القاهرة – ضيقت السعودية الخناق على حركة حماس ووضعتها في خانة الجماعات الإرهابية صراحة والتي أصبحت قطر مطالبة بشكل فوري بالتوقف عن دعمها، إذا أرادت الدوحة التهدئة مع الدول التي قاطعتها.
وقال عادل الجبير وزير الخارجية السعودي، خلال زيارته لباريس الثلاثاء “لقد طفح الكيل وعلى قطر وقف دعم جماعات مثل حماس والإخوان المسلمين”.
جاء ذلك بعد أن وضعت الرياض من بين شروطها للمصالحة مع قطر، والتي أبلغتها لأمير الكويت الشيخ أحمد الصباح، “أن تطرد الدوحة جميع أعضاء حماس، مع تجميد حساباتهم البنكية وحظر التعامل معهم”.
ويؤكد الموقف السعودي من الحركة أنها تمتلك معلومات موثقة عن وجود دور مشبوه لحماس في زعزعة أمن الخليج ودعم جماعات إرهابية، والتواصل مع إيران.
واعتبرت حماس في بيان الأربعاء، تصريحات الجبير أنها “تحريض على الحركة وغريبة على مواقف المملكة”. ويرى متابعون أن التطورات في المنطقة، تعمّق من أزمات حماس الداخلية وتقوض الدعم المقدم لها من قبل بعض الدول العربية.
وقال مصدر قريب من حماس في القاهرة لـ”العرب” إن الحركة “ربما تبتعد قليلا عن الدوحة حتى تهدأ العاصفة، لكنها لم ولن تقطع علاقتها بإيران لأنها حتى وإن قطعت أو خففت من هذه العلاقات فهي في نظر الرياض مرتبطة بإيران، وبالتالي فإننا مستمرون”.
وتمتلك إيران علاقات جيدة بحماس منذ فترة، وازدادت تطلعاتها عقب تولي إسماعيل هنية رئاسة المكتب السياسي للحركة.
وأضاف المصدر أنه توجد أصوات كثيرة داخل الحركة ترى ضرورة تطوير العلاقة مع طهران خلال الفترة المقبلة، لكن توجد كذلك آراء مقابلة تطالب بالتهدئة لعدم تصعيد الموقف مع الدول التي قطعت علاقاتها مع قطر. وأكد أن “حماس لن تبدي أي موقف علني خاص بالأزمة القطرية، وسوف تقف على الحياد حتى لا تحسب على أي طرف وتتضرر مصالحها ويتأثر مشروعها مستقبلًا عندما تعود الأمور إلى طبيعتها، لكنها سوف تعتمد على الدور المصري حاليّا”.
وكان يحيى السنوار القائد العام لحماس في غزة قد قام بزيارة إلى القاهرة قبل أيام، بحث خلالها عددا من القضايا الأمنية.
وأشار المصدر المقرب من حماس إلى أن “قطر لم تطلب صراحة من قيادات الحركة أن يغادروا أراضيها، لكن العديد من القادة تركوا الدوحة بالفعل من تلقاء أنفسهم حتى لا تتعرض للمزيد من الحرج بسببهمة”.
ولفت إلى أنه “يجري حاليّا بحث وجهة المقر الجديد للحركة خارج قطر، ولم يتحدد بعد سواء كان لبنان أو ماليزيا أو الاستقرار في القطاع وربما طهران”.
ورأى طارق فهمي الخبير بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط أن حماس سوف تكون مضطرة إلى تنويع توجهاتها خلال الفترة المقبلة، خاصة وأنها حركة راديكالية نفعية تتعامل مع كل الأطراف وتناور في مختلف الاتجاهات لأجل مصالحها فقط.
العرب اللندنية