غزة – تكشف تصريحات القيادي في حركة حماس محمود الزهار بشأن الوثيقة التي أعلنها رئيس الحركة السابق خالد مشعل أوائل هذا الشهر عن تصدّع داخل جدران الحركة قد يكون مؤشرا على تناقض بين مراكز القوى داخل الحركة.
وقال الزهار في تصريحات بمدينة غزة “إن الوثيقة التي نشرتها الحركة الأسبوع الماضي ليست بديلا عن ميثاق تأسيسها الذي يدعو إلى تدمير إسرائيل”.
وأضاف أن “العهد الذي بيننا وبين الله، العهد الذي قطعناه في حماس… أن نحرر فلسطين كل فلسطين”. واعتبر القيادي الحمساوي أن “جوهر الموقف هو الميثاق وآليات الموقف هي الوثيقة”.
واعتبر المراقبون أن محاولة الزهار إفراغ ما حملته الوثيقة من مواقف جديدة، تعبر عن ازدواجية تروم حماس اعتمادها في التخاطب مع أطراف الداخل والخارج.
وبدت الوثيقة محاولة لتخفيف لهجة الحركة الإسلامية تجاه إسرائيل وإن كانت لا تزال تدعو “إلى تحرير فلسطين تحريرا كاملا من نهرها إلى بحرها”.
وتنص على أن المقاومة المسلحة سبيل لتحقيق هذا الهدف كما لا تعترف بحق إسرائيل في الوجود.
ولفتت أوساط فلسطينية متابعة إلى أن ما عبر عنه الزهار من تمسك بميثاق الحركة بصفته أصلا والتعامل مع الوثيقة بصفتها فرعا قد يكون مرده عدم حصول الحركة على الترحيب الإسرائيلي والإقليمي والدولي الذي كانت تطمح إليه جراء تراجعها عن ثوابتها السابقة وقبولها بما سبق أن تبنته منظمة التحرير الفلسطينية قبل عقود.
وقال الزهار “إن الوثيقة السياسية الجديدة التي أعلنها في قطر رئيس المكتب السياسي لحماس المنتهية ولايته خالد مشعل في أول مايو لا تتعارض مع ميثاق تأسيس الحركة الصادر عام 1988”.
ورأت مصادر فلسطينية مطلعة أن تيارات عديدة تتصارع داخل الحركة، تعبر عن النفوذ الذي تمتلكه قطر وتركيا وإيران، كما النفوذ الذي تمتلكه جماعة الإخوان المسلمين والتي لمحت الوثيقة إلى قطيعة تنظيمية معها.
وتصنف دول غربية كثيرة حماس على أنها تنظيم إرهابي لرفضها نبذ العنف والاعتراف بإسرائيل وقبول اتفاقات السلام.
وقالت حماس إنها توافق على إقامة دولة فلسطينية انتقالية على حدود عام 1967، لكنها لا تزال ترفض الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود وتؤيد المقاومة المسلحة.
واعتبرت المصادر أن النقاش الداخلي لإنتاج الوثيقة والذي استغرق أربع سنوات، حسب ما أعلن مشعل نفسه في حفل الإعلان عن الوثيقة، لم يستطع إخفاء التشققات الداخلية، والتي يعبر الزهار عن أحد أعراضها.
ونفى الزهار أن تكون حماس قد حاولت تبني نفس موقف فتح. وقال “لما الناس تقول إن حماس قبلت بحدود 67 مثلما قبل غيرها.. هذه إساءة لنا”. بيد أن مراقبين استغربوا نفي الزهار لما تقوله الوثيقة بشكل جلي وواضح من قبول بإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967.
وفسّر الزهار تحفظاته بالقول “نحن ثبتنا الثوابت التي لا تتغير.. لا نعترف بإسرائيل، لا نعترف بأن هذه الأرض المحتلة عام 1948 هي ملك لإسرائيل ولا نعترف أن الشعب (اليهودي) الذي جاء هنا (فلسطين) له ملك هنا”.
وتابع يقول “ليس هناك تناقض بين ما قلناه في وثيقتنا وبين العهد الذي بيننا وبين ربنا في ميثاقنا”.
وتأتي تصريحات الزهار، حسب مراقبين، بعد أن لاقت وثيقة حماس إهمالا من قبل العواصم الإقليمية والدولية، فيما ألقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشكل رمزي ما وصفه بأنه “وثيقة الكراهية” التي نشرتها حركة حماس في سلة مهملات. وقال إن الحركة تحاول خداع العالم.
ويلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عندما يزور الشرق الأوسط في وقت لاحق من هذا الشهر.
وتحدثت تقارير إعلامية عن قمة لاستئناف محادثات السلام المتوقفة منذ 2014.
العرب اللندنية