر سيكون بحلول عام 2050 حلما بعيد المنال.

ويعاني العراق منذ سنوات من أسوأ أزمة في تاريخية، متمثلة في الانقطاع الدائم للتيار الكهربائي وعدم قدرة الحكومات المتعاقبة منذ عام 2003 على حل هذه المعضلة مع إنفاق مبالغ مليارية على قطاع الكهرباء، وصلت إلى 120 مليار دولار خلال السنوات السبع الماضية فقط.

وعزا سياسيون واقتصاديون عراقيون معضلة الكهرباء إلى الفساد الحكومي المستشري منذ حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي.

العرب