رفعت أوكرانيا دعوى قضائية ضد روسيا أمام محكمة العدل الدولية أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة تطالب فيها بأن توقف موسكو “فورا” دعمها للانفصاليين الموالين لها الذين يقاتلون في شرق البلاد.
وأفاد بيان لوزارة الخارجية الأوكرانية صدر مساء أمس الثلاثاء بأن الوزارة اتهمت روسيا في دعوى أمام محكمة العدل الدولية بالقيام “بأعمال إرهابية وتمييز في إطار عدوانها غير القانوني”.
وفي الدعوى المرفوعة اتهمت أوكرانيا روسيا بانتهاك معاهدة تمويل الإرهاب “بتقديم السلاح وأشكال أخرى من المساعدة لجماعات مسلحة غير قانونية تعمل على أراضي أوكرانيا”.
ومن بين الجرائم التي تقول الدعوى إن الانفصاليين مسؤولون عنها إسقاط طائرة تابعة للخطوط الجوية الماليزية في عام 2014 وقصف مناطق سكنية في ماريوبول وكرماتورسك وتدمير حافلة ركاب مدنية قرب فولنوفاخا.
وبينما رفضت المحكمة ومقرها لاهاي التعليق مباشرة على الدعوى، سارعت وزارة الخارجية الروسية إلى الرد قائلة ” إن روسيا ستستخدم كل وسائل الدفاع القانونية المتاحة في مواجهة هذه الدعوى”.
ويرى المراقبون أن رفع الدعوى في حد ذاته ليس له تداعيات مباشرة غير، أن صدور حكم من المحكمة لصالح أوكرانيا يمكن أن تنفذه محاكم وطنية، الأمر الذي يدعو إلى اتخاذ خطوات قانونية لتجميد أو مصادرة أصول روسية.
وتتحدى كييف كذلك تصرفات موسكو على أراضيها أمام المحكمة الجنائية الدولية والمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، في حين طالبت شركتا الطاقة الأوكرانيتان أوكرنافتا وستابيل محكمة التحكيم الدائمة التابعة للأمم المتحدة بتعويض عن الاستثمارات الضائعة عندما انتزعت روسيا السيطرة على شبه جزيرة القرم.
وقالت وزارة الخارجية الروسية إنها بحثت المزاعم الأوكرانية، لكن كييف لم تبد اهتماما بالحوار مع موسكو، وأضافت أنها سعت للحصول على إجابات من أوكرانيا بشأن ما إذا كانت حقوق مواطنيها المنحدرين من أصول روسية والمتحدثين بالروسية في أوكرانيا تحترم، لكن أوكرانيا رفضت بحث المسألة بالتفصيل.
وفي لقائه بجو بايدن نائب الرئيس الأميركي المنتهية ولايته قال الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو إن بلاده “لن تستسلم للعدوان الروسي وتعود لتكون تابعة للإمبراطورية الروسية”.
وأكد بورشنكو في اللقاء الذي جرى في العاصمة الأوكرانية كييف أن حكومته “تبني أوكرانيا جديدة تتشارك القيم الديمقراطية والحقوق والحريات مع الولايات المتحدة”، كما أعرب عن أمله في استمرار “العلاقات الوثيقة” بين أوكرانيا والإدارة الأميركية المقبلة برئاسة دونالد ترمب.
يذكر أن السلطات الأوكرانية بدأت في أبريل/نيسان 2014 عملية عسكرية ضد جمهوريتي لوهانسك ودونيتسك الشعبيتين المعلنتين من طرف واحد شرق أوكرانيا، وتشير البيانات الصادرة عن الأمم المتحدة إلى أن النزاع أسفر عن سقوط أكثر من عشرة آلاف قتيل.
وتتهم كييف وغيرها من الدول الغربية روسيا بالتدخل في الصراع الدائر في أوكرانيا، بينما أعلنت وزارة الدفاع الروسية مرارا أنها لا تورد الأسلحة والتقنيات العسكرية والذخيرة إلى جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك المعلنتين من طرف واحد، واصفة اتهامات كييف وعواصم الغرب بأنها “هراء مطلق” الذي “يتجاوز جميع التصنيفات”.
المصدر :الجزيرة