دمشق – يسعى تنظيم الدولة الإسلامية من خلال عملية عسكرية بدأها منذ أيام إلى إنهاء أي وجود للنظام السوري في دير الزور شرقي سوريا.
ونجح التنظيم الجهادي في تحقيق اختراق مهم ترجم في فصله مناطق سيطرة الجيش السوري في المدينة إلى جزأين وعزل المطار العسكري.
ويقول متابعون إن التنظيم لا يبدو أنه ينوي التراجع عن مخططه بضرب وجود النظام هناك لعدة اعتبارات لعل من بينها محاولة تحقيق نصر معنوي لعناصره الذين تكبدوا خسائر كبيرة في الأشهر الماضية خاصة في الموصل العراقية ولا يزالون.
والنقطة الأهم وفق المتابعين، هو أنه يريد تأمين مدينة الرقة عاصمته في سوريا التي تراجعت عمليات قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي فيها لأسباب لم تتضح بعد.
كما أن التنظيم حريص كل الحرص على أن يضمن موطئ قدم له بالقرب من العراق، ودير الزور أفضل هدف لتحقيق ذلك، فضلا عن ضمان الإمدادات إلى عناصره الموجودة في شرقي حمص.
ويعتبر مراقبون أن داعش يعمل على تحقيق هدف أبعد وأشمل وهو السيطرة على كامل شمال شرق سوريا، ليكون قاعدة انطلاقه المقبلة نحو مشروعه التوسعي.
وكان تنظيم داعش قد أعاد السيطرة قبل شهر تقريبا على مدينة تدمر الأثرية، الواقعة في قلب الصحراء السورية، فضلا عن آبار نفطية بالقرب منها.
ومثلما للتنظيم حساباته فللنظام أيضا حسابات تجعله يستميت في الحفاظ على آخر مواقعه في مدينة دير الزور.
واستقدم الجيش السوري، الثلاثاء، تعزيزات إلى مطار دير الزور العسكري غداة تمكن داعش من عزله عن المدينة، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن “قوات النظام استقدمت تعزيزات عسكرية جوا إلى مطار دير الزور ودعت سكان المدينة إلى المشاركة في القتال على الجبهات الرئيسية ضد الجهاديين، رغم أن بعضهم لم يخضع لأي تدريبات عسكرية”.
وأفاد المرصد بأن “معارك متقطعة تدور بين قوات النظام والجهاديين في مدينة دير الزور، تتزامن مع شن الطيران الروسي والسوري غارات على مواقع الجهاديين”.
ودفعت المعارك الأمم المتحدة إلى تعليق إلقاء مساعدات جوا على السكان المحاصرين داخل المدينة. ويقوم برنامج الأغذية العالمي منذ أبريل 2016، بإلقاء مساعدات جوا على السكان المحاصرين في المناطق تحت سيطرة النظام فقط في دير الزور والذين يقدر عددهم بمئة ألف.
العرب اللندنية