احتدام التنافس على شرقي سوريا الذي يعتبره الكثيرون مفتاح الحل للأزمة السورية، بات يؤثر بشكل واضح على العلاقات بين القوى الموجودة على الأرض، وخاصة العلاقة بين روسيا والأكراد.
وتبدي موسكو تبرما واضحا من سير الأمور في محيط الرقة، في ظل تلمسها لتوجه يقضي بفتح طريق لعناصر داعش للفرار من المدينة باتجاه ريف حمص وتحديدا تدمر.
وكان مصدر في وزارة الدفاع الروسية قد أعلن السبت عن توصل قيادات كردية في تحالف قوات سوريا الديمقراطية إلى اتفاق يُمنح بموجبه مقاتلو التنظيم ممراً آمنا للخروج من الرقة باتجاه ريف حمص.
ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية عن المصدر قوله إن موسكو لن تسمح بتطبيق هذا الاتفاق وأن سلاح الطيران الروسي والقوات الخاصة الروسية على الأرض ستمنع خروج مقاتلي داعش من الرقة باتجاه الجنوب.
وسارع تحالف سوريا الديمقراطية إلى نفي وجود مثل هذا الاتفاق.
ولا يستبعد متابعون إقدام الوحدات على هذه الخطوة، فالقرار في النهاية ليس بيدها وإنما بيد الجيش الأميركي المشرف على عملية الرقة. وقبل أيام جددت قوات سوريا الديمقراطية تعهدها بألا يلحق أي ضرر بمقاتلي تنظيم الدولة بالرقة إذا ما استسلموا في نهاية الشهر الجاري، ودعتهم إلى إلقاء أسلحتهم قبل الهجوم المتوقع على المدينة.
ولطالما كانت العلاقة بين أكراد سوريا وموسكو متميزة رغم أن روسيا لم تعمد إلى مدّهم بالسلاح كما قامت به الولايات المتحدة.
ومنذ تدخل موسكو مباشرة في الأزمة السورية في سبتمبر 2015، سجل تعاون روسي كردي في أكثر من جبهة، وبات هناك وجود روسي معلن في عدد من مناطق الوحدات الكردية على غرار مدينة عفرين على الحدود التركية السورية. ومعلوم أن هذه العلاقة كانت أحد أسباب الخلاف بين روسيا وتركيا التي تعتبر الوحدات الكردية امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يحارب من أجل انفصال شرقي تركيا.
واليوم يبدو أن الكيمياء الموجودة بين روسيا والوحدات التي يملك جناحها السياسي حزب الاتحاد الديمقراطي فرعا له في موسكو، بدأت تتلاشى، على ضوء تزايد حدة التنافس بين واشنطن وموسكو في شرق سوريا.
صحيفة العرب اللندنية