الخرطوم – تشهد العلاقات السودانية الخليجية تطورا لافتا في الأشهر الأخيرة، عكسته الزيارات المتبادلة، والدعم الدبلوماسي والاقتصادي الذي قدمته دول الخليج وبخاصة السعودية والإمارات، إلى الخرطوم.
ويقوم هذه الأيام، رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الإماراتي، الفريق الركن حمد ثاني الرميثي بزيارة إلى السودان، هدفها تعزيز العلاقات العسكرية الثنائية.
وأجرى الفريق ركن حمد محمد ثاني الرميثي، الثلاثاء، مباحثات مشتركة مع نظيره السوداني، الفريق أول ركن عماد الدين مصطفى عدوي، في العاصمة الخرطوم.
وتناول اللقاء الذي حضره وزير الدفاع السوداني، سبل تطوير العلاقات الثنائية، خاصة في مجالات التدريب، لا سيما وأن الإمارات تقوم بالتدريب في الكليات والمعاهد العسكرية السودانية.
وفي ختام المباحثات، وصل الرئيس السوداني القائد الأعلى للقوات المسلحة، المشير عمر البشير، مقر وزارة الدفاع، حيث منح وسام “النيلين” من الطبقة الأولى لرئيس أركان القوات المسلحة الإماراتية.
وكان رئيس أركان القوات المسلحة لدولة الإمارات، وصل الاثنين الخرطوم، واستقبله بمطار الخرطوم نظيره السوداني، وأعضاء رئاسة الأركان المُشتركة.
ومؤخرًا زادت الزيارات بين وفود البلدين، وحصل السودان في 20 يناير الماضي، على وديعة إماراتية بقيمة 500 مليون دولار. وأكد الرئيس البشير، قبل أيام قليلة، أنه كان للإمارات والسعودية دور مهم في رفع العقوبات الأميركية عن بلاده، وأنهما دعمتا موقف السودان بشكل قوي في مراحل المفاوضات التي استمرت ستة أشهر.
وكان الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، قد أمر في 13 يناير الماضي، بتخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة على السودان.
وظهرت حكومة البشير، في العامين الماضيين كحليف وثيق للدول الخليجية، بعد سنوات من التوتر سببه التقارب مع إيران.
وقطعت الخرطوم العام الماضي رسميا علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، على خلفية الاعتداءات التي تعرضت لها سفارة وقنصلية السعودية في طهران. ومنذ مارس 2015، يشارك السودان في التحالف الذي تقوده السعودية وتعتبر الإمارات طرفا رئيسيا فيه، لمحاربة الحوثيين المدعومين من طهران في اليمن.
وتؤكد مصادر مطلعة أن القوات السودانية تلعب دورا حيويا في العمليات العسكرية الأخيرة باليمن. ويتوقع محللون أن تشهد الفترة المقبلة طفرة على مستوى العلاقة بين الطرفين، خاصة على الصعيد الاقتصادي، حيث أبدت دول الخليج اهتماما كبيرا بالاستثمار في هذا البلد.
ويعيش السودان وضعا صعبا، نتيجة العقوبات الاقتصادية، وانفصال الجنوب، ومن شأن الدعم الخليجي أن يفتح له آفاقا اقتصادية واعدة.
العرب اللندنية