شرعت قوات الحشد الشعبي في المحور الغربي لقاطع عمليات نينوى من التقدم باتجاه قرية ام الشبابيط الواقعة غرب قضاء تلعفر في عملية جديدة وواسعة تساندها جميع صنوف الاسلحة وطيران الجيش العراقي اطلقت عليها “عمليات محمد رسول الله الثانية” ولتعزيز مواقعها وضربها لعناصر داعش المتواجدين والمتمركزين في هذه القرى المهمة لتحقيق اهدافها الاستراتيجية والميدانية في تدعيم عملية الهيمنة والتمكن من الاستيلاء على مركز ناحية القيروان التابعة لقضاء الحضر.
يأتي هذا التقدم في سياق عملية السيطرة التي تمت قبل ايام على مركز ونواحي قضاء الحضر الذي شهد معارك ضارية وجسيمة حققت نتائج مهمة وميدانية متقدمة تمثلت في عملية انسحاب مقاتلي وقيادات داعش في فترة زمنية قياسية لم تتعدى “48 ساعة” .
ان عملية تحرير مركز قضاء الحضر قد حقق غايتان اساسيتان مهمتان هما :
1- استكمال خط المواجهة مع عناصر داعش وسيطرة مقاتلين الحشد الشعبي على مناطق وقرى مهمة قريبة من الحدود العراقية السورية تمكن هذه القوات من تجديد قبضتها وسيطرتها على هدف استراتيجي تسعى اليه القوات الايرانية ومستشاريها من العسكريين والقادة الامنيين في التمحور نحو منطقة الحدود العراقية السورية .
2- التقدم وبعرض 60 – 70 كم من مركز قضاء الحضر الى عمق الحدود المشتركة مع سوريا وتطويق قرى ونواحي قضاء تلعفر لادامة عملية الزخم حول تواجد قيادات داعش ومنعها من الحركة والاستسلام وجعلها تفقد اهم عنصر مهم يساعدها على المواجهة وهو البدء بالتعرض والهجوم على مواقع الحشد الشعبي ومقاتليه في هذه المناطق الميدانية .
وتحقق هذا التوجيه والاسلوب القتالي وفق معطيات جديدة على الارض تمثل بمشاركة عناصر ومقاتلي الحشد الشعبي وتقديم الدعم والاسناد من المدفعية الميدانية العراقية المتقدمة وطيران الجيش والقوة الجوية العراقية .
وكان مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية قد اشار منذ فترة طويلة في مقال نشر تحت عنوان “دوافع واهداف التحول الميداني الايراني في العراق ” بتاريخ 20 تشرين الاول 2015 , ومقال بعنوان “طهران تصدر الأوامر وبغداد تنفذها ” بتاريخ 2 شباط 2016
لمجريات واهداف المعركة وحدد مسارها باعتماد ممر مركز قضاء الحضر كخط شروع وهدف استراتيجي تسعى اليه الاجهزة الامنية والعسكرية الايرانية لبسط نفوذها وتواجدها على منطقة الحدود العراقية السورية وادامة زخم العمليات العسكرية باتجاه العمق السوري لتحقيق التواصل واستمرار الامدادات لنقل المعركة داخل الاراضي السورية ودعم واسناد النظام السياسي في دمشق واحكام سيطرتها ونفوذها في العمق السوري لتحقيق غايتها الاساسية وهي الانطلاق من الاراضي العراقية.
وحدة الدراسات العراقية
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية