الرياض – جدد ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان حرص السعودية ودول الخليج على دعم مصر بما يسمح للقاهرة بالاستمرار في لعب دور محوري في التوازن الإقليمي، والمساهمة بفعالية في العمل العربي المشترك. وأكد في حوار تلفزيوني على فشل إعلام الإخوان المسلمين الساعي لإرباك العلاقة السعودية مع مصر.
واتهم ولي ولي العهد السعودي “الإعلام الأخونجي المصري” بأنه كان يبث الأخبار حول تردي العلاقات بين الرياض والقاهرة.
وقال في مقابلة بثت مساء الثلاثاء على قنوات فضائية سعودية، ردا على سؤال المحاور داوود الشريان “رأينا الاتجاه الذي ذهب إليه الإعلام المصري، حتى قلنا إن العلاقات بين البلدين في طريقها إلى القطيعة”، ليرد الأمير بالقول “تقصد الإعلام المصري الأخونجي”.
وعملت قناة الجزيرة القطرية، فضلا عن قنوات إخوانية مستقرة في تركيا على نشر تسريبات منسوبة إلى الرئيس المصري أو لمسؤولين مصريين آخرين توحي فيها بوجود خلافات، وتضخيم ملاحظات لوم وعتب صغيرة تصدر عن القاهرة تجاه أشقائها الخليجيين، على أمل إحداث شرخ في العلاقة بين الجانبين ودفع دول الخليج إلى وقف الدعم لمصر، وهو الدعم الذي مكنها من تجاوز وضع اجتماعي واقتصادي صعب وساعدها على الاستمرار في الحرب على الإرهاب والتطرف بوجوهه المتعددة.
ونجح الإعلام الإخواني في أوقات في استدراج الإعلام المصري إلى مربع الوقيعة مع السعودية، لكن سرعان ما يتم التدارك والعودة إلى التهدئة.
وكان لافتا أن الإعلام المصري بقطاعيه الخاص والعام قدم خطابا تصالحيا تجاه السعودية، عقب الزيارة الأخيرة التي أداها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى الرياض.
وقال مصدر مصري لـ”العرب” من القاهرة إن تصريحات الأمير محمد بن سلمان “شجاعة للغاية” وتحمل في طياتها المزيد من التضييق من جانب الرياض على ممارسات جماعة الإخوان، وتحمل رسالة بعدم استبعاد ممارسة ضغوط على بعض الدول التي تقدم لها الإيواء وتسمح بتحرك عناصرها دون ضوابط.
واعتبر السفير هاني خلاف، مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية سابقا، أن حديث ولي ولي العهد السعودي يؤكد أن الرياض تستطيع تقديم الكثير لضبط الدول التي تأوي الإخوان وتقدم لهم مساعدات فنية وتدعم هذا النوع من المنصات الإعلامية.
ويرى إكرام بدرالدين رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن السعودية قادرة على القيام بهذه المهمة، لأن علاقاتها الاستراتيجية المتوازنة مع الكثير من الدول تسمح لها بذلك.
وأشار متابعون للعلاقات المصرية السعودية إلى أن الرياض تريد تصفية المناخ مع القاهرة من كل الشوائب والشكوك والتأويلات بغاية توفير الأرضية الصلبة للتحالف الإقليمي الذي يجري ترتيبه لمواجهة إيران، باعتبارها خيارا استراتيجيا تسقط أمامه التفاصيل الصغيرة.
وكانت الرياض قد بدأت خطوات الانفراج بالإعلان عن أن شركة النفط السعودية الحكومية أرامكو ستستأنف توريد المنتجات البترولية إلى مصر بعد نحو ستة أشهر من توقفها بشكل مفاجئ، وهي الخطوة التي مهدت لزيارة السيسي إلى الرياض.
وفيما بدا أن موقف الرياض من إخوان مصر قد ارتقى إلى موقف حاسم، فإن مراقبين يرون أن الموقف السعودي من إخوان اليمن سيكون هو النقلة الحاسمة في ملف العلاقة مع الإخوان وأن الخطوة المرتقبة ستكون بوضعهم بنفس الكفة مع إخوان مصر، مع وجود دلائل كثيرة على إرباكهم جهود التحالف العربي في اليمن، فضلا عن مساعيهم لإحكام السيطرة على المناطق المحررة.
وتضع القيادة السعودية نصب أعينها تطويق إيران كأولوية قصوى، ومنعها من تهديد الأمن الإقليمي وتغيير الواقع لتسهيل سيطرة أذرعها في لبنان وسوريا والعراق واليمن.
وقال ولي ولي العهد السعودي إن السعودية لا يمكنها الحوار مع إيران، في الوقت الذي تعمد فيه الأخيرة، إلى المضي في مشروعها للهيمنة ليس فقط على المنطقة ولكن على مجمل العالم الإسلامي.
وتساءل الأمير محمد “كيف يُمكن الحديث والحوار مع إيران، في الوقت الذي تعمل فيه طهران على الهيمنة على كامل العالم الإسلامي، فإيران التي تُعد الظروف المناسبة لعودة أو ظهور المهدي المنتظر، حسب معتقداتها، تأمل في بسط هيمنتها على العالم الإسلامي”، تنفيذا لهذا المخطط.
وبخصوص اليمن، أكد ولي ولي العهد السعودي أن التحالف العربي قادر على “اقتلاع الحوثيين وصالح في اليمن، في ظرف أيام” وليس في أشهر، وذلك ردا على سؤال حول موقفه من تصريحات قادة التمرد عن قدرتهم على الاستمرار في الحرب، بالاعتماد على الرصيد الضخم من الأسلحة التي في أيديهم.
اللعرب اللندنية