كشف مصدر في «قوات سوريا الديمقراطية» عن اتفاق ضمني مع قيادات امريكية على تحديد مطلع نيسان/ابريل المقبل موعداً لإطلاق المرحلة النهائية من عملية استعادة مدينة الرقة.
وقال المصدر الذي عرّف عن نفسه بأنه من قيادات التحالف العربي السوري، وهو احد مكونات «قوات سوريا الديمقراطية»، أن القوات الأمريكية بالتنسيق مع مقاتلين أكراد وعرب على الأرض «نفذوا انزالين جويين إثنين، الاربعاء، على قرى المشيرفة والكرين والمحمية بالريف الغربي لقطع طرق امدادات التنظيم على طريق الرقة حلب».
وأضاف في تصريح لـ «القدس العربي» أن الانزال الأول «وقع في قرية المشيرفة بين بلدة مسكنة ومدينة الطبقة جنوب مدينة الرقة لقطع الطريق بين ريف حلب الشرقي وريف الطبقة»، حسب قوله.
اما الانزال الثاني الذي «جاء بتوقيت متزامن فقد نفذته قوة أمريكية بالاشتراك مع مقاتلين من قوات سوريا الديمقراطية قرب سد الفرات مستخدمين خمس طائرات من بينها مروحيات الاباتشي».
وقدر المصدر «عدد الجنود الأمريكيين بنحو مئة جندي مع عدد غير معروف من قوات سوريا الديمقراطية تمكنوا من احكام الحصار على مدينة الطبقة التي يبدو انها ستكون الهدف المرحلي قبل انطلاق معركة الرقة»، على حد قوله.
وأشار إلى أن «تثبيت هذه القوة موطئ قدم لها بالقرب من السد سيساهم في تشديد الحصار على مدينة الرقة بشكل اكبر، خاصة أن قوات النظام تقطع طريق ريف دير الزور الغربي مع مدينة الرقة.
ونوه المصدر إلى «وجود طرق بديلة للتنظيم وصولاً إلى مدينة الطبقة لكنها طرق غير ملائمة لانتقال الاليات الثقيلة، كما أن قوات سوريا الديمقراطية والأمريكيين حتى الان لم يحكموا سيطرتهم على جميع الطرق الرئيسية والفرعية»، حسب وصفه.
وأكد أن الاتفاق الأخير بين الأكراد والأمريكيين «استبعد بشكل نهائي أيّ مشاركة لقوات تركية أو أيّ قوات مرتبطة بها، مثل درع الفرات، أو حركة أحرار الشام بشكل منفرد كما ان الأمريكان يبدون رغبة كبيرة باطلاق المعركة الا ان القيادات في قوات سوريا الديمقراطية طلبت التريث خصوصاً جبهة الطبقة التي ستكون خط دفاع قوي للتنظيم».
من جهة اخرى كشف الناشط الميداني أبو معاذ النعيمي من داخل مدينة الرقة عن استعدادات دفاعية لتنظيم «الدولة» عند مداخل المدينة وعلى أطرافها من جميع الاتجاهات.
وقال، إن «التنظيم حتى الان لم يزج بإمكانياته القتالية في المعارك التي تدور في ريف الرقة ويفضل الانسحاب إلى مركز المدينة للاحتماء بها والقتال في داخلها بدلاً من القتال في مناطق مكشوفة يكون فيها هدفاً سهلاً لطيران التحالف الدولي العربي»، كما سماه.
وحسب قول النعيمي «يواصل التنظيم انسحاباته من مناطق عدة في ريف حلب الشرقي والقلمون الشرقي وغيرها دون تقديم خسائر بشرية استعداداً لخوض معركة الرقة التي يعدها المعركة الأهم لاعتبارات تتعلق بمكانة مدينة الرقة التي تمثل له «عاصمة دولة الخلافة» حتى وان لم يعلن هذا بشكل رسمي»، مختتماً بأن «جهات عربية فشلت في اقناع القبائل العربية في الرقة والحسكة بالمشاركة في معركة الرقة حيث كان رد شريحة عربية واسعة بأن الرقة سيكون مصيرها التسليم للنظام او للأكراد وبأحسن الأحوال ستكون منطقة نزاع اذا ما تم اخراج التنظيم منها»، على حد قوله.
عبدالله العمري
صحيفة القدس العربي