القدس – وجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال زيارته الأولى إلى إسرائيل منذ توليه منصبه في يناير الماضي، تحذيرات إلى إيران من مغبة الاستمرار في توفير الدعم المالي والعسكري “للإرهابيين والميليشيات”، مؤكدا أن المنطقة أمام فرصة نادرة لتحقيق السلام وجب اقتناصها.
وقال ترامب في تصريحات علنية خلال اجتماع في القدس مع الرئيس الإسرائيلي ريئوفين ريفلين “الأهم هو أن تعلن الولايات المتحدة وإسرائيل بصوت واحد أنه يتعين عدم السماح لإيران على الإطلاق بامتلاك سلاح نووي وأن عليها وقف تمويل وتدريب وتسليح الإرهابيين والميليشيات وأن تتوقف عن ذلك على الفور”.
ويعتبر ترامب إيران الراعي الأول للإرهاب في العالم، وأكد خلال بداية جولته الخارجية التي استهلها بالمملكة العربية السعودية أن على دول العالم العمل على عزلها.
وشدد الرئيس الأميركي على ضرورة استهداف الميليشيات التي تدعمها إيران وعلى رأسها حزب الله اللبناني المصنف إرهابيا لدى الولايات المتحدة.
وتعمل واشنطن على استراتيجية تهدف إلى محاصرة الحزب الشيعي تمهيدا لضربه، وسط ترجيحات بأن تلاقي هذه الخطوة دعما إقليميا ودوليا واسعا بالنظر لما يشكله هذا التنظيم من تهديد للاستقرار العالمي.
وبدأ ترامب الاثنين زيارة إلى إسرائيل، وهي المحطة الثانية من أول جولة خارجية له، وكان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وزوجته سارة والرئيس ريفلين وأعضاء في الحكومة الإسرائيلية في استقباله بمطار بن غوريون.
وفي خطابه بمكتب ريفلين، قال ترامب إنه شعر “بتشجيع عميق” نتيجة محادثاته مع قادة العالم الإسلامي في محطته الأولى السعودية.
وأضاف “الكثير عبروا عن عزمهم على المساعدة في إنهاء الإرهاب و(وضع حد) لانتشار التطرف. واتخذت الكثير من الدول الإسلامية بالفعل خطوات لبدء المضي قدما بالتزاماتها”.
وتوجه ترامب إلى ريفلين بالقول “هناك إدراك متنام بين جيرانكم العرب بوجود قضية مشتركة معكم متمثلة بالتهديد الذي تشكله إيران”. من جانبه، دعا الرئيس الإسرائيلي ريئوفين ريفلين، الولايات المتحدة إلى القيام بـ”عمل أكثر في سوريا”.
وقال في “إسرائيل تقدّر إدارتكم في عملها الذي قمتم به في سوريا، هناك خطوط حمراء تجري في سوريا لا يجب اجتيازها من قبل أولئك الذين ينتهكون القيم الأساسية التي تجعلنا بشرا”.
وأضاف “يجب النظر إلى عمل إضافي في وجه الأمور الرهيبة التي ما زالت تجري في الجانب الآخر من حدودنا”.
ريكس تيلرسون: اجتماع ثلاثي بين الزعماء الأميركي والإسرائيلي والفلسطيني، سيتحدد لاحقا
وتخشى إسرائيل من نجاح إيران في تثبيت موطئ قدم لها بالقرب منها في سوريا، خاصة وأن طهران أبانت فعليا عن رغبتها في التمدد بالجنوب السوري، وهذا تعتبره تل أبيب خطا أحمر.
وعلى صعيد القضية الفلسطينية قال ترامب “أمامنا فرصة نادرة لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام لهذه المنطقة وهزيمة الإرهاب وبناء مستقبل يسوده الانسجام والرخاء والسلام لكن لا يمكن أن يتحقق ذلك سوى بالعمل معا. ما من سبيل آخر”.
وكانت أوساط سياسية أميركية أوضحت أن الرئيس ترامب لا يملك استراتيجية واضحة أو خارطة طريق لحل القضية الفلسطينية بيد أن لديه رغبة جادة في تحقيق خرق ما.
وفي وقت سابق قال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إن اجتماعا ثلاثيا بين الزعماء الأميركي والإسرائيلي والفلسطيني، سيتحدد “في موعد لاحق” وليس في هذه الزيارة.
ويزور ترامب الثلاثاء بيت لحم حيث سيلتقي بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، وهذا ثاني لقاء بين الرجلين خلال أقل من شهر.
ولا تبدو عملية التوصل إلى تسوية للقضية الفلسطينية بالسهلة في ظل تمسك إسرائيل بالقدس الشرقية عاصمة “أبدية” لها، فضلا عن استمرار سياساتها الاستيطانية.
وفي لقائه بترامب قال الرئيس الإسرائيلي “سيكون لنا شرف استقبالكم في القدس، وأن تكون معنا هنا في الذكرى الخمسين للقدس، وهذا يجعلنا سعداء أن نعرف أن حلفاء إسرائيل يعون جيدا قيمة القدس بالنسبة إلى الإسرائيليين، فهي القلب النابض للشعب اليهودي كما كانت قبل 3000 عام”.
وللقدس مكانة دينية كبيرة لدى المسلمين بسبب وجود الحرم القدسي الذي يضم المسجد الأقصى وقبة الصخرة، وهو أولى القبلتين وثالث الحرمين لدى المسلمين، فيها، ويعتبر الفلسطينيون أنها عاصمتهم المنشودة.
ويستبعد مراقبون أن ينجح الرئيس الأميركي في تحقيق خرق مهم في القضية الفلسطينية ما لم يضغط على الجانب الإسرائيلي لتقديم تنازلات.
وشهدت الضفة الغربية بالتزامن مع زيارة ترامب مواجهات بين متظاهرين فلسطينيين وجنود إسرائيليين أدت إلى مقتل شاب فلسطيني، وإصابة العشرات.
ويطالب المحتجون بضرورة الاستجابة لمطالب أكثر من ألف أسير فلسطيني مضرب عن الطعام في السجون الإسرائيلية
وبدأ نحو 1500 أسير فلسطيني بقيادة عضو اللجنة المركزية في فتح مروان البرغوثي إضرابا عن الطعام الشهر الماضي احتجاجا على الأوضاع السيئة وسياسة إسرائيلية تسمح بالاعتقال دون محاكمة وكانت قد طبقت ضد الآلاف منذ الثمانينات.
ويرجح أن يطالب عباس بتدخل ترامب في هذا الملف، خلال لقائه معه، خاصة وأن هناك خطرا فعليا بات يتهدد حياة المضربين.
العرب اللندنية